الجمعة 27 سبتمبر 2024

واشنطن تستضيف مسئولي مصر والسودان وإثيوبيا لبحث أزمة سد النهضة.. خبراء: المباحثات استمرار للتفاوض للوصول إلى حل وسط وتفعيل اتفاق المبادئ.. وأمريكا حريصة على الوساطة

تحقيقات30-10-2019 | 16:16

أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن مباحثات واشنطن المرتقبة بشأن سد النهضة هي استمرار للتفاوض للوصول إلى حل وسط بين الدول الثلاث، موضحين أن الوساطة الأمريكية في أزمة سد النهضة تفعيل لاتفاق المبادئ، وأن واشنطن تحرص على القيام بدور الوساطة في هذا الملف، في ظل الحرص المصري على استمرار لغة الحوار بما يضمن مصالحها المائية.


كان وزير الخارجية سامح شكري، قد أكد أن مصر ستشارك في محادثات ستجرى في واشنطن حول سد النهضة، والتي ستعقد في 6 نوفمبر المقبل، في وجود ممثلي الإدارة الأمريكية، وسيحضره أيضا ممثلون عن إثيوبيا والسودان، ويجري اللقاء للتباحث حول كسر الجمود في إطار المفاوضات الجارية حول سد النهضة".


وفي اتصال هاتفي أول أمس، أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لوزير الخارجية المصري تفهُم الإدارة الأمريكية لأهمية تلك القضية وضرورة التوصل إلى اتفاق عادل يحقق مصالح الدول الثلاث، حيث بحث الوزيران آخر التطورات الخاصة بقضية سد النهضة والاجتماع الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية في واشنطن.


حيث تلقت مصر دعوة من الإدارة الأمريكية، في ظل حرصها علي كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، لاجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن؛ وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور اتساقاً مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ وثقةً في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة.

 

تفعيل اتفاق المبادئ

قالت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن هو استكمال للمسار التفاوضي بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة، موضحة أن الوساطة الأمريكية جاءت استجابة للأطراف الثلاثة.


وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أهمية أن يكون لدى الوسيط الأمريكي رؤية بشأن طبيعة هذه الأزمة ومعطياتها وتفاعلاتها والنتائج المطلوب تحقيقها لحفظ الأمن الإنساني لدولتي المصب وعدم الإضرار بمصر، موضحة أن التطور الإيجابي في هذا الاجتماع هو قبول إثيوبيا لفكرة الوسيط الدولي الرابع طبقا لاتفاق المبادئ.


وأضافت إن هذه الوساطة جاءت بعد نحو 6 سنوات من رفض إثيوبيا لدخول وساطة دولية في هذا الملف، موضحة أن التقدم في  هذه الأزمة رهين بالوصول إلى اتفاق فني وليس باتفاق سياسي، لأن ما جرى في لقاءات القمة السابقة هي اتفاقات سياسية والمطلوب هو الاتفاق على تصور فني خاصة بخطوات ملء وتشغيل وإدارة سد النهضة.


وأكدت أن اللجان المنعقدة تأخذ جميع المسارات الفنية والسياسية، وننتظر ما سيسفر عنه الاجتماع المقبل في واشنطن من نتائج في هذا الشأن.

 

الوصول إلى حل وسط

ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان في واشنطن يلبي طلبا مصريا بعد دعوتها للوساطة الدولية، وحددت اسم الولايات المتحدة الأمريكية التي استجابت لهذه الدعوة، ودعت وزراء خارجية الدول الثلاثة، وننتظر ما سيخرج به هذا الاجتماع.


وأوضح هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه هذا الاجتماع يتزامن مع الاتفاق على استئناف مفاوضات اللجنة الفنية بين الدول الثلاث، مضيفا إن البيت الأبيض سبق وحث الدول الثلاث على استمرار التفاوض من أجل التوصل إلى حل وسط.


وأكد أنه من السابق لأوانه القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوسيط الدولي الرابع، لأنه على مصر وإثيوبيا والسودان قبول أن تكون واشنطن وسيطا في المفاوضات الفنية، مضيفا إن كل الأطراف تنتظر ما ستسفر عنه المباحثات المرتقبة، في ظل حرص مصر على اتباع المسار التفاوضي لكسر الجمود الذي آلت إليه الأزمة خلال اللقاءات السابقة.

 

دور أمريكي للوساطة

فيما قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن مصر وإثيوبيا يعتبران حليفان رئيسيان كبيران للولايات المتحدة الأمريكية في القارة الأفريقية، مضيفا إن واشنطن تحرص على القيام بدور الوساطة في ملف سد النهضة، حيث سيكون لواشنطن دور كبير في التوسط بين مصر والسودان وإثيوبيا، بعد استضافتها الاجتماع المرتقب بين مسئولي الدول الثلاث.

 

 وأوضح البرديسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن دور الوساطة أو التوفيق هو أحد الوسائل السلمية المعروفة في النزاعات الدولية والعلاقات بين الدول، وهو يعتمد على ثقة الطرفين في الوسيط ومدى فاعليته وقوته في طرح حلول مقنعة للأطراف المختلفة.

 

وأكد أن مصر حريصة على استمرار لغة الحوار والتفاوض للوصول إلى حل يضمن حقوقها المائية التي تضمنها المواثيق والاتفاقيات الدولية، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الأخير برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مدينة سوتشي الروسية الأسبوع الماضي أكد هذا الطرح وأن حق إثيوبيا في التنمية لن يكون على حساب حقوق مصر المائية.