الإسكندرية: أحمد إبراهيم أحمد
افتتح حلمي النمنم وزير الثقافة معرض الإسكندرية الدولي للكتاب المقام في مكتبة الإسكندرية بمشاركة ما يقارب «300» ناشر والذي بدأت فعالياته يوم الخميس الموافق الثالث والعشرين من شهر مارس والمقرر استمرار فعالياته حتى الرابع من شهر أبريل 2017 م وحيث يتخلل فعالياته مشاركات وأحداث ثقافية منوعة تصل إلي مائة وأربعين نشاطاً فنياً وثقافياً يشارك فيها عدد من الأدباء والمفكرين والفنانين في مجالات ثقافية وفنية متنوعة من مختلف محافظات مصر.
وقام الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية في بداية الكلمات الافتتاحية بإهداء الدورة الثالثة عشرة من معرض الكتاب الدولي للأكاديمي الراحل الدكتور مصطفى العبادي صاحب فكرة إصدار نداء دولي تتبناه اليونسكو لإحياء مكتبة الإسكندرية التي شكلت مركزاً ثقافياً عالمياً مؤثراً في الثقافة الإنسانية خلال الحقبة البطلمية.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في كلمته أن معرض الكتاب بالإسكندرية الذي يقام دولياً لأول مرة هو دعم للبناء الثقافي الذي تتبناه المكتبة حيث كان العلم والمعرفة هما الخلطة السحرية التي تستعيد بها الإسكندرية شبابها علي مر العصور، مضيفاً أن معرض الكتاب ليس مجرد ساحة لبيع الكتب لكنه ملتقي للمثقفين للتعارف واكتشاف سبل جديدة للعطاء الثقافي والمعرفي.
وتحدث محافظ الإسكندرية الدكتور محمد سلطان قائلاً إن إثراء النقاش الثقافي أهم ما يميز معرض الكتاب الذي يمثل حدثاً ثقافياً يليق بالإسكندرية «الكوزموبوليتانية» التي كانت وما زالت منارة للمعرفة، مؤكداً أن إقامة المعرض لأول مرة دولياً بهذا المستوي الراقي بالتعاون بين المكتبة وهيئة الكتاب لهو أمر يدعو للفخر.
وأوضح الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية للكتاب أن الهيئة سعت بقوة خلال الفترة الماضية لأن تكون مصر من الدول القلائل التي بها معرضان دوليان للكتاب، وأن ذلك تم بالتعاون مع جهات عديدة لإتمامه علي أكمل وجه، مضيفاً أن وجود إيطاليا كضيف شرف في معرض الإسكندرية لهذا العام يمثل حدثاً مضافاً، مشيراً إلى تضافر الجهود بين الهيئة العامة للكتاب ومكتبة الإسكندرية، مطالباً بتوثيق أحداث المعرض لعرضها علي هيئة المعارض لاعتماده كمعرض دولي للكتاب لمنطقة دول البحر المتوسط. وقد خُصص جناح خاص لأحدث إصدارات دور النشر الإيطالية باعتبار إيطاليا ضيف شرف معرض الإسكندرية الدولي للكتاب هذا العام كما أقيم معرض للصور، إضافة لندوات تسلط الضوء على جهود إيطاليا في مجال التنقيب عن الآثار في مصر تحت إشراف المركز الثقافي الإيطالي، فمن المعروف أن ايطاليا قدمت دعماً كبيراً لمكتبة الإسكندرية منذ نشأتها، وما زالت تدعمها حتى الآن على هيئة تعاون بين المراكز البحثية الإيطالية والمكتبة، وتأمين عدد من المنح البحثية للباحثين بالمكتبة وما قدمته لمتحف المخطوطات من خبرات فنية. وتمت خلال فعاليات المعرض مناقشة كتاب (أطفال مصر أرض النيل) للكاتب الإيطالي دايفيد لورنزون من كل من البروفيسورة جوزيبينا كابريوتي مديرة مركز الآثار الإيطالي بالقاهرة والدكتورة باربرا ماورينا من متحف الحضارة بروفيريتو بإيطاليا، مع عرض لأفلام عن الآثار للدكتورة باربرا ماورينا.
ومن جانب آخر تقدمت البروفيسورة جوزيبينا كابريوتي مديرة مركز الآثار الإيطالي بالقاهرة بالشكر لمكتبة الإسكندرية علي اختيار إيطاليا ضيف شرف للمعرض، وأعربت بالنيابة عن إيطاليا عن فخرها للمشاركة في نشاط للمكتبة التي تعتبر منارة البحر المتوسط ومعبراً للتواصل بين روما والإسكندرية خاصة وأن العديد من الإيطاليين عاشوا فيها كذلك عمل فيها العديد من الأثريين وشاركوا في تجهيز عدة مواقع أثرية بها، وأكدت أن ايطاليا سوف تشارك في استكمال وتطوير هذا التاريخ الكبير بكتب إيطالية مترجمة للعربية، وترجمة كتب لكتاب مصريين للايطالية مع الاهتمام اهتماماً خاصاً بثقافة الأطفال، وأضافت كابريوتي أن إيطاليا قدمت جميع مطبوعاتها لمكتبة الإسكندرية باعتبارها منارة دول البحر المتوسط منوهة أن هذا الدعم سيكون له أثر كبير علي حركة التبادل العلمي والثقافي بين البلدين وعلي إثراء المحتوي الثقافي ودعم الباحثين. وقال عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن معرض الإسكندرية الدولي هو عرس ثقافي يقام في محافظة الإسكندرية ليعطي الفرصة لتفاعل الناشر مع وجوه جديدة ويفتح آفاقاً مبشرة لبداية انتشار أوسع لدور النشر في مصر مضيفاً أن المعرض حقق نجاحاً مميزاً في القاهرة ويتوقع أن يحقق نجاحاً أكبر بمكتبة الإسكندرية، وأعرب عن شكره لجميع من ساهموا في الإعداد للمعرض ودعمه للوصول إلي هذا المستوي الدولي. هذا وقد تضمنت فعاليات المعرض إضافة للندوات الثقافية وورش العمل مشاركات ثقافية من بعض الدول العربية وقراءات إبداعية سردية وشعرية؛كذلك تضمنت الفعاليات عروض مسرحية وغنائية وأخرى للفنون الشعبية، وجدير بالذكر أن المعرض يقام على مساحة شاسعة من الأرض مقسومة لقسمين القسم الأول في ساحة مكتبة الإسكندرية المواجهة لشاطئ البحر، والجزء الثاني ممتد على مساحة كبيرة في أرض كوتة المجاورة للمكتبة؛ هذا وقد تم تقسيم الموقعين تقسيماً جيداً يستفيد من مساحة المعرض ويقلل من عبء الزائرين، ويسهل حركة المترددين على المعرض بين الناشرين بشكل مريح؛ كما أن قاعات المكتبة المختلفة وخشبات مسارحها تم الاستفادة منها في تغطية كافة الفعاليات والأنشطة.