الأحد 24 نوفمبر 2024

وفاء عامر توجه رسالة لأقباط مصر

  • 12-4-2017 | 20:51

طباعة

وجهت النجمة وفاء عامر رسالة للأقباط المصريين على صفحتها الخاصة "فيس بوك" حيث قالت:

أقباطَ مصر المسيحيين، أنتم أكثر سموًّا و شرفًا و غفرانًا مما نستحقّ.
أقباط مصر المسيحيين أنتم أكثر وطنيةً من كل أدعياء الوطنية و التديّن.
أقباط مصر المسيحيين، لن أطلب منكم أن تسامحونا على ما يفعل السفهاءُ منّا كل يوم في حقكّم. لأنني أعلم أنكم مجبولون على السماحة والغفران،
و تلاقون إساءاتنا الكثيرة بالمحبة
و الغفران. و أقرُّ أننا مدينون لكم بالكثير و الكثير و أننا غير قادرين على سداد ديوننا نحوكم مهما فعلنا. 
الآن لم يعد بوسعي حتى تقديم واجبات العزاء لكم لأنني غارقةٌ في الشعور بالخجل و الخزي مما نفعله بكم منذ عقود طوال، و إلى أمد لا يعلمه إلا الله.
كلما فعلنا بكم سخافةً أو كارثة أو تفجيرًا أو مجزرة، أعزّي نفسي بأنها الأخيرة بإذن الله، لكنها لا تكون الأخيرة، و تتبعها سخافةٌ أخرى و سخافاتٌ
و تفجيرٌ و تفجيرات، و مذبحةٌ
و مذابحُ، فتظلُّ رأسي تنخفضُ أمامكم يومًا بعد يوم حتى بِتُّ أتمنى أن تنشقَّ الأرضُ و تبتلعني قبل أن ألتقي مسيحيًّا لأقول له: أعزيّك، البقاء لله، سامحني!
منذ تفجيري الأمس في طنطا
و الأسكندرية و أنا لم أستطع أن أنام لحظةً واحدةً، و ضغطي ارتفع و لم أسع حتى لعلاج لأنني أرجو أن أرتاح من هذه الدنيا الظالمة المدنسة بكل سوءات العالم. لحسن الحظ أنني الآن خارج الوطن حتى لا يرى أطفالي دموعي فيجزعون و يشعرون بالخجل من النفس كما أشعر أنا الآن.
 لن أقول لكم أعتذر لكم، ليس فقط لأنكم لا تحتاجون اعتذاري
و لا تنتظرونه، بل لأن الاعتذار فقد معناه و بات لونًا من البلاهة
و الاستعباط الذي لا يليق بي، لأنني حتى لا أملك يقينًا أنه سيكون اعتذاري الأخير. 
تعبت من كثرة أخطائنا، و تعبت من كثرة غفرانكم، و تعبت من الرجاء بأن ينتهي كل هذا دون أن ينتهي، و تعبت
من عدم القدرة على فهم ما يحدث حولي.
 عقلي لا يستوعب أن يقتل أحدٌ أحدًا حتى مع وجود سبب للقتل مثل الثأر أو القصاص أو غيره. فكيف يستوعب عقلي المُجهد المُرهق أن يقتل إنسانٌ إنسانًا أعزلَ لا يعرفه و هو يصلي! و هو يصلي! و هو يصلي! و هو يصلي في عيده!
أشهدُ أنني لم أسمع في كنيسة كلمة تسيء لي كمسلمة و لا لديني و لا لأي إنسان. 
أشهدُ أنني أسمعكم في كنائسكم تدعون لمصر و نيل مصر و رئيس مصر
و للمصريين مسلمين قبل مسيحيين. 
أشهدُ أنكم ترعون في طقوسكم الخدمية أبناءنا المسلمين الفقراء كما ترعون أطفالكم المسيحيين. 
أشهد أن راهبةً مسيحية لم ألتق بها إلا مرة واحدة في حياتي تُصلّي منذ سنوات لابني المريض "عمر نبيل" في كل صلواتها حتى يشفيه الله.
أشهد أن مسيحيين قد ساندوني في محنتي بما لا مجال لأن أنساه ما حييت. 
 أشهدُ أن صلوات كثيرة رفعت باسمي في محنتي طوال العامين الماضيين أنا المسلمة التي لم تقدم لكم أي شيء. 
أشهدُ أنكم لا تعرفون إلا الحب لكل الناس دون قيد أو شرط. و من يفعل غير هذا منكم فهو ليس منكم. أنتم تتبرأون منه قبل ان يرتدّ إليه طرفه كما تتبرأ منها نصوصكم في العهد الجديد
و كما علمكم السيد المسيح رسول السلام عليه السلام. و من يفعل الشر منكم فهو لا يسير على خطى السيد المسيح و لا تقبلوه بينكم.
أشهدُ أن مفاتيح بيتي و كافة شؤون حياتي تكون في أسفاري في حوزة
و رعاية أسرة مسيحية شريفة ترعى مصالحي و تخاف علىّ أكثر مما أفعلُ أنا لنفسي و أكثر مما يفعل أقربائي
و شقيقي الوحيد.
و أشهدُ أنني لم يعد في جعبتي كلمات تعبر عما في نفسي من حزن وأسى
و خجل و فقدان أمل في هذا العالم.
هذا العالم لم يعد صالحًا للحياة. 
هذا العالم صار أبشع من قدرتي على الاحتمال.
هذا العالم تعسٌ و دنسٌ و غير جميل. سامحني يا ربُّ فأنا لا ألعن الدهرَ؛ بل ألعن الفحشاء و الوحشية و الغدر
و انعدام الإنسانية في بني الإنسان.
و في بني جلدتي. و في بني ديني الذي من المفترض أن يحثنا على الرحمة
و التراحم. 

أقباطَ مصر، أقدِّم لكم احترامي، وأضع بين أيادكم خجلي و شعوري بالعار.
و لله الأمر من قبل و من بعد.

    الاكثر قراءة