وصف خبراء
عسكريون بيان القوات المسلحة اليوم بأنه تأكيد لاستمرار الضربات الاستباقية لدحر
الإرهاب وتدمير بنيته الأساسية، موضحين أن القوات المسلحة والشرطة مستمرة في
جهودها للتصدي لمحاولات إمداد ودعم العناصر الإرهابية وتطهير ربوع الوطن وكذلك
عمليات التمشيط وتدمير العبوات الناسفة لتأمين حياة المواطنين.
وأعلنت القيادة
العامة للقوات المسلحة في بيان أصدرته اليوم، أنه فى إطار استكمال جهود القوات المسلحة
والشرطة لمكافحة الإرهاب على كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة أسفرت العمليات خلال
الفترة من 28/09/2019 وحتى اليوم عن قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير 14 مخبأ وملجأ
تستخدمها العناصر الإرهابية بالإضافة إلى تدمير 115 عربة دفع رباعى "9 على الاتجاه
الشمالي الشرقي – 52 على الاتجاه الإستراتيجي الغربي – 54 على الاتجاه الإستراتيجي
الجنوبي".
كما أعلنت
القضاء على 77 فرد تكفيري عثر بحوزتهم على 65 قطعه سلاح مختلفة الأنواع و78 خزنة و20
بمبة هاون وكمية من الذخائر مختلفة الأعيرة وعبوات ناسفة معدة للتفجير ووحدات طاقة
شمسية وأجهزة اتصال بشمال ووسط سيناء كما تم تنفيذ عده عمليات نوعيه أسفرت عن مقتل
6 فرد تكفيري شديدي الخطورة.
وكذلك اكتشاف
وتفجير (376) عبوة ناسفة تم زراعتها لاستهداف قواتنا على طرق التحرك بمناطق العمليات
واكتشاف وتدمير (2) فتحة نفق بالتعاون مع قوات حرس الحدود، فضلا عن ضبط وتدمير
(33) سيارة ، و(93) دراجة نارية بدون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية خلال
أعمال التمشيط والمداهمة وتدمير عدد كبير من الملاجئ والمخابئ عثر بداخلها على كميات
من مواد الإعاشة خاصة بالعناصر الإرهابية.
تدمير
البنية الأساسية للإرهاب
اللواء
محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، قال إن بيان القوات المسلحة اليوم
يثبت قدرة القوات المسلحة للقضاء على الكتلة الصلبة للإرهابيين وتدمير بنيتهم
الأساسية، في إطار العملية الشاملة سيناء 2018، التي انطلقت في فبراير من العام
الماضي، مضيفا إن البيان كشف عن قتل 77 فرد تكفيري والقبض على 61 من التكفيريين أو
معاونيهم.
وأوضح
الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البيان أكد اكتشاف وتفجير 365
عبوة ناسفة، لأن مصر تمتلك أحدث أجهزة كشف وتفجير تلك العبوات، مشيرا إلى أنه تم
تدمير 115 عربة دفع رباعي في كل الاتجاهات الاستراتيجية، وقوات حرس الحدود استطاعت
أن تضبط كل الحدود البرية والبحرية وتضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة.
وأشار إلى
أن الجيش المصري يحافظ على الأمن القومي واستطاع أن يقضي على التكفيريين والبعض
منهم يتواجد بين المدنيين، والقوات المسلحة لها عقيدة هي عدم إلحاق الأذى
بالأبرياء أو ممتلكاتهم، موضحا أن تباعد الفترات بين البيانات الصادرة عن القوات المسلحة،
فالبيان السابق صدر قبل نحو ثلاثة أشهر، بعكس بداية العملية الشاملة كانت البيانات
تصدر يوميا.
وأكد أن
هذا التباعد بين البيانات يؤكد القضاء على الكثير من هؤلاء الإرهابيين وتدمير
بنيتهم الأساسية، والجهود مستمرة حتى تطهير ربوع الوطن من الإرهاب.
الضربات الاستباقية
ومن
جانبه، قال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن بيان القوات
المسلحة اليوم هو استمرار للضربات الاستباقية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة لدحر
الإرهاب، مضيفا إن البيان استعرض جهود فترة 37 يوما منذ 28 سبتمبر تاريخ صدور
البيان السابق حتى اليوم.
وأوضح
شهود، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البيان يكشف للمصريين حجم التهديد
الذي لا يزال يحيط بمصر واستمرار محاولات إمداد الإرهاب بالدعم، مضيفا إن كمية
البانجو والمخدرات التي تم تدميرها كبيرة، فوصلت إلى 59 كيلو جرام من الأفيون فقط
وهي كمية ضخمة.
وأشار إلى
دور القوات البحرية في قطع محاور الإمداد المادية من البحرين المتوسط والأحمر، واستمرار
القوات المسلحة في تحجيم الإرهاب في الجزء الشمالي الشرقي من سيناء وعدم انتقاله
إلى غرب القناة، مضيفا إن الإرهاب وسيلة لتنفيذ هدف وهو تقسيم مصر وتغيير هوية أرض
سيناء.
وأكد أن
القوات المسلحة ذراع الشعب المصري مستمرة في تنفيذ مهامها وتحجيم الإرهاب في مربع
في الشمال الشرقي لا يزيد عن 2.5% من مساحة سيناء، وبقية سيناء جاهزة للأنشطة
الاقتصادية بما فيها السياحة والتنمية، مضيفا إن المصريين عليهم أن يتأكدوا أن
المشوار لا زال طويلا وأن سيناء ستأخذ جهدا ليس للتطهير فقط وإنما للتعمير
والتأمين.
التصدي
لمحاولات إمداد الإرهاب
فيما قال
اللواء محمد الغباري، المدير الأسبق لكلية الدفاع الوطني، إن القوات المسلحة والشرطة
المصرية مستمرون في جهودهم للقضاء على الإرهاب والعناصر الكامنة، والتصدي لمحاولات
إمدادهم بالدعم، مضيفا إن البيان اليوم كشف عن تدمير 115 سيارة دفع رباعي منهم 106
على الاتجاهين الجنوبي والغربي.
وأوضح
الغباي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه السيارات هي محاولات للدعم
بالأسلحة والذخيرة والأفراد، تمت على مدى الشهر الماضي، مضيفا إن البيان كشف عن
التصدي لمحاولات الهجرة غير الشرعية بضبط نحو 4 آلاف محاولة للهجرة، وهو عدد كبير
بعدما كان في البيانات السابقة في حدود 400 مهاجر.
وأكد أن ما
يحدث الفترة الحالية هو عملية تمشيط لفصل الإرهابيين عن المدنيين، وكذلك تطهير
الأرض من العبوات الناسفة لتأمين حياة المواطنين، مضيفا إن هذه العبوات يزرعها
الإرهابيين على شكل مواتير للخداع في البحث لأنها تكتشف بالرؤية وليس بالمجسات لكن
المهندسين العسكريين على مستوى متقدم فيبذلون جهدا كبيرا لاكتشافها وتدميرها.
وأشار إلى
أن العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب لا تؤثر على مشروعات التنمية، حيث تم
افتتاح قرية بدوية كاملة لتوطين الأهالي، وهي خطوات غير مسبوقة، مضيفا إن هذه
الجهود تبعث برسالة طمأنة بأن تعمير سيناء يتم في كل المجالات لتأمينها وتطهيرها
من الإرهاب.