انطلقت اليوم الثلاثاء بالقاهرة أعمال المنتدى الإقليمي الأول لهيئات التنسيق الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين فى إفريقيا الذي تنظمه اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بالتعاون مع المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدارات والجريمة وبدعم من المملكة المتحدة.
يهدف المنتدى الذي يستمر على مدار 3 أيام إلى تبادل المعرفة والتعاون بشان مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ويعمل على توفير لهيئات التنسيق الوطنية من 18 دولة إفريقية على طول مسارات الهجرة بوسط وغرب البحر المتوسط لتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات فى هذا الشأن الأمر الذي من شأنه دعم آليات التنسيق الوطنية والأطر المؤسسية لمكافحة جريمتي الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، كما يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المشاركة.
وأكدت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر، أهمية انعقاد المنتدى لتبادل لمعلومات وأفضل التجارب والرؤى بين الآليات الوطنية التنسيقية المعنية بمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين في الدول الإفريقية، حيث يعتبر التعاون الإقليمي دعامة أساسية لتمكين دولنا من تحويل الدفة والمسار نحو تقدم أكبر وتنمية أوسع.
وقالت -في الكلمة التي ألقتها بهذه المناسبة- "سيأتي اليوم قريبا الذي نتحول فيه من دول تصدر الهجرة غير الشرعية ويعاني مواطنوها من خطر الاتجار في البشر إلى دول مصدرة للإنتاج الرفيع المتميز بيد وسواعد أبنائها" .
وأضافت أن الآليات الوطنية سواء أخذت شكل لجنة وزارية تابعة لمجلس الوزراء كما هو الحال في مصر أو لجنة تابعة لوزارة سيادية "عدل – داخلية – خارجية " كما هو الحال فى بعض الدول او هيئة مستقلة، تعتبر أداة فاعلة لتمكين الدولة في مواجهة جريمتي الاتجار في البشر وتهريب المهاجرين فهي تلعب دورا أساسيا في عملية التنسيق بين الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون وتلك المسئولة عن الوقاية والمنع، وكذلك بين الهيئات الحكومية من جانب ومكونات المجتمع المدني من جانب آخر، أضف إلى ذلك دورها على المستويين الإقليمي والدولي وتعاونها مع المنظمات الأممية ذات الصلة.
وأوضحت أنه من الأهمية بمكان التركيز على الأنشطة ذات الأولوية بالنسبة لنا وهى وقبل كل شئ الجانب التشريعى وإنفاذ القانون حيث انضم معظمنا إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية وبروتوكولي باليرمو لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار في البشر ومكافحة تهريب المهاجرين، كما عكف العديد من دولنا على إقرار قوانين وطنية ذات الصلة او تعديل قوانينها الجنائية لتتماشى مع التزاماتها التعاقدية الجديدة وانه من المناسب ان ننقل هذه التجارب إلى الدول التى لم تنهج هذا المسار بعد .
وأكدت جبر أهمية إقرار الاستراتيجيات وخطط العمل المنبثقة عنها من الركائز التى لا غنى عنها، ويتعين أن تستند إلى دراسات اجتماعية وإحصائية جادة حيث اننا نتفق على مبادئ اساسية تهدف الييها هذه الاستراتيجيات من حماية ووقاية وملاحقة ومشاركة، ولفتت إلى أن التوعية بمخاطر هذه الجرائم بأشكالها المختلفة تعد من الانشطة الحيوية للاليات الوطنية التنسيقية ويجب الا يقتصر توجيهها إلى المدن الكبرى بل يجب ان تمتد إلى القرى والنجوع النائية , وفى هذا الخصوص ييلعب المجتمع المدنى دورا اساسيا فى نشر المعلومة وفى الحوار مع المواطنين , كما ان اجهزة الاعلام ووسائل التواصل الحديثة لا غنى عنها فى انجاح عملنا وايصال الرسالة إلى العدد الاكبر من الفئات المستهدفة.
وأشارت إلى أن التنمية في كافة صورها اجتماعية أو اقتصادية او ثقافية تعتبر الدواء السحرى الذي من شانه ان يدفع قدما اى خطوة للمواجهة او المحاربة او الملاحقة , ولان المواطن الافريقى هو هدفنا واحترام حقوقه وامنه هو غايتنا فان حقه فى التنمية هو حق من حقوق الانسان الاساسية التى تحرص دولنا النامية جميعها على تحقيقها.
وأوضحت أن قارتنا الإفريقية واجهت فى الآونة الأخيرة ولا تزال خطر جريمتي الاتجار فى البشر وتهريب المهاجرين شانها شان العديد من دول عالمنا المعاصر , وانه من الصعوبة بمكان ان تواجه دولة بمفردها هذا التحدى الرهيب , فعصابات الجريمة المنظمة التى تستخدم أحدث الاساليب والتقنيات يصعب الحد من نشاطها الا من خلال عمليات مشتركة وتعاون ثنائى وبروتوكولات تفاهم بين الدول المجاورة .
وشددت على ان قارتنا السمراء قادرة على استثمار ثرواتها الطبيعية والبشرية بفعالية ونجاح , ويعتبر التعاون الإقليمي دعامة اساسية لتمكين دولنا من تحديد الدفة والمسار نحو تقدم اكبر وتنمية اوسع، وسياتى اليوم قريبا الذي نتحول فيه من دول تصدر الهجرة غير الشرعية ويعانى مواطنوها من خطر الاتجار فى البشر إلى دول مصدرة للانتاج الرفيع المتميز بيد وسواعد ابنائها .
بدورها، رحبت كرستينا البرتن الممثل الإقليمي لمكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدارات والجريمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعقد المنتدى الأول الافريقى بمصر تحت قيادة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر للجان الوطنية ذات الصلة والمؤسسات المختصة التى تعمل على مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين .
وقالت إن هذا المنتدى يوفر منصة لتبادل المعرفة حتى يستطيع معالجة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر , كما يعزز التعاون الإقليمي والدولى لمكافحة تلك الجريمة .
ومن المتوقع ان يحقق المنتدى العديد من المخرجات والتى تشمل تحديد التحديات المشتركة فى التعامل مع مشكلة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين للوقوف على انشطة التنسيق الوطنية لمكافحة كلا الجريمتين , وتبادل الخبرات فيما يتعلق بمنع الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين , ومشاركة الممارساات الواعدة والدروس المستفادة فيما يتعلق بحماية الاشخاص المتجر بهم والمهاجرين المهربين , ومناقشة سبل المضى قدما فى تحسين التنسيق والتعاون على المستوى الإقليمي .