أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أن أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لا تُحل من خلال المواقف السياسية المُتحجرة والإصرار على تقاسم الحصص الوزارية وفقا للتكتلات النيابية، مشددا على ضرورة أن يُصغي السياسيون لمطالب الشعب في المظاهرات وعدم إهمالها أو الاستهزاء بقدرتها.
وقال بطريرك الموارنة – في كلمة له خلال قداس الأحد – إن أكثر من ثُلث الشعب اللبناني أصبح تحت مستوى الفقر، وحوالي نصفه في حالة البطالة، فضلا عن إغلاق المؤسسات وتسريح الموظفين وتفاقم الأزمة الاجتماعية، ووصول الاقتصاد إلى حالة بائسة إلى جانب الشلل في جميع مؤسسات الدولة.
واعتبر أن المظاهرات وانتفاضة الشعب اللبناني المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي، مرجعها إصرار القوى السياسية على صم الآذان وتجاهل مطالب المواطنين اللبنانيين في احتجاجاتهم "التي تحررت من وطأة الانتماءات الطائفية والمذهبية والحزبية، فشكلت قوة لا يقوى عليها أحد ومن ثم لا يجوز للمسئولين السياسيين تجاوزها أو الاستهزاء بها". على حد تعبيره.
وشدد البطريرك الماروني على أنه لا يحق للمسئولين السياسيين البقاء في "نقطة الصفر" بالنسبة لتشكيل الحكومة والنهوض بلبنان من عجزه المالي والشلل الاقتصادي وشبه الإفلاس الذي يعاني منه، مؤكدا أن الشعب هو مصدر السلطة السياسية، ولا يحق لأحد أن يُملي على الشعب اللبناني إرادته.
وطالب البطريرك الماروني المسئولين اللبنانيين بالتوقف عن "الكيدية في العمل السياسي والتلاعب بمصير دولة آخذة بالانهيار".. معتبرا أن المسئولين يتبادلون الأدوار من أجل التعطيل من دون أية مسئولية وطنية، وأن أزمة الحكومة لا يمكن أن يتم حلها إلا بالتجرد في المواقف والتحرر من كل ارتباط خارجي.