عبرت الدكتورة ناتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقها البالغ إزاء الوضع الحالي في شمال شرق سوريا، وقالت: "تشكل العملية العسكرية خطرا جسيما على جهود حماية المدنيين، ولا سيما النساء والفتيات، وتفرض مخاطر وقيودا خطيرة على الجهات الإنسانية الفاعلة." وأضافت قائلة: " يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى إنهاء الأعمال القتالية وإلى إمكانية الوصول دون عوائق إلى توفير الخدمات المنقذة للحياة للمحتاجين."
ومن بين مخاوف استمرار الأعمال القتالية هناك العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتقول الدكتورة كانيم: "قبل العملية العسكرية، كان خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي كبيرًا بما في ذلك المضايقات والعنف الأسري والعنف الجنسي وزواج الأطفال وهي من بين العديد من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي الموثقة في جميع أنحاء سوريا،" وقد رجحت الدكتورة كانيم أن يزداد العنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزوح، خاصة وأن بعض طرق التنقل غير آمنة. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تزداد المخاطر الصحية والخاصة بالحماية المرتبطة بالنزوح زيادة كبيرة مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال دكتور لؤي شبانة ، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، " تعتبر الأرامل والمطلقات أو معيلات الأسر ذوات الدعم الأسري أو المجتمعي المحدود والمراهقات الأكثر عرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بينما تؤثر بشكل كبير القيود على حركة الفتيات بسبب مخاوف من التحرش والعنف الجنسي ومخاطر الاختطاف." وأضاف شبانة: "يظل كبار السن والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة من بين الفئات الأكثر إهمالا واحتياجا من السكان والمعرضة كذلك لخطر العنف، لا سيما الإساءة الجنسية والنفسية والعاطفية."
وبالنظر إلى تقلب الوضع، يظل التحقق من عدد النازحين صعبا حيث يقدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء عددهم من 160,000 إلى 209,000 شخص.
وقال شبانة: "يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان حاليا تسع مساحات آمنة للنساء والفتيات و 32 فريقا متنقلا و 22 مرفقا صحيا في شمال شرق سوريا. ومع ذلك ، فقد اضطر مرفق رعاية الأمومة الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان والذي يخدم 40,000شخص إلى الإغلاق بعد تدميره جزئيا بسبب العملية العسكرية ولم يعد هناك مكان آمن للنساء والفتيات ولا يزال الوضع الأمني يعيق وصولهن إلى المرافق والخدمات جراء استهداف المستشفيات والعيادات.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة نتاليا كانيم:"يؤمن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن لكل امرأة وفتاة في سوريا الحق في الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وكذلك الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد تمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من توزيع مساعدات على المحتاجين، بما في ذلك الإمدادات الصحية الضرورية وحقائب الكرامة التي تشمل أدوات النظافة الشخصية الأساسية، بالإضافة إلى مجموعات الصحة الإنجابية التي تم تسليمها إلى شركاء العمل في المجال الصحي، والتي تحتوي على الأدوية والمعدات المنقذة للحياة."
وأضافت كانيم: "خلال هذا الوقت الحرج ، يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان المجتمع الدولي إلى ضمان حماية المدنيين، ولا سيما النساء والفتيات، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمروآمن دون عوائق إلى المدنيين في جميع الأوقات.