أكد خبراء سياسيون أن زيارة الرئيس
عبد الفتاح السيسي الإمارات اليوم هي استمرار لمسيرة التعاون بين البلدين، وتأكيد
لعمق العلاقات الإستراتيجية، موضحين أن الزيارة تعزز التعاون في شتى المجالات،
كالاستثمارات والتعاون العسكري والسياسي، في ظل ما يربط الدولتين من علاقات تعاون إستراتيجية.
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم
الأربعاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وقال المُتحدث
الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، أن زيارة الرئيس للإمارات تأتي في
إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما يربط الدولتين من علاقات تعاون إستراتيجية
متشعبة على كافة الأصعدة، وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات
التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن
القومي العربي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس سيبحث
خلال الزيارة، مع شقيقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى
للقوات المسلحة، العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلاً عن التشاور
والتنسيق حول مختلف القضايا العربية والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
استكمال لمسيرة التعاون بين
البلدين
الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات
الدولية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي
الإمارات التي سيبدأها اليوم، هي استكمال لمسيرة التعاون في كافة المجالات بين الدولتين،
مضيفا إن هناك العديد من الملفات المطروحة خلال الزيارة للتنسيق المشترك بين البلدين.
وأوضح سنجر، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الملف الأول هو المقاطعة العربية الرباعية لقطر في ظل التداعيات التي
شهدها هذا الملف مؤخرا، مضيفا إن ملف سد النهضة أيضا مطروح خلال الزيارة بعد الاجتماع
الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأسبوع الماضي واهتمام الرئيس الأمريكي
شخصيا بهذا الملف، وصول الأطراف الثلاثة إلى اتفاق.
وأكد أن مشاركة الجانب الإماراتي هذه
التطورات أمر مهم، فضلا عن بحث الموقف السوري ومحاولة البحث عن سبل لاستقرار الأوضاع
ورفض التدخلات الأجنبية، مضيفا أن القيادة المصرية في حالة تشاور مستمر مع القادة العرب
للوصول إلى رؤية مشتركة لمحاولة حل الأزمة السورية.
وأشار إلى أن العراق والأوضاع المشتعلة
هناك تفرض نفسها على مائدة مباحثات السيسي خلال الزيارة، لمحاول البحث عن سبل تحقيق
الاستقرار هناك، لأن استمرار الصراع وحالة عدم الاستقرار هناك منذ 2003، تضعف البيت
العربي، مضيفا إن الأزمة السياسية المستمرة في لبنان مطروحة خلال المباحثات.
وأضاف أن الرئيس السيسي يترجم قدرات
الدولة المصرية الاقتصادية والسياسية والعسكرية كدولة محورية في العالم العربي إلى
سلوك في السياسة الخارجية بتقديم مبادرات لحل الأزمات الراهنة وتدعيم كل سبل تحقيق
السلام والاستقرار في المنطقة العربية والخليجية وأفريقيا.
عمق
العلاقات الإستراتيجية
ومن جانبه، قال طارق البرديسي،
خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات اليوم، تؤكد عمق
العلاقات الإستراتيجية واستمرار التنسيق والتشاور وتعزيز التعاون بين البلدين في كافة
المجالات، مضيفا إن هناك تشاورا مستمرا على مستوى وزراء الخارجية والمستوى الرئاسي
بين قادة البلدين.
وأوضح البرديسي، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن هذا التنسيق والتشاور المستمر تأكد وترسخ منذ تولي
الرئيس السيسي الحكم، مضيفا إن الإمارات هي أكبر مستثمر في مصر، فضلا عن الدور
الذي لا ينسى الذي قام به الشيخ زايد آل نهيان، وهو صاحب مقولة البترول العربي ليس
أغلى من الدم العربي في حرب أكتوبر 1973.
وأكد
أن الإمارات كانت من الدول الداعمة والمساندة لمصر في ثورة 30 يونيو، موضحا أن
هناك مجالات عديدة للتعاون من بينها العلاقات العسكرية والتدريبات المشتركة في قاعدة
محمد نجيب البحرية والاستثمارات الإماراتية المتزايدة في مصر على نحو جلي.
وأضاف
أن هذا التعاون الوثيق يعكس حالة التماسك والرؤى المتطابقة للقيادات في البلدين،
مضيفا إن مصر والإمارات مع السعودية هم حجر الزاوية في النظام العربي والترمومتر الذي
يقيس منسوب قوة وتماسك الأمن القومي في منطقتنا.