تقرير : مروة سنبل
فى ظل معارك ومناطق نفوذ يخسرها تنظيم الدولة الإرهابى المعروف إعلاميا بـ»داعش» فى سوريا والعراق وليبيا، يبحث التنظيم عن كافة الطرق المتاحة لاستعادة « كبريائه المفقود» بارتكاب العمليات الإرهابية ومحاولة إثبات وجوده فى مصر.
الأوضاع فى شبه جزيرة سيناء كانت متوترة، لكن نجحت القوات المسلحة فى إحكام سيطرتها ومحاصرة تنظيم ولاية سيناء «بيت المقدس» الموالى لـ»داعش»، بمداهمة أوكاره واستهداف قياداته وعناصره الإرهابية، لتُعلن القوات المسلحة منذ أيام سيطرتها الكاملة على «جبل الحلال»، الذى يُعد إحدى المناطق الوعرة التى ظلت لفترة تحت سيطرة العناصر الإرهابية بوصف محللين عسكريين.
وبحسب مراقبين، فإن تنظيم داعش بدأ ينشط خلاياه فى دلتا مصر، بعيدا عن «المثلث الساخن» فى سيناء، ورصد المراقبون مضاعفة «داعش» لهجماته منذ عام ٢٠١٦ على القاهرة والمناطق المحيطة بها، مقارنة بعام ٢٠١٥ الذى شهد تركيزا على سيناء، آخرها تفجيران استهدفا كنيستين فى طنطا والإسكندرية خلال الاحتفال بأحد الشعانين، ما أدى لسقوط عشرات الضحايا والمصابين، وأعلن داعش أن «مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت هجومى الكنيستين فى طنطا والإسكندرية».
المدقق فى تفجيرات كنيستى طنطا والإسكندرية، سيمسك بخيوط عديدة تكشف أوجه التشابه مع عملية تفجير الكنيسة البطرسية، التى شهدتها محافظة القاهرة فى ١١ ديسمبر الماضى، لتؤكد ارتباط الأحداث بجهة واحدة خططت ومولت ونفذت.
لماذا استهداف الأقباط؟!
تشير المصادر إلى أن استهداف الأقباط موجود فى أدبيات التنظيم الإرهابى، وسبق وأن أعلن هذا، وحتى قبل أن تعلن جماعة أنصار بيت المقدس « ولاية سيناء حاليًا» ولاءها لداعش، نفذت تفجيرا لكنيسة فى مدينة رفح، وقتلت كاهنا ومواطنا قبطيا، وفجرت سيارة تابعة للكنيسة فى العريش، بالإضافة لاستهداف المنشآت القبطية بعد فض اعتصامى الإخوان فى رابعة والنهضة.
«هدفنا الأول وصيدنا المفضل».. هكذا ينظر الدواعش للأقباط، وهو ما كشفه فى رسالة فيديو بثها التنظيم الإرهابى، فى فبراير الماضى، مدتها ٢٠ دقيقة عن منفذ تفجير الكنيسة البطرسية، دعا من خلالها عبر «رسائل مشفرة « لاعتداءات جديدة ضد الأقباط.
الفيديو الذى حمل عنوان «وقاتلوا المشركين كافة « توعد المسيحيين بالقتل وسفك الدماء، وكانت الرسالة الأبرز من التنظيم للمسيحيين «الأقباط هدفنا الأول وصيدنا المفضل.. نحن جادون فى تنفيذ تهديداتنا».
وفى الدقيقة الـ١٦ فى مقطع الفيديو جاءت رسالة التنظيم، على لسان أحد عناصره والذى يدعى أبو زبير المصرى، باستهداف المواطنين المسيحيين فى كل مكان فى مصر، حيث قال: «حولوا ليلهم نهارًا ونهارهم دمارًا..» وفى نهاية مقطع الفيديو كان منفذ عملية الكنيسة البطرسية الانتحارى أبو عبد لله المصرى يتلو وصيته، التى أكد فيها على ما أسماه «تحرير القاهرة» وتحرير «الإسلاميين فى مصر» وشن مزيد من الهجمات.
