أكد خبراء
سياسيون أن كلمة الرئيس السيسي اليوم في منتدى "سوتشي" قدمت روئ هامة لبناء
مجالات تعاون بين القارة الأفريقية وروسيا وكذلك تحقيق التنمية المستدامة، موضحين
أن المنتدى هو استمرار للدور الروسي والعلاقات التاريخية مع القارة السمراء، وهو
فرصة لدعم التعاون بين الجانبين في كافة المجالات.
وافتتح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين صباح اليوم الجلسة العامة
الافتتاحية للقمة الروسية الإفريقية الأولى بمدينة سوتشى الروسية، بمشاركة زعماء
43 دولة أفريقية، حيث أكد الرئيس أن التعاون الإفريقي الروسي متواصل منذ منتصف
القرن الماضي.
وأضاف خلال
كلمته في فعاليات الجلسة العامة الأولى للقمة الإفريقية الروسية، إن هناك حاجة
ماسة لدعم إعادة الإعمار ما بعد النزاعات في القارة الأفريقية، مشيرا إلى إطلاق
منتدى الأمن والسلامة في أسوان، والذي يستهدف توفير منصة لتنفيذ الآليات ذات الصلة
على مستوى أفريقيا، والذي سيعقد في ديسمبر المقبل، داعيا بوتين ورؤساء وزعماء
الدول الأفريقية للمشاركة في أعماله.
وأكد أن مبادرة
إسكات البنادق ستكون على رأس أجندة أولويات القادة الأفارقة العام المقبل.
وأضاف:
"تسعى دول الاتحاد الأفريقي كذلك للبناء على ما شهدته القارة من نمو اقتصادي ملموس
خلال السنوات العشر الأخيرة خاصة من خلال المضي قدما لتحقيق التكامل على طريق استكمال
المشروعات القارية التي تهدف إلى الاندماج الإقليمي كما تضطلع الدول الأفريقية بجهد
كبير لوضع أطر حاكمة لحوكمة الشركات الأسواق المالية بما يزيد من استقرار أسواقها وجاذبيتها
للمستثمرين الخارجيين."
الدور الروسي
في دعم أفريقيا
السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة
الوحدة الأفريقية، قال إن منتدى روسيا - أفريقيا في سوتشي هو المنتدى الأول من
نوعه الذي تقيمه روسيا في سبيل تعزيز تعاونها مع القارة السمراء، مضيفا إن المنتدى
استمرار للدور الذي كان يقوم به الاتحاد السوفيتي السابق في أفريقيا ودعم حركات
التحرر وتدريب عدد من قادة القارة في موسكو.
وأوضح حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
روسيا تريد النشاط والزخم السابق الذي كان الاتحاد السوفييتي يمتلكه في القارة،
مشيرا إلى أن القطاع الخاص في روسيا يزداد أهمية لذلك دعا الرئيس عبد الفتاح
السيسي في خطابه هذا القطاع للاستثمار في مصر والقارة الأفريقية.
وأكد أن روسيا لها بعض المزايا لكن حجم تجارتها مع
أفريقيا لا تزيد مع 20 مليار دولار، وهو رقم ضعيف مقارنة بحجم التجارة بين الصين
والقارة، مضيفا إن 40% من حجم تجارة روسيا مع القارة يذهب إلى مصر، كما أن روسيا
تريد العمل التعاون في مجالات الذهب والمعادن والماس لأنها تمتلك خبرة صناعية في
هذا الشأن، وعدد من الدول الأفريقية تمتلك ثروات من الماس.
وأشار إلى أن الرئيس في كلمته اليوم تطرق إلى ملفين
مهمين هما مبادرة إسكات البنادق ومنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، مضيفا إن
هذه المبادرة وصفها الرئيس بأنها ستكون أولوية القادة الأفارقة العام المقبل، وهي
مبادرة هامة تهدف لإنهاء الصراعات المسلحة في القارة لبدء إعادة الإعمار.
