الثلاثاء 4 يونيو 2024

الوافدون يستنجدون بـ«الهلال اليوم»: المصريون عنصريون.. وجامعة القاهرة تنفي

13-4-2017 | 14:40

اشتكى عدد من الطلاب الوافدين بجامعة القاهرة من التفرقة العنصرية، التي يمارسها نظرائهم المصريين ضدهم، إذ يستخفون بمظهرهم ولون بشرتهم ولغتهم.

هذه ليس الشكوى الوحيدة للوافدين، حيث اشتكوا أيضًا من ارتفاع أسعار المصروفات الدراسية، والتي تقارب الـ9 آلاف جنيه، بالإضافة إلى منع بعضهم من الإقامة بالمدينة الجامعية، وحرمانهم من الالتحاق ببعض كليات القمة، علاوة على التحرش الجنسي وصعوبة التواصل باللغة العربية مع أساتذة الجامعات والإداريين والطلاب، وإلحاقهم المتأخر بالجامعة بعد انقضاء منتصف التيرم، والروتين وعدم النظافة والغربة والعزلة واختلاف الثقافة والاستغلال المادي.

وفيما يلي تعرض «الهلال اليوم» شكاوى الطلاب الوافدين، يقول جلال محمد، سوداني الجنسية، طالب بالفرقة الثانية بكلية الحقوق: «بندفع مصروفات حوالي 450 دولار، أي ما يعادل 9 آلاف جنيه مصري في العام الواحد، وهذا ينطبق على كليات الحقوق والآداب، أما كليات الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والطب والهندسة، فتكون الدراسة فيها عبارة عن منحة محددة من قبل الحكومتين كتبادل ثقافي، ومحدش يقدر يلتحق بها برغبته الشخصية، وحوالي 90% من الطلاب الوافدين يتعلمون على نفقاتهم الشخصية».

وتابع: «الطلاب المصريون تصرفاتهم طفولية، وبيتريقوا علينا وعندهم عنصرية ومش متقبلين أصحاب البشرة السمراء، وينادونا بكلمة «سمارة» أو «شيكولاتة»، ويسألونا أسئلة مستفزة، زي تعرف تقرأ عربي؟.. لكن تعامل شئون الطلاب والإداريين وأعضاء هيئة التدريس جيد، ورغم كل ذلك يوجد إقبال كبير من الطلاب الوافدين إلى مصر، نظرًا للتعامل الجيد على المستوى الرسمي".

واتفقت عفراء السيد، صومالية الجنسية، طالبة بكلية الهندسة معه، حيث أكدت أنها تتعرض دائمًا للتعدي اللفظي من قبل الشباب المصريين، مثل «أم بكار، شيكابالا، الدنيا ضلمت كده ليه؟، ويا سودة»، وأعربت عن حبها لمصر كبلد، لكنها لا تحب المصريين كشعب.

وأشارت إلى أنها تتعرض في بعض الأحيان لأسئلة سخيفة من قبل المصريين، مثل: "هل عندكم نيل زي نهر النيل في السودان؟"، ووصفت المصريين بعنصريتهم الشديدة تجاه اللون واللهجة والثقافات المختلفة، وأنه يسعدون عندما يتعمدوا إيذاء مشاعر الآخر، بالإضافة إلى الاستغلال المادي من قبل سائقي التاكسي.

واعترف عادل سعد، سوداني الجنسية، طالب بكلية الحقوق، بأن الأسعار بالنسبة للوافدين مش غالية، والمصاريف بتوصل لهم من أهاليهم، وبعض الطلاب يسكنوا المدينة الجامعية والبعض الآخر يستأجر على حسابه، وميزة مصر أنها متاح فيها فرص عمل عن باقي الدول، وبنشتغل في المصانع والشركات.

وتابع: "التعليم جودته كويسة في مصر ويؤهل لسوق العمل، وفيه مشكلة كبيرة عند دولة شمال السودان، أنها لا تعترف بشهادة جامعة القاهرة، ولدينا مطالب بتقوية اللغة العربية عند الوافدين عن طريق الكورسات والدورات التدريبية، ويتاح لنا الدراسة باللغة الإنجليزية في مصر".

وأضاف بن جون، من دولة جنوب السودان، طالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم: "أنا جاي بعثة من دولتي لمصر كتبادل علمي وثقافي، بعض الزملاء المصريين يتعامل معنا بشكل جيد، والبعض الآخر لديه عنصرية، لكن الناحية الدراسية مشكلتها أنها دراسة بالإنجليزي، وتكون صعبة جدًا، ولو قولت للدكتور مش فاهم، يقول لي معنديش طريقة تاني أفهمك بيها، اللغة صعبة والمناهج مختلفة عن دراستنا في الثانوية العامة السودانية.