أيضا وثيقة «قطع النياط فى رد عادية الأقباط»، التى يستند عليها التنظيم فى قتال أقباط مصر، كانت واضحة فى هذا الشأن بالدعوة إلى قتال أقباط مصر تحديدا، وهدم كنائسهم، واغتصاب أموالهم، الوثيقة كتبها الجهادى القاعدى أبو دجانة الخرسانى، قبل قيامه بعملية تفجيرية لإحدى القواعد العسكرية الأمريكية، كما أنه يعد أحد تلاميذ أبو عمر البغدادى المؤسس الأول لتنظيم داعش.
أبو دجانة الخرساني، فى الوثيقة ذاتها، ركز على عدة نقاط فقهية زعـم فيها أن أقباط مصر لا تنطبق عليهم شروط أهل الذمة، لأنهم لا يدفعون الجزية، وليس بينهم وبين الإمام الحاكم عقد للحماية والأمان.
وفندت الوثيقة أيضًا من هم الأقباط المستهدفون من قبل التنظيم، بالإضافة إلى الكنائس والأديرة وحرضت الوثيقة على قتالهم وأيضًا نهب أموالهم.
بينما تشير المصادر هنا إلى أن المسيحيين ليسوا هم المستهدفون وحدهم بل قام مسلحو «داعش» خلال الشهور الماضية بجريمة قتل، لأحد أكبر مشايخ الطريقة الصوفية بمحافظة سيناء، ونشر التنظيم فيديو يظهر إعدامه ذبحا، وبالتالى فالمنظور العقائدى للتنظيم جعله يستهدف بالقتل كل من يختلف معه.
وعن استهداف الكنائس ومغزى التوقيت والمكان قال الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية، مصطفى زهران: تنظيم داعش اعتاد استهدف أكثر من هدف وبؤرة للخصم فى توقيت متزامن أو عبر متوالية زمنية، وتفصل بين كل نقطة وأخرى فاصل زمنى ليس بعيدا، وذلك بهدف إرباك الخصم وزيادة عدد الإصابات وتشتيت الجهود الأمنية، التى تحول دون تحقيق تفجير آخر يعقبها لفترات زمنية متباعدة، وهى طريقة انتهجها بداية بالسيارات المفخخة فى أماكن يسهل خلالها تنقله وتوثبه بأريحية كاملة، ثم وضع سيناريو الانتحارى كوسيلة بديلة حين تعذر ذلك، وهو ما يتطلبه إعادة النظر فى منظومة الأمن الوقائية، التى تتناسب طرديا مع الآليات الجديدة والمستحدثة للتنظيمات المتشددة وما تبتدعه من أساليب أكثر ذكاء واحترافية استمدت من خبرة تراكمية فى مواجهة النظم الأمنية فى بلداننا العربية والإسلامية.
المفارز الأمنية الداعشية
ولفت «زهران» النظر هنا لنقطة مهمة للغاية تتعلق باستخدام «داعش» لكلمة «المفارز الأمنية» فى خطاب تبنيه حادثتى تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية، والمقصود بها «وحدة أمنية صغيرة» ما يعنى أن المفارز الأمنية التابعة للتنظيم هى من قادت العملية، وهو ما يراه «زهران» يستدعى ضرورة الانتباه لحجم الخلايا النائمة التابعة للتنظيم فى الداخل المصرى، التى تستقى أوامرها المباشرة من مركز التنظيم وليس الأطراف، محذرا من خطورتها .
وأضاف: لم تحظ «المفارز الأمنية» لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بالمتابعة التحليلية الدقيقة من قبل المراكز البحثية المعنية بدراسة الظاهرة الجهادية، كما حدث مع «الذئاب المنفردة»، رغم كونها لا تقل خطورة عنها، إذ إنها تخضع لتراتيبية تنظيمية فى غاية الدقة والسرية بخلاف عشوائية الذئاب المنفردة فى كثير من عملياتها الراديكالية، كونها تنحدر من التنظيم الأم مباشرة، بتكليف من مجلس القيادة وعلى رأسه «الخليفة» بالتوازى مع المجلس العسكرى الذى يقوم بالإشراف والتدريب والتوجيه، ثم لإرسالها مباشرة للقيام بأعمالها الراديكالية إما داخل مناطق النفوذ أو عبر الولايات المختلفة، ما يسهم فى دعم الولايات المنضوية تحت دولة الخلافة الإسلامية، وإجهاض محاولات تقويض حركتها داخل مناطقها الجغرافية من جهة، والتأكيد على قدرة المجلس العسكرى الأعلى التابع للتنظيم على إدارة المشهد القتالى داخل وخارج مناطق نفوذه، التى غالبًا ما يوكل إليه استهداف الشخصيات السياسية والدينية البارزة المناوئة للتنظيم، أو القيام بأعمال راديكالية أخرى متنوعة ولا تقترب من العمليات الانتحارية اللهم سوى فى القليل والنادر إن لزم الأمر، كون الذئاب المنفردة يغلب على آلياتها طبيعة العمل الانتحاري.
