أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أهمية الإسراع في تشكيل حكومة جديدة جامعة وتكون قادرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين في مكافحة الفساد والإصلاح الاقتصادي وتطوير الحياة السياسية، محذرا من خطورة الوقوع في فخ "الفراغ السياسي القاتل".

وقال بري – خلال استقباله اليوم مجموعة من أعضاء المجلس النيابي – إن المحافظة على أمن البلاد يتقدم على كل شيء، وأنه رغم أحقية معظم المطالب التي يرفعها المحتجون في الشوارع، إلا أن المطلوب المحافظة على الانتظام العام في المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية وصون السلم الأهلي والوحدة الوطنية.

واعتبر أن المرحلة الراهنة من عمر لبنان تستدعي تحمل المسئولية من الجميع، لانتشال البلاد قبل أن تصل إلى "قعر الهاوية".. محذرا من أنه إذا حدث هذا الأمر، فلن يسلم من تداعياته أحد على وجه الإطلاق.

وأشار إلى أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون قادرة على تطوير الحياة السياسية بما يلبي طموحات اللبنانيين نحو الانتقال بالبلاد من دولة الطوائف والمذاهب والساحات إلى دولة المواطن والمؤسسات.

ويطالب المتظاهرون والمحتجون في لبنان، بتشكيل حكومة إنقاذ من الاختصاصيين (تكنوقراط) دون أن يكون من بينهم أي وجوه سياسية، معتبرين أن حكومة من هذا النوع من شأنها إجراء الإصلاح المالي والاقتصادي والمؤسسي بمنأى عن الأزمات التي أوجدتها التجاذبات العنيفة بين القوى السياسية التي تألفت منها الحكومات السابقة.

وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد تقدم باستقالته والحكومة بالكامل في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية العارمة التي يشهدها لبنان منذ مساء 17 أكتوبر اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.