الجمعة 27 سبتمبر 2024

"بوليتيكو": الديمقراطيون يرون في تصويت عزل ترامب "لغما" للسناتورات الجمهوريين المهدَّدة مقاعدهم

30-9-2019 | 22:43

قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن النواب الديمقراطيين بالكونجرس يرون في مسألة التحقيق البرلماني في أنشطة الرئيس دونالد ترامب بغرض عزله "لغما" لأعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري.


وأشارت المجلة إلى أن السناتورات الجمهوريين الذين يواجهون منافسة شرسة في الانتخابات المقبلة سيكونون أمام اختيار صعب ما بين البقاء إلى جانب ترامب أو التصويت لصالح عزله إذا ما مُرّرت المحاكمة البرلمانية من مجلس النواب إلى الشيوخ.


وأوضحت، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أنه رغم إصرار الديمقراطيين على أن مضيهم قدما في إجراءات عزل ترامب هو ببساطة من أجل فِعل الشيء الصحيح، لكن عددا متزايدا منهم يرى أن ثمة ميزة سياسية حقيقية في ذلك، وهي أنه قد يساعدهم في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ الذي يحظى حاليا فيه الجمهوريون بأغلبية.


ولفتت إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين أصبحوا متفائلين بشكل متزايد بشأن رؤية ستة من زملائهم الجمهوريين المهددين بخسارة مقاعدهم "يتشنّجون" لأسابيع وشهور بسبب سلوك ترامب قبل أن يُجبروا في النهاية على إدانة أو تبرئة ترامب إذا صوّت مجلس النواب بعزله.


وأضافت المجلة أن ثمة شعورا لدى الحزب الديمقراطي بأن المضي قدما في إجراءات عزل ترامب سيعزز محاولتهم نيل أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ في الانتخابات المقبلة، رغم أن الحكمة التقليدية ترى أن تلك المحاولة من شأنها أن تأتي على حساب الديمقراطيين في مقاعد الولايات التي حصل ترامب على أغلبية أصواتها في انتخابات 2016.


وأعلن النواب الديمقراطيون بالكونجرس، الأسبوع الماضي، بدء إجراءات محاكمة ترامب برلمانيا بهدف عزله بعد تسريب شخص مجهول محتوى مكالمة هاتفية بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، جرت في 25 يوليو الماضي، وقال المسرّب إن ترامب طلب خلالها من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما الذي يبدو الأوفر حظا لمنافسته في الانتخابات الرئاسية المقبلة ونجله هانتر بايدن. وقام البيت الأبيض بتسجيل محضر الاتصال على خادم مخصص للنصوص السرية.


واعتبر النواب الديمقراطيون بالكونجرس أن المحادثة حملت طلبا من الرئيس الأمريكي لرئيس أجنبي بالتدخل في شؤون الولايات المتحدة بغرض التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما دفعهم لبدء إجراءات فتح التحقيق البرلماني، لكن مراقبين حذّروا من أن تلك المحاولة قد تأتي بنتائج عكسية على الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.


ونقلت "بوليتيكو" عن السناتور الديمقراطي كريس ميرفي قوله: "لا أعتقد أن الناخبين سيريدون أن يكون عضوهم بمجلس النواب أو الشيوخ هنا يدافع عن أفعال الرئيس"، مضيفا: "سيكون من المثير أن نرى ما سيحدث عندما يعود الجمهوريون من عطلة (أكتوبر) تلك".


بدورها، قالت السناتورة الديمقراطية ديبي ستابينو: "نحتاج لفعل الشيء الصحيح بصرف النظر عمن سينتفع"، قبل أن تعود للإشارة إلى أن هناك عددا كبيرا من مقاعد مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الجمهوريون تخضع للانتخابات العام المقبل. 


وأشارت ستابينو إلى أن محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ "ستجعل من الصعب جدا" على السناتورات الجمهوريين الاختيار. وأضافت: "لو كنت مكانهم بالتأكيد كنت سأقلق حيال خوض ذلك التصويت". 


الأمر نفسه أكده السناتور ديك دوربين، والذي أشار إلى أن "الشعور العام تحوَّل .. أرقام الاستطلاعات تشير إلى دعم أقوى بكثير للمضي قدما في تحقيق العزل".


في المقابل، يقلّل الجمهوريون بشكل كبير من أهمية التصوّر بأن المحكمة تشكل خطرا سياسيا عليهم؛ وقال المدير التنفيذي للجنة الوطنية الجمهورية لمجلس الشيوخ كيفن ماكلولين: "فكرة أن ذلك فوز سياسي للديمقراطيين ... كون هناك ثلاثة من أكثر السناتورت ليبرالية يقولون شيئا مختلفا لا يجعل ذلك صحيحا"، في إشارة إلى السناتورات الديمقراطيين الثلاثة. وواصل ماكلولين: "يصدمني ذلك كشيء لا يزيد عن محاولة من الأعضاء الليبراليين للتسلّط على الآخرين في حزبهم".


وبينما تعد فرصة الديمقراطيين في التصويت بعزل ترامب -إذا ما أُدين- أقوى في مجلس النواب الذي يسيطرون على أغلبية مقاعده، تتجه الأنظار لمجلس الشيوخ حيث الأغلبية الجمهورية وآخر آمال ترامب في الخروج من ذلك المأزق.


ويحتاج الديمقراطيون لانتزاع ثلاثة مقاعد على الأقل من الجمهوريين في الانتخابات المقبلة لاستعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ، إذا فاز مرشحهم في انتخابات الرئاسة. ورأت "بوليتيكو" أن لديهم فرصا عديدة لتحقيق تلك النتيجة، لكنها ستتطلب الفوز على الأقل في بعض الولايات التي فاز فيها ترامب في انتخابات 2016.