وأضاف أن المنتدى المرتقب في أسوان ديسمبر المقبل جاء
بمبادرة من القيادة المصرية ودعا الرئيس السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة
أفريقيا للمشاركة فيه، وخاصة أن منتدى سوتشي أحد محاوره بحث السلام وتحقيق الأمن
في القارة.
روئ مصرية
لبناء مجالات تعاون
ومن
جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن الرئيس
عبد الفتاح السيسي شارك في قمة روسيا أفريقيا بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، وقدم في
كلمته اليوم توضيحا لمقاومات القارة الأفريقية إلى روسيا والمجتمع الدولي والدول الكبرى
التي تملك القدرة على الدفع باستثمارات مباشرة تسهم في خلق فرص عمل للشباب.
وأوضح سنجر،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس أكد أن الشباب في القارة يمثلون
65% من السكان، مضيفا إن الرئيس قدم رؤية عن التنمية المستدامة سواء الخاصة بالأمم
المتحدة 2030 أو التي تتعلق بالاتحاد الأفريقي 2063، خاصة وأن القارة محط أنظار الدول
الكبرى.
وأكد أن رؤية
مصر تستهدف بناء الدول وتحقيق التنمية القارية، في ظل ارتكاز السياسة الخارجية المصرية
على تحقيق السلم والأمن الإقليمي وإنهاء الصراعات المسلحة التي تأكل الأخضر واليابس،
مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات المباشرة التي تضخم من روسيا إلى أفريقيا تقدر بـ21 مليار
دولار.
وأشار إلى
أن هناك 15 ألف طالب أفريقي في الجامعات الروسية ويمكن لروسيا أن تسهم في بناء المجتمعات
الأفريقية، كما يمكنها التوسط لحل النزاعات، ويمكنها أن تكون وسيطا في ملف سد النهضة
والوصول لحل عادل يحفظ مصالح جميع الأطراف.
وأضاف أستاذ
العلوم السياسية إن الرئيس السيسي قدم روئ هامة لبناء مجالات تعاون متعددة بين القارة
الأفريقية وروسيا في المستقبل، كما قدم رؤية للجانب الروسي بشأن القضايا التي تحظى
على اهتمام مشترك مثل مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والأمن في القارة.
دعم التعاون
الأفريقي الروسي في كافة المجالات
وقال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق،
إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على تعميق التعاون بين روسيا وأفريقيا، وأن تساهم
موسكو في عمليات التنمية لدعم المجتمعات في القارة في كافة المجالات بعيدا عن الإرهاب
والنزاعات المسلحة والفقر والجهل والمرض، وهو ما أكده في كلمته بالجلسة العامة لمنتدى
سوتشي اليوم.
وأوضح الشويمي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المنتدى هو الأول بين روسيا والقارة السمراء،
في ظل حرص روسيا أن يكون لها اتصالات قوية مع أفريقيا، مضيفا إن أفريقيا تريد الاستفادة
من الدور الروسي لمساعدة القارة في مختلف النواحي الاقتصادية والمصانع والتكنولوجيا
المتقدمة.
وأكد مساعد
وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق أن المنتدى هو فرصة لدعم العلاقات الأفريقية
الروسية وكذلك العلاقات المصرية الروسية، حيث عقدت جلسة مباحثات بين الرئيس السيسي
ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك عقد لقاءات عديدة بين السيسي والقادة الأفارقة،
أبرزهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وأضاف الشويمي
أن مصر تستهدف الوصول إلى اتفاق مع إثيوبيا يراعي مصالح الجانبين، وأنه لا يمكن الإضرار
بحصة مصر المائية لأنها موثقة في الاتفاقيات الدولية ووفقا لاتفاقيات الأنهار الدولية،
موضحا أن مصر تؤكد حق إثيوبيا في التنمية ومتمسكة أيضا بألا يؤثر ذلك على مصالحها المائية
لأن النيل هو قضية وجود وحياة.