أكد
دبلوماسيون أن زيارة رئيس المجر مصر تدفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن
مباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تعزز التعاون وتفتح فرصا لمجالات
جديدة بين الدولتين، موضحين أن العلاقات بينهما تاريخية وقوية وكان هناك تعاونا
وثيقا خاصة في قطاع السكك الحديدية والنقل، وأن المباحثات عكست توافق الرؤى وفتح
مجالات جديدة للتعاون.
عقد الرئيس
عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع نظيره المجري يانوش آدير، الذي يزور مصر حاليا،
حيث بحث الرئيسان تعزيز التعاون وكافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، واتفقا على ضرورة
تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وسبل دعم الاستثمار بين مصر والمجر.
وقال الرئيس
المجري، إن هذا ثالث لقاء بينه وبين الرئيس السيسي خلال سنتين ونصف، وأنه منذ 13 عاما
لم يزر رئيس مجري مصر، مؤكدا أنه لا يمكن مواجهة الإرهاب من دون مصر، وإنّه لا يمكن
وقف الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية دون الجهود المصرية في هذا الشأن.
وأوضح أنه
ناقش مع الرئيس السيسي آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين المتبادل، وخاصة سبل
التعاون في موضوع مجال تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي.
وأشار الرئيس
السيسي إلى أن زيارة رئيس المجر تعد امتدادا للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين
واصفا المباحثات بأنها مثمرة حيث أكد الزعيمان أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في كافة
المجالات، مضيفا إنه ناقش مع الرئيس المجري تطورات القضايا الإقليمية خاصة الأوضاع
في سوريا وليبيا، وكذلك القضية الفلسطينية،
حيث أكدا ضرورة العمل على حلها على أساس حل الدولتين.
وقال إنه ونظيره
المجري أشادا بالنتائج التي أسفرت عنها اجتماعات منتدى الأعمال المشترك مشيرا إلى أنه
اطلع رئيس المجر على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، مضيفا إنه اتفق ونظيره المجرى
اتفقا على أهمية مواصلة التعاون وتنسيق المواقف فى المحافل الدولية فى ضوء عضوية المجر
فى الاتحاد الأوروبي.
وأكد
السيسي أنه يوجد اتفاق فى الرؤى بين البلدين بشأن مواصلة التعاون المشترك فى كافة المجالات
ولا سيما فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، موضحا أن المباحثات ركزت أيضا على
سبل التصدى لقضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية وضرورة إيجاد حلول سلمية لأزمات المنطقة
ومن بينها أزمتى ليبيا وسوريا، والحفاظ على الدولية الوطنية، وأهمية توفير واقع جديد
تنعم فيه شعوب منطقة الشرق الأوسط بالتقدم والتطور.
تعزز العلاقات الثنائية
السفير
رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن زيارة الرئيس المجري لمصر ومباحثاته
اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في إطار علاقات تاريخية قوية بين البلدين،
مضيفا إن المجر من الدول التي ساهمت في تطوير قطاع السكك الحديدية في مصر وصناعة السيارات.
وأوضح حسن،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه المصانع تحتاج للتطوير حاليا، وإلى جانب
قطاع النقل يمكن التعاون بين البلدين في قطاع الصناعة أيضا لأن المجر بالأساس كانت
دولة صناعية، مشيرا إلى أنه تم توقيع اتفاقيات عديدة بين مصر والمجر في 2017 وهذه الاتفاقيات
للتفعيل وإزالة العقبات التي تقف في طريق تنفيذها.
وأضاف إن مباحثات
الرئيس السيسي ونظيره المجري اليوم تعزز العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري
والسياحة، خاصة وأن المجر من الدول السياحية المتميزة وتستقبل سنويا نحو 25 مليون سائح
وتمتلك خبرة في هذا الشأن رغم أنها لا تمتلك آثارا كبيرة لكن لديها مواقع جميلة وتاريخية
للإمبراطورية النمساوية المجرية.