وتابع: "لما التحقت بالكلية كان عندي مشكلة في معرفة السيستم الخاص بالكلية، وكان الموضوع صعب، ونطالب من إدارة الجامعة أن يتم قبول الوافدين في الجامعة بدري حتى لا تفوتنا الدراسة ونفهم السيستم بدري، والدراسة مصروفاتها مرتفعة تصل لـ350 أو 450 استرليني أي بما يقارب 8 آلاف جنيه مصري، وبتقابلنا مشاكل خارج الجامعة أننا أجانب وملناش حقوق عند الشرطة، ويتم التعدي علينا بالضرب في الشوارع".

وقال راشد ممدوح ، من اليمن ، طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية -علي سبيل السخرية-: "كنت أسمع أن المصريين أهل كرم، ولكني لم أجد ذلك، وإنما هي مجاملات يتظاهرون بها ".

وأشارت سوزان عبدالله، من سوريا، طالبة بكلية الإعلام، إلى أنها تعرضت للتحرش الجنسي والمعاكسات بشكل متكرر داخل مصر، وكثير من الطلبة ينظرون لهم نظرة شفقة، علاوة على صعوبة الإجراءات الإدارية مع الوافدين السوريين عند استكمال إجراءات القبول بالجامعة .

واتفقت معها خديجة سليمان، من اليمن، طالبة بكلية الهندسة، بأنها تتعرض للتحرش الجنسي كثيرًا وبشكل مبالغ فيه، بالإضافة غلى نظرة الشفقة وتكرار سؤالها عن الدمار الذي لحق باليمن، فيما أكد ملهم الخوري، سوري، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنه يشعر بالحرية والعزة في مصر وبأنه في بلده الثاني، لكنه يعاني من مشكلات النظافة هنا.

وذكر يوسف عبدالله، تشادي، طالب بكلية الإعلام، أنه تعرض لحادث سرقة بالإكراه من قبل أحد المصريين بمقر إقامته بحي عين شمس، واستولى المصري على هاتفه المحمول، وعندما حاول آخذه وجد أهالي الحي يتدخلون لصالح المصري وحاولوا ضربه.

وأعرب محمد عبد الله، من باكستان، طالب بكلية الإعلام عن رضائه بنظام التعليم في مصر ونتائج المواد الدراسية، مؤكدا أنه تواجهه مشكلات تتعلق باللغة وصعوبة التواصل مع المصريين بشكل عام، واللغة هي ما تثير استهزاء المصريين بالوافدين.

الجامعة تنفي

وبدورها ذهبت «الهلال اليوم» لعرض الأمر على الجامعة لنقل رأيهم في الأمر التزامًا بالمهنية وحق الآخر في الرد.

قال سيد تاج الدين، عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة: "الوافدون بجامعة القاهرة لا تواجههم صعوبة في التواصل مع أساتذة الكلية؛ نظرًا لأن الدراسة باللغة الإنجليزية، وجميع هيئة التدريس لديهم القدرة على التواصل مع الوافدين بلغتهم".

وتابع: "الطلاب بالكلية لا يتأخرون عن الدراسة وبمجرد ما يستوفي الطالب أوراقه يتم قبوله، ولا يتم قبول الطلاب بعد مرور 4 أسابيع من الدراسة؛ لأن الكلية تشترط حضور الطالب 75% من المحاضرات"، وحول ما يتعرض له الوافدين من مشكلات تتعلق بسوء المعاملة كالتحرش وغيرها نفى عميد كلية الهندسة حدوث هذه المشكلات، قائلا: "لم يتم رصد أي حالة تحرش نهائيًا داخل الكلية، سواء مع مصريات أو وافدات".

وأكد فتحي عباس، المتحدث باسم جامعة القاهرة أن ما قاله بعض الطلاب الوافدين عن حرمانهم من الإقامة بالمدينة الجامعية غير صحيح، فالمدينة بها أكبر عدد من الوافدين، ومن يستوفي الشروط للإقامة بها يتم قبوله، كالكشف الطبي وغيره، والطلبة المصريين يتعاملون معهم بأدب واحترام، وهناك إدارة للوافدين ومكتب خاص بهم لحل مشكلاتهم ومساعدتهم في حياتهم وتأقلمهم مع المصريين، وما يحدث من سوء معاملة حالات فردية".

وتابع: "يتم إعفاء بعض الوافدين من المصروفات الدراسية كدولة جنوب السودان، وأيضا إعفائهم من مصروفات المدينة الجامعية، ويتم تسكينهم وسط المصريين حتى يتفاعلوا معهم، والجامعة تسعى لجذب الوافدين لما يجلبون من دخل مادى، وجامعة القاهرة أكبر جامعة تستوعب الوافدين من حيث العدد وفى مختلف التخصصات.