بقلم : أمل مبروك
من أب يعتدى على بناته إلى شاب يغتصب طفلة رضيعة.. وتحرش جماعى بفتاة فى الشرقية على مسمع ومرأى من الناس، وبين هذه الحوادث المقيتة تمتلئ الصفحات والشاشات يوميا بحوادث الفساد التى لم تترك ذوى المناصب ولا الألقاب ولا الشهادات العلمية.. بشكل يدعونا إلى ضرورة أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعترف أن موازين القيم والسلوكيات والأخلاق فى حياتنا قد أصابها خلل كبير، والمؤسف أننا اكتفينا حيالها بأن يكون موقفنا منها هو مقاعد المتفرجين ثم ضرب الكفين على بعضهما البعض أو مصمصة الشفاه!
إن الكثير من القيم والمبادئ التى لا يختلف اثنان فى مجتمعنا المصرى أو العربى أو الدولى على أهمية وجودها للحفاظ على قوة وسلامة وازدهار المجتمع قد أصابها التشوه والاختلاط، فرأينا الكذب والنفاق وقد أصبحا دبلوماسية.. والغش أصبح فهلوة.. والخداع شطارة.. والعفاف تخلفا.. والعرى تحضرا، ومع الحراك السياسى الذى يعيشه عالمنا العربى اقتحمت حياتنا المزيد من الأحداث والمواقف التى اختلطت فيها المبادئ مع المصالح والرغبة فى الوصول إلى السلطة أو فى عرقلة القائمين على الأمر.. اختلطت قواعد لعبة السياسة مع مبادئ الحياة القويمة وأثرت فيها تأثيرا سلبيا فاختلت منظومة القيم فى الاثنين معا!
ومع انتشار هذه الظاهرة وفى ظل اتساع رقعة تلك الجرائم المقيتة هل يحق لنا أن ننتظر أو نحلم بأن تزهو الحياة وتزدهر؟ الواقع وتاريخ المجتمعات التى سبقتنا يؤكدان أنه عندما تختل منظومة القيم فى مجتمع ما لن يصبح للحياة معنى ولا طعم، فلن يعطى النجاح ولا التميز ولا الشهرة ولا الجاه ولا النفوذ للحياة رونقا وبهجة فى ظل تراجع الأخلاق وانحلالها وابتذال سلم القيم وتشوهه.
وإذا كان من حقنا أن نحلم فليس من حقنا أن نخطئ الوسيلة التى تحقق لنا حلمنا، من هنا يكون الفارق كبيرا بين الطالب الذى نجح بعد جهد واجتهاد والآخر الذى دأب على الوصول للنجاح بطرق ملتوية وأساليب غش متنوعة، وهناك فارق شاسع بين من ربح مليون جنيه نتيجة عمل دؤوب وشجاعة فى مواجهة الفساد.. ومن برر لنفسه الرشوة والمحسوبية.. ويبقى الفارق مهولا بين رجل أعمال زرع آلاف الأفدنة وأقام المصانع وأتاح فرص العمل وتعب وجاهد حتى حصل على لقب المليونير وبين رجل أعمال آخر دبر لعبة رخيصة على أحد البنوك أو تآمر مع أحد المسئولين الفاسدين ولطش عدة ملايين وفر هاربا إلى الخارج.
إذا أصيب الناس فى أخلاقهم فقل على الدنيا السلام وأقم على الحياة الكريمة عويلا ومأتما