الأحد 2 يونيو 2024

ملفات ثنائية وإقليمية على مائدة مباحثات السيسي في أبو ظبي.. ودبلوماسيون: تبحث تطورات الأوضاع في اليمن وليبيا وتستهدف تعميق التعاون الثنائي.. وعلاقات البلدين قاعدة لبناء موقف عربي قوي

تحقيقات13-11-2019 | 16:31

أكد خبراء سياسيون أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات والتي بدأت اليوم هي استمرار للتشاور المستمر بين الدولتين، لبحث الأزمات الإقليمية تعميق التعاون الثنائي، موضحين أن العلاقات المصرية الإماراتية قاعدة لبناء موقف عربي قوي، وستبحث الزيارة مجموعة من الملفات الهامة على رأسها الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن.

ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وقال المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، أن زيارة الرئيس للإمارات تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما يربط الدولتين من علاقات تعاون إستراتيجية متشعبة على كافة الأصعدة، وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس سيبحث خلال الزيارة، مع شقيقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا العربية والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


تطورات الأزمات الإقليمية وتعميق التعاون

السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات اليوم، تكتسب أهمية كبرى، في ظل ما يربط البلدين من علاقات وثيقة في مختلف المجالات، وكذلك استمرارا للمشاورات المستمرة بين البلدين، وخاصة بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من أزمات وتوترات.

وأكد أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك زيارات متبادلة بين قادة البلدين، فتستقبل القاهرة قادة الإمارات، وكذلك تستقبل أبو ظبي مسئولين مصريين، مشيرا إلى أن هناك جملة من القضايا في المنطقة محل للتشاور بين البلدين، فالوضع في المنطقة والتطورات في اليمن خاصة بعد توقيع اتفاق الرياض محل اهتمام الدولتين.

وأشار إلى أن الوضع في ليبيا وسوريا والاحتجاجات المستمرة لعدة أسابيع في العراق ولبنان كلها محل تشاور بين قادة البلدين، مضيفا إن العلاقات الثنائية أيضا تشغل جزءا هاما من مباحثات قادة البلدين في ظل التعاون الوثيق بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارات المشتركة.

 

بناء موقف عربي قوي

ومن جانبه، قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات اليوم تتميز بأنها تأتي في توقيت هام، وتحمل جدول أعمال قوي، مضيفا إن العلاقات بين البلدين عميقة وهناك حرص على أن تمتد آفاق التعاون إلى مجالات جديدة، فضلا عن تعاون كبير في مجالات سياسية.

 

وأوضح بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك مجموعة من الملفات المطروحة خلال الزيارة بينها القضايا السياسية وتطورات الأوضاع في المنطقة كالأزمات في سوريا والعراق وليبيا، والتدخلات الخارجية والإقليمية في المنطقة، مضيفا إن هذه التدخلات تؤدي إلى زيادة المشاكل في ظل غياب موقف عربي قوي.

 

وأكد أن العلاقات المصرية الإماراتية مع الرباعي العربي يمكن أن تكون قاعدة لبناء موقف عربي أفضل، مضيفا إنه على المستوى الثنائي فإن الجانب الاقتصادي سيكون أساسيا في ظل المصالح المشتركة، فضلا عن القناعة الإماراتية أن التعاون الاقتصادي مع مصر يساوي مساعدتها على بناء قوة مفيدة للمنطقة.

 

وأشار إلى أن الرئيس سيعمل على إطلاع الأشقاء في الإمارات على المجالات الجديدة والرئيسية للاستثمار في مصر، مضيفا إن هناك تعاون بين مصر والإمارات في مجالات أخرى من بينها مكافحة الإرهاب، فالدولتين لهما موقف واحد تجاه محاربة الإرهاب ليس فقط في تبادل المعلومات وإنما الاتفاق على الخطة الاستراتيجية المتبعة على المستوى الخارجي وخاصة مع استمرار جماعة الإخوان في الإساءة للدولتين والتحريض ضدهما.

وأضاف أن هذه التطورات تستوجب التوافق واستمرار التنسيق في هذا المجال، مضيفا إن هناك قضايا أخرى تتعلق بدعم التعاون في مجالات مختلفة لأن العلاقات بين الدولتين ممتدة ومتشابكة، فهناك تعاون ثقافي يمكن أن يكون أيضا مجالا للاهتمام بين قادة الدولتين خلال الزيارة.

 

 

أبرز الملفات المطروحة

ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات استمرار للتنسيق المشترك بين البلدين سواء في العلاقات الثنائية كالاستثمارات الإماراتية في مصر وجاليات البلدين، فهناك جالية مصرية كبيرة في الإمارات وجالية إماراتية في مصر.

 

وأوضح حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك أيضا أوجه عديدة للتعاون والتبادل التجاري بين البلدين والاستثمارات في عدة قطاعات، مضيفا إن الزيارة تبحث أيضا ملف الأزمات الإقليمية كالأزمة الليبية واليمنية التي تشغل اهتماما كبيرا من قادة الدولتين.

 

 

وأضاف إن ملف ليبيا يمثل أولوية على أجندة الدولتين، وسيتم التشاور بين البلدين في هذا الملف، وخاصة أن المبعوث الأممي لدى ليبيا كان في زيارة إلى مصر أمس والتقى بوزير الخارجية، بهدف حلحلة الموقف في اتجاه الحل السياسي.

 

 

وأكد أن الأزمة اليمنية أيضا مطروحة خلال مباحثات الرئيس والمسئولين بالإمارات، في ظل التطورات الأخيرة بعد توقيع اتفاق الرياض، مضيفا إن ملف المقاطعة الرباعية العربية لقطر أيضا ستطرح خلال الزيارة، وخاصة أن الشهر المقبل مرتقب عقد القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي.

 

 

وأكد أن الزيارة ستبحث أيضا تطورات الأزمة السورية والأوضاع في العراق ومحاولة خلخلة الأمن هناك، وكذلك الموقف في لبنان والقضية الفلسطينية.