وشدد على ضرورة تسليط الضوء على دور المفارز الأمنية التابعة لتنظيم داعش فى سياق مواجهته، خاصة أن داعش تعول عليه كثيرا فى خطواتها الراديكالية القادمة، وذلك بعد انحسارها فى مناطق نفوذها.
وتابع: التنظيمات المتشددة فى مأزق حقيقى، وهى تبحث عن انطلاقة من خلال اللعب على وتر الطائفية والمذهبية ومحاولة تأجيجها، لكنها لم تع بعد طبيعة المجتمعات، التى تسعى لتأجيجها، خاصة أنها بذلك تتصارع مع المحيط المجتمعى قبل أن تواجه النظام السياسى، وهى بذلك تتجه نحو الخسارة السريعة جراء هذا الفكر الديماجوجى المتطرف فى آلياته، ما يعنى أن الآليات المتبعة فى الوقت الحاضر تعكس حالة الارتباك التى تعيشها تلك التنظيمات..
التنسيق بين داعش و كتائب الإخوان المسلحة
فى ذات السياق قال ماهر فرغلي، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية: المجموعة التى نفذت عمليتى تفجير الكنيستين فى طنطا والإسكندرية، هى مجموعة تابعة لتنظيم داعش، الذى يسعى إلى تجنيد مجموعات من الشباب الذين ليست لديهم ملفات أمنية، و «داعش» يسعى إلى توسيع ساحة المواجهة من سيناء إلى قلب الدلتا.
وأكد « فرغلي» وجود التنسيق والتماهى « التقارب» بين كل التنظيمات المسلحة، مشيرا إلى أنها خرجت من كنف مجموعة علاء على السماحى الذى كان قيادياً فى الإخوان وتم تصفية مجموعته، لافتا إلى تقارير تشير إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت قبل أيام، اتصالات لأتباع حركة حسم الإرهابية بقيادة علاء على السماحى للتنسيق مع داعش.
وتابع فرغلى: مجموعات الإخوان المسلحة هم المستفيد الأول من وقوع مثل هذه الحوادث الإرهابية، بهدف إنهاك النظام، والعمل على محاولة إثارة الفتن داخل المجتمع المصري. مؤكدا أن الدولة المصرية مستهدفة من خلال اللعب على وتر الطائفية باستهداف الأقباط، وأيضا تطفيش الاستثمارات، و إثارة الفوضى، وأضاف : «داعش والإخوان المستفيدان الأبرز من وقوع هذه الحوادث الإرهابية التى نفذت فى طنطا والإسكندرية»، لافتا إلى أن استهداف الجماعات الإرهابية للكنيسة المرقسية بالإسكندرية كونها لها رمزية تاريخية لدى الأقباط، وأن تفجير كنيسة طنطا جاء من منطلق أن هذه التنظيمات أرادت توسيع ساحة المواجهة مع الدولة، ودائما ما يركزوا على البؤر العشوائية.
وأشار إلى أن الحلقة الأضعف والمنطقة الرخوة لدى كل التنظيمات المسلحة الإرهابية، هى عنصرى الأمة، وفى مصر لدينا الأقباط، لذلك دائما كانوا هدفا لعمليات متنوعة، ولفت فرغلى إلى أن مسألة عودة الجهاديين أو التكفيريين من دمشق وطرابلس وبغداد أصبحت قضية رئيسية داخل مركز صناعة القرار لهذه الجماعات، وهم يرون فى مصر البديل بعد انحسارها فى العراق وسوريا وليبيا، معتبرا أن ملف الأقباط سيكون هو الذريعة لهم .