وأكد أن التعاون
التجاري بين البلدين مهم ويحتاج للتعزيز وخاصة أن الصادرات المصرية لهم ليست قوية،
مشيرا إلى أن المباحثات تناولت أيضا القضايا السياسية في ظل اهتمام المجر بالهجرة غير
الشرعية وأزمات الشرق الأوسط التي تسبب زيادة اللاجئين، وكذلك القضية الفلسطينية لأن
موقفها مشابه لموقف الدول العربية وهو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى
أن ملف مكافحة الإرهاب أزمة تقلق الجميع، والمجر وغيرها من الدول الأوروبية تدرك الدور
المصري في هذا الملف وكذلك في التصدي للهجرة غير الشرعية، مضيفا إن عودة مقاتلي تنظيم
داعش إلى دولهم هو ملف يقلق الدول الأوروبية، كما أنهم يرون ضرورة الحل السلمي لأزمات
سوريا وليبيا وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وقال إن التعاون
بين مصر والمجر في ملف المياه مهم في ظل خبرات المجر كدولة صناعية متقدمة، مؤكدا أهمية
تقديم تسهيلات وضمانات لزيادة الاستثمارات المجرية في مصر.
تقدير أوروبي للدور المصري
ومن جانبه، قال
السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية المجرية على
قاعدة سياسية قوية ولم تعترضها صعوبات أو خلافات بالنسبة للقضايا الرئيسية
القائمة، مضيفا إن هناك حاجة إلى حوار متصل يتابع التطورات خاصة أزمات الشرق
الأوسط والبلقان والتداعيات على كافة الأصعدة.
وأوضح
بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن زيارة الرئيس المجري مصر ومباحثاته
اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل فرصة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون والبناء
على ما تم تحقيقه خلال زيارة الرئيس السيسي السابقة والمباحثات بين الدولتين
ومتابعة التطورات الجارية التي تهم الدولتين فيما يخص الأمن والإرهاب وتحقيق تعاون
وتواصل في قضايا مكافحة الهجرة غير المشروعة، وترحيب المجر بالمواقف الإيجابية
لمصر وتعاونها المؤثر في هذا الإطار.
وأكد أن
مصر اتخذت مبادرات عديدة في السنوات الماضية انعكست على التعاون الاقتصادي بين
البلدين وخاصة في مجال السكك الحديدية والحصول على قاطرات جديدة من المجر، مضيفا
إنه كان هناك تاريخا سابقا لهذا التعاون تم تجديده وتطويره حاليا.
وأضاف إن
المجر تنظر إلى مصر في ظل دور إقليمي لمصر واضح المعالم في المنطقة وأفريقيا،
وكذلك هناك إمكانيات لاستثمارات مجرية في قناة السويس، موضحا أن ملف الإرهاب يمثل
اهتماما لمصر والمجر، في ظل الدور المصري الذي أثبت فاعليته في هذا الملف والذي
أشاد به الرئيس المجري اليوم.
وأشار إلى
أن الدور المصري لا يقتصر على المكافحة المباشرة للإرهاب عسكريا فقط، إنما يشمل
الجوانب الفكرية، موضحا أن التعاون في إطار المتوسط بين الدولتين متاح أيضا، وخاصة
أن مصر كان لها تعاون رائد منذ تسعينيات القرن الماضي في ملف الحوار من أجل
المتوسط ولها إمكانيات متصاعدة في ملف الطاقة وتحولها لمركز إقليمي للطاقة، وهو
أحد جوانب التعاون مع المجر.
وأضاف إن
هناك إمكانية للتعاون في قطاع الصناعات الثقيلة والمجال الثقافي وخاصة أن جامعة
بودابست تهتم بدارسة الشئون العربية والإسلامية.
فتح آفاق جديدة للتعاون
فيما قال
الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس المجري مصر ومباحثاته
اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تدفع التعاون الثنائي بين البلدين، مضيفا إن المباحثات
عكست تفاهم الرؤى، وتقدير المجر للجهود المصرية في ملفي مكافحة الإرهاب والهجرة
غير الشرعية.
وأوضح
حسين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدور المصري محوري في المنطقة
كلها سواء في محاربة الإرهاب أو منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مضيفا إن مصر
تحرص على تعزيز علاقاتها مع كل الدول الأوروبية، وكان بينها وبين المجر تعاون قديم
في قطاع السكك الحديدية.
وأكد أن
مصر بها موارد اقتصادية كبيرة وتسير بخطى ثابتة في سبيل النهوض في كافة القطاعات
كما أنها سوق واعد، موضحا أن المجر دولة صناعية زراعية فيمكن تعزيز التعاون بين
البلدين في مجالات الزراعة والميكنة الزراعية والمياه والصرف الصحي، وكذلك التعاون
في مجالات النقل والقاطرات والجرارات.
وأشار إلى
أن علاقات البلدين طيبة وزيارة الرئيس المجري تؤدي لمزيد من تعميق العلاقات
الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون.