تواصلت الإدانات العربية والإقليمية والدولية للعملية العسكرية التركية في الأراضي السورية، مؤكدة أنه انتهاك سافر للقانون الدولي والسيادة السورية.
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية العدوان التركي وطالبت بوقفه فوراً. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وفق ما ذكرت وكالة عمون الإخبارية: "نطالب تركيا بوقف هجومها على سوريا فورا ونرفض أي انتقاص من سيادتها وندين كل عدوان يهدد وحدتها".. مجدداً التأكيد على أن حل الأزمة في سوريا سياسي بما يحفظ وحدتها ويخلصها من الإرهاب وخطره.
وأعرب العراق عن قلقه البالغ إزاء العدوان الذي يشنه النظام التركي على الأراضي السورية.
وأوضحت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها إن هذا العدوان سيتسبب بالمزيد من التعقيد في الأوضاع في سوريا ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين ما يزيد حجم المعاناة الإنسانية ويهدد بتعقيدات وتأثيرات مباشرة أيضا على الأمن بالعراق.
ودعا البيان إلى الحفاظ على سيادة الدول وتبني الحلول السياسية لكل المشاكل والأزمات التي تشهدها المنطقة.
بدورها، أدانت الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية؛ وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتي إن هذا "العدوان يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
كما أدانت قبرص العدوان التركي داعية إلى وقفه فوراً، ودعت النظام التركي إلى الالتزام بشكل كامل بسيادة ووحدة أراضي سوريا.
وقالت وزارة الخارجية القبرصية في بيان إن العدوان التركي على الأراضي السورية "يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة كما يقوض التقدم الذي تحقق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي".
وفي السياق ذاته، أدانت المفوضية الأوروبية وفنلندا العدوان التركي على الأراضي السورية.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي أنتي رين، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بيان إن "فنلندا تدين العملية العسكرية التركية ضد سوريا وتدعو لوقف هذه الأعمال العدائية".. مضيفا أن تصرفات تركيا "تزيد من حدة الأزمة المعقدة بالفعل في سوريا".
وأضاف رين: "نحن قلقون جداً من آثار هذه التدابير على الوضع الإنساني في سوريا حيث أن الأعمال العدائية في المنطقة قد تؤدي إلى مزيد من النزوح".. مبيناً أن الحكومة الفنلندية ستتوقف عن منح تراخيص تصدير أسلحة جديدة إلى تركيا.
من جانبها عبرت المفوضية الأوروبية عن رفضها العدوان التركي على الأراضي السورية.
وقالت المفوضية في بيان تعليقاً على هذا العدوان إنه "يتعين على تركيا أن تأخذ في الاعتبار مسعاها للانضمام للاتحاد الأوروبي وما يتطلبه ذلك من الالتزام بالسياسة الخارجية للاتحاد".
وأدانت بلجيكا العدوان التركي على الأراضي السورية، ودعت نظام رجب طيب أردوغان إلى وقفه على الفور.
وأكد وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز أن العدوان التركي على الأراضي السورية سيؤدي إلى انعكاسات سلبية ويهدد التقدم الذي جرى إحرازه في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.. مشددا على ضرورة تفادي أي أزمة إنسانية جديدة في سوريا.
ولفت إلى أن بلاده بوصفها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي ستسهم بفاعلية في النقاش الذي سينظم اليوم في نيويورك حول هذا الأمر.
وكرر ريندرز التأكيد على موقف بلاده المتناسق تماما مع الاتحاد الأوروبي والذي يؤكد على أن هذا العدوان التركي يهدد بنسف الجهود الدبلوماسية المبذولة لحل الأزمة في سوريا.
ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد خلال اجتماعهم الاثنين القادم في لوكسمبورج العدوان التركي على سوريا والأزمة فيها.
من جهته، أدان وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك العدوان التركي على الأراضي السورية.. مطالباً بوقفه فوراً ومحذراً من أنه يدهور الأوضاع في المنطقة.
ودعا وزير الخارجية التشيكي الاتحاد الأوروبي والقوى الأخرى إلى الضغط على النظام التركي لوقف عدوانه وقال: "ضمان الحدود التركية يجب أن يتم تأمينه بطريقة أخرى غير العدوان".
بدوره، دعا وزير الدفاع التشيكي لوبومير ميتنار النظام التركي إلى وقف عدوانه وانتهاج الدبلوماسية سبيلاً للتوصل إلى حلول للمشكلات.
كما حذر حزب الخضر التشيكي من أن العدوان التركي على الأراضي السورية يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق أوروبا.. داعياً الاتحاد الأوروبي إلى بذل أقصى الجهود لوقفه.
من جهته، دعا عضو البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك ايفان دافيد الاتحاد الأوروبي إلى التحرك سريعا لوقف العدوان.. مشددا على ضرورة فرض حظر فوري على توريد السلاح للنظام التركي.
ووصف مواقف الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية تجاه تصرفات النظام التركي بأنها عار.
بدورها أكدت الصحفية التشيكية ماركيتا كوتيلوفا أن النظام التركي يرتكب جرائم في سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب.. مشيرة إلى أن هذا النظام هو الذي سهل دخول آلاف الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى سوريا.
كما أدانت كندا عدوان جيش النظام التركي على الأراضي السورية، معتبرة أنه يخاطر بتقويض استقرار المنطقة والجهود المبذولة لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند على موقع تويتر: "تدين كندا بشدة التوغل العسكري الذي قامت به تركيا في سوريا، ندعو لحماية المدنيين وجميع الأطراف لاحترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي".
وأدان رئيس وزراء أرمينيا نيكولا باشينيان العدوان التركي على الأراضي السورية. ودعا باشينيان خلال جلسة للحكومة الأرمينية المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير لوقف هذه الاعمال اللاشرعية.. مشيرا إلى أن أعضاء حكومته سيبحثون في جلسة مغلقة تطورات الأوضاع المحتملة في سوريا.
وأدانت وزارة الخارجية الأرمينية العدوان التركي، مؤكدة ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.
وقالت الوزارة في بيان إن "العملية العسكرية التركية تخلق خطراً مباشراً وانتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان".. مشيرة إلى أنها ستؤدي إلى كارثة إنسانية ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين.
وأكد البيان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها داعياً إلى اتخاذ "جهود دولية فعالة" لوقف العدوان ودرء وقوع أعمال وحشية ضد المدنيين.
من جانبها، طالبت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية فوراً مؤكدة التزام الاتحاد بوحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها.
ووفقاً للموقع الإلكتروني للاتحاد، أشارت موجيريني أمام البرلمان الأوروبي أمس إلى أن هذا العدوان يعرقل الحل السياسي في سوريا ومن شأنه أن يزيد معاناة المدنيين والتسبب بالمزيد من النزوح.
ولفتت موجيريني إلى أن العدوان يوفر أرضية خصبة لتنظيم "داعش" الذي لا يزال يشكل تهديداً كبيراً للأمن الدولي والإقليمي والأوروبي.
وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر دعا أمس النظام التركي إلى وقف عدوانه على سوريا.. منددا بمخططات هذا النظام لإقامة ما يسمى "منطقة آمنة" في شمال سوريا، وقال "إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى منطقة آمنة فعليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال بهذا الشأن".