أما عن مغزى استهداف كنيستى طنطا والإسكندرية قال هشام النجار، الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية: هذه التنظيمات تسعى لإحداث الفوضى وإثارة السخط وبث الفتن فى الواقع المصرى وصولا لعلاقة مرتبكة بين المسلمين والمسيحيين وبين أجهزة الدولة والأقباط، والتوقيت جاء بعد استهداف الأمن لرؤوس هذه التنظيمات سواء فى سيناء عندما قتلت أجهزة الأمن أبو أنس الانصارى زعيم أنصار بيت المقدس، وقتلت قائد تنظيم حسم فى دمياط وأربعة من كوادر لواء الثورة وهما ذراعا الإخوان العسكرية، ولذلك فهذه العمليات الانتحارية تحمل كذلك ملمح ثأرى لمقتل رؤوسها وقادتها، وتأتى التفجيرات قبل زيارة بابا الفاتيكان سعيا للشوشرة عليها أو إفشالها، كما تأتى عقب زيارة الرئيس لواشنطن وما تخللها من تفاهمات ورؤية مشتركة لمحاربة الإرهاب.
وحول توجيه تنظيم داعش عملياته النوعية لمناطق الدلتا قال «النجار»: التنظيم يسعى للهروب من الحصار المفروض عليه بسيناء بفتح جبهات مواجهة وبؤر صراع بالوادى والدلتا، ويختار المواقع التى تتميز بضعف التدابير الأمنية وتراخيها، كما أن التنظيم يحرص على جر الدولة وأجهزتها لمعارك فرعية وجانبية بعيدًا عن مركز الصراع فى سيناء بعد الهزائم الكبيرة التى منى بها هناك.
ورأى «النجار» تحول نوعى فى أداء وخطاب التنظيم حيث لم يعد حضوره بسيناء فقط إنما وزع نشاطه بمصر بأكملها متخذاً عنوان «الدولة الإسلامية بمصر». وتابع : عمليات التنظيم بالدلتا لا تعنى انتهاء عملياته ونشاطه بسيناء لكن التنظيم يضعف فى سيناء ويرى انه ينتهى تماما إذا ظل مراوحا مكانه هناك وسط كتلة مصرية موحدة ونسيج مصرى موحد ضده فهو يقفز لهذه الوحدة ليفتتها فهو ينتقل لمركز الهجوم ضد مواطن القوة فى الدولة المصرية وأهمها الوحدة المصرية بطول البلاد وعرضها ضده.
كما اتفق مع الرأى السابق فى وجود ما أسماه تماهى وتقارب بين تنظيم داعش الإرهابى وحركات العنف المسلحة التابعة للإخوان كحركة « حسم « و « لواء الثورة» ودورها فى العمليات الإرهابية التى تشهدها مصر وأضاف: اذرع الإخوان العسكرية متورطة بشكل كامل فى الإرهاب ضد الدولة والمجتمع المصرى وعلى رأسها حركتا حسم ولواء الثورة ونشاط الكماليين وخلايا الإخوان يقوم بما يشبه تبادل الأدوار والتخديم على داعش والقاعدة، فكلاهما يخدم الآخر ويدعم أهداف الآخر وكلاهما فى خندق واحد ضد الدولة ومؤسساتها وأضاف : جماعة الإخوان انتهت تماما من مصر وتحولت لتنظيم عسكرى مسلح إرهابى ضد الدولة والمؤسسات وإما الخطاب الذى تصدره مؤخرا فهو للتغطية على ممارساتها لمجرد التخفيف من وقع هذا التحول الكبير فى بنيتها وهيكلها التنظيمى، لكن واقع الأمور والمعطيات والشواهد كلها تشير إلى أن الإخوان انتهت كمكون مجتمعى وصارت جزءا من الحالة الإرهابية التكفيرية وإن استخدمت عناوين سياسية وثورية.
