الأحد 19 مايو 2024

الإصلاح السياسي والحزبي بمصر أولوية المرحلة المقبلة.. وسياسيون: عملية مطلوبة بعد الاستقرار الاقتصادي.. والأحزاب المصرية عددها ضخم وتأثيرها ضعيف.. ولابد من خطوات لخلق نظام حزبي قوي

تحقيقات1-10-2019 | 18:22

أكد سياسيون أن عملية الإصلاح السياسي والحزبي هو أولوية في المرحلة المقبلة بعد ما حققته مصر من استقرار اقتصادي، حيث كان للإصلاح الاقتصادي الأولوية في الفترة الماضية، موضحين أن الحياة الحزبية في مصر تشهد حالة من التناقض بين الكم والكيف فرغم عددها الضخم إلا أن تأثيرها ضعيف وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات لإصلاح هذا التناقض وخلق نظام حزبي قوي.

وفي كلمة له اليوم، قال رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، إننا مقبلون على مرحلة "جني الثمار" بعد فترة انتقالية استلزمت إجراءات قاسية، مضيفا إن الكل يد واحدة ووطنيون، أغلبية ومعارضة، وأن هناك بوادر قطف الثمار بدأت تلوح في الأفق، وأنه سيتم إجراء إصلاحات سياسة وحزبية وإعلامية.

 

الإصلاح السياسي والحزبي أولوية

وفي هذا السياق،  قال حسام الخولي، أمين عام حزب مستقبل وطن، إن الإصلاح السياسي والحزبي والإعلامي في مصر في الفترة المقبلة ضرورة ملحة ويأتي في التوقيت الصحيح، مضيفا إن مصر كانت تمر بمرحلة حساسة في السنوات السابقة وكان الإصلاح الاقتصادي له الأولوية وكانت الأوضاع الاقتصادية محل اهتمام المواطنين.

 

وأوضح الخولي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه مع استقرار الأوضاع تتخذ الدولة إجراءات للتحسين في جميع المجالات، مضيفا إن الحياة الحزبية في مصر تحتاج إلى تفعيل دورها بشكل أكبر، وخاصة أن التغير هو سمة المرحلة، فالأحزاب الممثلة في البرلمان الحالي قد لا تكون هي ذاتها في المجلس المقبل.

 

وأشار إلى أن هناك نحو 104 حزب سياسي في مصر، وتحتاج إلى التعامل بشكل أكبر على أرض الواقع لتحظى بالتمثيل الملائم في المجالس النيابية سواء مجلس الشيوخ أو النواب أو المحليات، مضيفا إن هناك دور كبير ملقى على الأحزاب ذاتها وعليها أن تبادر بالعمل والتواصل مع المواطنين وتحديد رؤيتها.

 

وأضاف إن الفترة المقبلة ستشهد مجموعة من الاستحقاقات الهامة من بينها مجلس الشيوخ والمحليات بعد الانتهاء من القوانين اللازمة لانتخابهما، وكذلك مجلس النواب حيث أن دور الانعقاد الخامس هو الأخير، ما سيؤدي لتفعيل دور الأحزاب وزيادة نشاطها بشكل ملموس.

وأكد أن حزب مستقبل وطن وغيره من الأحزاب تكثف أنشطتها خلال فترة الانتخابات لأن هذا هو مجال عملها، مضيفا إن الفترة المقبلة ستشهد حراكا حزبيا وسياسيا من أجل إتمام هذه الاستحقاقات.

 

خلق نظام حزبي قوي

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الإصلاح في مختلف المجالات في مصر هو أمر مرغوب فيه، حيث قطعت الدولة شوطا كبيرا في طريق الإصلاح الاقتصادي ولا بد أن يواكب ذلك الإصلاحات السياسية والإدارية والإعلامية.

 

وأوضح بدر الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الحياة الحزبية في مصر لا تزال تحتاج للتطوير والإصلاح لحل التناقض بين الكم والكيف، فعدد الأحزاب المصرية كبير للغاية إلا أن تأثيرها على الأرض منخفض، مضيفا إن الإصلاح يكون بإدخال ما يلزم من تشريعات في قوانين الأحزاب والانتخابات وغيرها.

 

وأشار إلى أن ذلك يخلق نظاما حزبيا قويا، وتستطيع الأحزاب أن تشكل ائتلافات مع تبادل الأدوار، مضيفا إن مصر تحتاج إلى الإصلاح الإداري لمكافحة الفساد وكذلك إصلاح إعلامي ليصبح الإعلام المصري قويا في ظل الدور الريادي لمصر وما تشهده من نجاحات وكذلك لمواجهة التحديات وما يحاول الإعلام المعادي أن يبثه من شائعات وحرب نفسية.

 

وأكد أن عملية الإصلاح مطلوبة وستكون أولوية المرحلة المقبلة، ويمكن اعتبار مجلس الشيوخ المرتقب أحد أشكال هذا الإصلاح وكذلك التعديلات المرتقبة على قوانين الانتخابات وممارسة الحقوق السياسية لتصبح أكثر تعبيرا عن الشعب، مضيفا إن الإصلاح ليس مهمة الرئيس أو وزارة بعينها فقط إنما هو مهمة كل المؤسسات والأطراف في الدولة لتحقيق الأهداف المنشودة.


وأضاف إن الأحزاب نقطة ضعف خطيرة فعددها نحو 105 حزب، إلا أن الممثل منها في البرلمان 19 فقط، أي أن هناك ما يزيد عن 85 حزبا غير ممثلين في مجلس النواب حتى بمقعد واحد، مشيرا إلى أن المطلوب هو إعطاء قوة للأحزاب عبر إصدار تشريعات، وإلغاء الأحزاب التي لا تحصل على مقعد في استحقاقين انتخابيين متتالين لأنه لا يصح أن يكون حزبا.


ولفت إلى أهمية اندماج الأحزاب ذات التوجه السياسي المتشابه، فالتيارات السياسية محددة ويمكن للأحزاب صاحبة نفس الانتماء والأيديولوجية أن تندمج لتعبر عن توجهها في حزب واحد، مشيرا إلى أن قوانين نشأة الأحزاب تحتاج لإعادة نظر فلا يصح أن ينشأ حزب ويكرر برنامج حزب آخر موجود لأنه لن يضيف جديدا حينها.

 

وأشار إلى أن الأمر يحتاج لضوابط تنظيمية من خلال عدد الأعضاء والمقار والفعاليات، مضيفا إن مصر بلا حزب حاكم كما أنه لا يوجد حزب حصل على الأغلبية منفردا، مضيفا إن الأحزاب إذا نشطت وقامت بدورها ستكون حلقة الوصل بين الشعب والسلطة، وقوة الأحزاب هي قوة للنظام السياسي ودعم له ودعم للعملية الإصلاحية.