أكد خبراء عسكريون أن الندوة التثقيفية للقوات المسلحة اليوم تناولت مجموعة من القضايا الهامة في إطار التوعية والتواصل المستمر بين القيادة السياسية والمصريين، موضحين أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم تناول قضايا تهم المواطنين وعلى رأسها ملف سد النهضة، حيث بعث برسائل لطمأنة الشعب المصري، وأن التوعية هي الأساس لمواجهة حروب الجيل الرابع.

وخلال الندوة، قال الرئيس "اتفقت مع رئيس وزراء إثيوبيا أن نلتقي في موسكو حتى نتحدث في أزمة سد النهضة ونتحرك للأمام حتى نحل هذه المسألة"، مؤكدا أن مصر لا تتدخل في شئون الدول بالإضرار، فهي عندما تختلف مع أحد لا تقوم أبدا بأية عمليات سلبية تجاه هذه الدول ولكن تسعى دائما إلى إيجاد قاعدة مبنية على الحوار والنقاش والتفاوض بشكل أو بآخر.

ودعا الرئيس المصريين إلى العمل معا من أجل تشييد دولة حديثة عصرية تمتلك مقومات التقدم والازدهار، قائلا: «إن تطور الحضارة البشرية امتد ليطال مفهوم الحرب الحديثة الذي بات يشمل أيضا الحروب غير المتماثلة والتي تتضمن حرب المعلومات وأساليب الدعاية الإعلامية التي أصبح الاجتزاء والتضليل وسيلة مهمة من وسائلها وهو الأمر يتعين علينا جميعا الانتباه له في ظاهرة يتجمل بالدعوة إلى مصلحة هذا الشعب أما باطنه فلا يضمر لمصر ولشعبها سوى الشر والسوء».

 

قضايا تهم المواطنين

اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ناقش اليوم خلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة قضايا هامة تهم المواطنين في الوقت الراهن، مضيفا إن أبرز هذه القضايا هي أزمة سد النهضة، حيث كشف عن عقد لقاء قريب مع رئيس الوزراء الإثيوبي في سوتشي الروسية لبحث الحلول لهذا الملف.

 

وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القضية الثانية التي استعرضها الرئيس في حديثه هي أهمية تماسك الشعب المصري، لأن هذا التماسك هو الحصن ضد أية محاولة للتأثير على الأمن القومي المصري، مضيفا إن القضية الثالثة هي محاربة الإرهاب، حيث حققت مصر نجاحات في هذا المجال.

 

 

وأكد أن القضاء تماما على الإرهاب يحتاج إلى مزيد من الجهد وتعاون أهالي سيناء لأن هؤلاء الإرهابيين يتواجدون بينهم، مشيرا إلى أن القضية الرابعة هي عملية إخلاء الشريط الحدودي وأنه تم تعويض كل من ترك مزرعته أو منزله في مساحة 2 كليو متر من الحدود وكان هذا لصالح حماية الأمن القومي المصري.

 

 

وأشار إلى أن الرئيس استعرض أيضا أهمية العمل والإنتاج وأنه لا خوف من أية تحديات خارجية في ظل تماسك الشعب، موضحا أن حروب الجيل الرابع التي تتعرض لها مصر، والتوعية هي الأساس في مواجهة هذا النمط من الحروب، حيث تناولت الندوة الاحتفال بالذكرى الـ46 لحرب أكتوبر والأوضاع الراهنة في عمليات التنمية ومحاربة الإرهاب.

 

 

وأضاف إن حروب الجيل الرابع هدفها هو إضعاف الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، ولذلك يجب التوعية بمخاطر تلك الحروب والتماسك في جبهة واحدة خلف القيادة السياسية والدولة لتفادي آثار تلك الحروب.

 

 

طمأنة الشعب المصري

ومن جانبه، قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم ردودا شافية وكافية لطمأنة الشعب المصري بشأن الأزمات والقضايا التي تشغل باله، في استمرار لتواصله المستمر مع المواطنين، مضيفا إن السيسي أجاب على كل التساؤلات التي تهم المواطنين.

 

وأوضح العمدة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السيسي طمأن المواطنين خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة والموقف من الحملة الممنهجة التي تتعرض لها الدولة، مشيرا إلى أن السيسي أكد أن قدرة مصر على احتواء وتخطي كل الأزمات طالما كان الشعب المصري يدا واحدة.

 

وأشار إلى أن السيسي استعرض الظروف التي تعرضت لها مصر خلال الست سنوات الماضية شهدت تحديات وتهديدات كبيرة للدولة لكن في الوقت نفسه قاطرة التنمية مستمرة للوصول بالدولة إلى المكانة المستهدفة، مضيفا إن الندوة التثقيقية هي استمرار للتواصل بين القيادة السياسية والمواطنين والرد على التساؤلات التي تشغلهم بما يعمق الثقة المتبادلة.

 

وأكد أن هذا التواصل وسرد البطولات سواء في الوقت الحالي أو خلال حرب أكتوبر يأتي في توقيت هام ويعكس إرادة الشعب المصري في تخطي كافة أزماته في ظل الظروف التي تحيط بالدولة في كل العصور.