وأشار إلى داعش وحركات العنف الإخوانية هدفهم واحد وهو إسقاط الدولة وفى كل التحقيقات ضمن قضايا متهم فيها شباب الإخوان فى عمليات نسبت للواء الثورة وحسم من اغتيالات وتفجيرات ومحاولات اغتيال يعترف المتهمون صراحة بعلاقتهم وتواصلهم وتنسيقهم مع تنظيمات تكفيرية مسلحة وقيادات استخباراتية أجنبية، موضحا أن منفذ الكنسية البطرسية كان من عناصر الإخوان خاصة بعد التحريات التى أكدت أن الانتحارى كان منتميا للإخوان. واعتبر النجار أن التطور فى أداء «لواء الثورة وحسم» جاء نتيجة الدعم غير المحدود معلوماتيا واستخبارتيا وماديا الآتى من تركيا تحديدا ومن قيادة التنظيمات المركزية هناك بقيادة يحيى موسى ومحمود فتحى وأيضا بسبب التنسيق والتواصل والتعاون مع تنظيمات محترفة ومدربة تتمركز فى سيناء.
وأوضح «النجار» أن جماعة الإخوان فى بيان نداء الكنانة، قد استحلت دم كل من يدعم النظام الحالى، وأنه إذا كانت الإخوان تدعى وتزعم كذبا حرصها على سلامة الأقباط والمدنيين وأمنهم فلماذا تستهدف الشرطة والجيش المصرى وتقتل أفراد الأمن والشرطة وهم من يقومون فعليا على الأرض بحماية المنديين والأقباط وتوفير الحماية لهم، والإخوان عندما تضرب فى الشرطة والجيش فهى تسهل عمل داعش فى استهداف المدنيين والأقباط مما يدل على أن مزاعمها وادعاءاتها كاذبة وخادعة ومنافية للمنطق السليم فإذا كانت بالفعل ضد استهداف الأقباط فلتقف صراحة مع الدولة ضد الإرهاب وتحل خلاياها المسلحة وتقف بجوار الدولة فى حربها، لكنها تقف فى نفس خندق داعش ضد الدولة والمجتمع المصري.
كما أكد أن تشكيل ما يسمى بالمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب قرار تأخرا كثيرا ويعتبره خطوة ضرورية لتأسيس صيغة متكاملة شاملة لجميع الملفات القانونية والفكرية والأمنية والسياسية والتشريعية لمواجهة هذا خطر الإرهاب والتطرف .
فى ذات السياق قال سامح عيد، المتخصص فى الحركات الإسلامية: داعش يحاول النيل من الوحدة الوطنية لخلق حالة من الاحتقان ليتمكن من نشر أفكاره، التى تنتعش فى مثل هذه الظروف، واللعب على إثارة عواطف شباب الأقباط الغاضبين بسبب استهدافهم، لاسيما بعد تفجير الكنيسة البطرسية، الذى وقع ديسمبر الماضي. لافتا إلى أنهم يعتبرون من خلال فكرهم المتطرف أن الأقباط ليسوا أهل ذمة، وبالتالى مفاهيم المواطنة غائبة عن هذه التنظيمات.
وأكد أن المنطلق الأساسى بين تنظيم داعش والإخوان واحد وهو التستر خلف الدين بدعوى إقامة دولة وخلافة إسلامية، موضحًا أن هذه الأفكار أسسها حسن البنا وقامت عليها معظم التنظيمات الإرهابية الأخرى، كما أن أغلب القيادات التى شكلت تنظيمات تكفيرية كانت تنتمى لجماعة الإخوان. ولفت إلى أن الاختلاف الوحيد بينهم فى أولوية العنف فقط، لأن داعش تنظيم يقتل ويسعى فسادًا بعلانية ووجه مكشوف، أما جماعة الإخوان تخفى مسؤوليتها عن أعمال العنف.
وحول إمكانية أن يتحول الإخوانى إلى داعشي، رأى «عيد» أن تنظيم داعش يغلب عليه الشباب ممن تم التغرير بهم واللعب بعقولهم باتجاه التطرف، ولذلك انضم شباب من الموالين له بالفعل إلى الجماعات الإرهابية فى سوريا ونسقوا على الأرض مع الجماعات الإرهابية فى سيناء، وتم توظيفهم فى أعمال العنف والإرهاب.