الأحد 24 نوفمبر 2024

خبراء طاقة: فائض «الكهرباء» قليل ويهدد الاستدامة المطلوبة للمشروعات

  • 11-4-2017 | 14:38

طباعة

رغم أن الفترة الأخيرة، شهدت تسجيل فائض في الطاقة الكهربية المتاحة، فإن هذا الفائض، الذي لا يتجاوز 10 آلاف وات، يعد قليلا، ويجب الحذر منه؛ لأنه يهدد استدامة التغذية المطلوبة للمشروعات التنموية.

هذا ما أكده خبراء الطاقة، ردا على ما يردد مسؤولو وزارة الكهرباء من أن الوزارة حققت فائضلا كبيرا، في الإنتاج خلال الأشهر الأخيرة. 

وكان مصدر مسؤول بالوزارة، أكد أنه مع حلول شهر مايو المقبل، ستصل القدرات الأسمية المتاحة من محطات الإنتاج، إلى 42 ألف ميجاوات، في حين أن الحمل الأقصى للاستهلاك من المشتركين، في أوقات الذروة، سيتراوح  بين 24 ألف، و25 ألف ميجاوات، ولن يتخطى 27 ألف ميجاوات في أوقات الصيف، يرتفع إلى 32 ألف ميجاوات خلال ذروة الصيف، وهو ما يعني أن الطاقة الإضافية المتاحة ستصل إلى 10 آلاف ميجاوات.

المصدر ذاته أكد أن شهر أغسطس، الذي يمثل أشد شهور الصيف حرارة، لن يشهد انقطاعات للتيار، أو تخفيف للأحمال.  

الخبراء يردون

ويقول الدكتور طارق شرف، أستاذ الطاقة الكهربائية، في جامعة القاهرة، إن الفائض في إنتاج الكهرباء معروف في جميع دول العالم، وحسابه يتسم بالتعقيد، لكنه يقدر بنسبة لن تقل عن متوسط 15% من القدرات المطلوبة، في أي وقت، متسائلا: «هل القدرات التي أعلنتها وزارة الكهرباء حقيقية بالفعل، وجهازة لتوليد هذه الكمية من الطاقة؟». 

وأوضح أن ما أعلنته الوزارة هي قدرات أسمية فقط، وليست قدرات فعلية حقيقية، وذلك كون المحطات قديمة وقدرتها الفعلية غير الأسمية، مشيرا إلى أن محطة تعمل منذ 20 سنة تنتج 1000 ميجاوات، فمن المنطقي خلال العام الحالي، وبعد الانتهاء من أعمال الصيانة لها بنسبة 100%، ألا تنتج نفس القدر من الطاقة.

 وأضاف شرف لـ«الهلال اليوم»: «رغم أن الفائض قليل، فيكمن الاستفادة منه، من خلال التصدير لعدد من الدول، لا سيما دول الجوار؛ لجلب العملة الصعبة»، موضحا أنه لا مفر من تنويع مصادر إنتاج الطاقة؛ لتحقيق الاستدامة وتأمين التغذية الكهربائية لجميع المشتركين.

وأفاد أستاذ الكهرباء، بأن فائض الإنتاج والقدرات الاحتياطية بالشبكة، لا يمكن الاعتماد عليه، في حالة عدم إضافة قدرات جديدة، وتنويع مصادر إنتاج الطاقة، مشددا على أن الطاقة الكهربائية، تسبق المشروعات التنموية. 

في السياق ذاته، قال الدكتور محمد صلاح السبكي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الجديدة، والمتجددة، إن مصر تستطيع أن تستغل فائض الإنتاج، في تكهين المحطات القديمة، ذات الاستهلاك العالي للوقود.

وأضاف السبكي لـ«الهلال اليوم»، أن وزارة الكهرباء، تعمل حاليا؛ على تقوية شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، في ضوء قدرات الإنتاج المتوقع إضافتها، خلال السنوات المقبلة، وكذلك زيادة استخدام الطاقة المتجددة؛ الأمر الذي يتطلب شبكة كهربائية ضخمة، ومرنة على كل الجهود.

وشدد السبكي على أهمية تنويع مصادر الطاقة، وخصوصا طاقة الشمس، والرياح؛ باعتبارهما مصدران لا ينضبان، لافتا إلى وجود فرص هائلة أمام الشركات الأجنبية للاستثمار بقطاع الطاقة الجديدة، والمتجددة، خاصة بعد إصدار قانون الكهرباء وتعريفة التغذية.

 

 

 

    الاكثر قراءة