قال
السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، إن الأزمة الليبية
أصبحت دولية لأن هناك أطرافا عديدة تدخلت، وليبيا دولة عربية أفريقية ومن الطبيعي
معالجة أزمتها في إطار عربي أفريقي، مضيفا إن الدور العربي في تلك الأزمة تتعلق
عليه آمال كبيرة لمواجهة التدخل التركي السافر الذي يعد انتهاكا لكافة القوانين
الدولية، خاصة وأن حكومة السراج فقدت الشرعية.
وأكد
حليمة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجهة الشرعية الوحيدة هي
البرلمان الليبي في بني غازي، الذي له موقف واضح من الحكومة ومن التدخل التركي،
مضيفا إن البرلمان يمثل الشعب الليبي والشرعية في يده، وموقفه هو الموقف الشرعي
الذي يجب أن يستمع إليه العالم في مواجهة التدخلات الخارجية.
وأوضح أن
التدخل الخارجي يتجه لدعم الميليشيات المتعددة في طرابلس لمواجهة الجيش الوطني
الليبي الذي يدعمه البرلمان الليبي الشرعي، مضيفا إن هذا التهديد يوجب الدعم للشرعية
الليبية من جانب دول الجوار والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومن المجتمع
الدولي، فقوى العالم تميل للحل السياسي ومواجهة التدخل التركي في ليبيا ومنعه والوقوف
ضد أي تدخل خارجي لكي لا تتفاقم الأوضاع هناك.
وأشار إلى
أن التدخل التركي في ليبيا مدفوع باعتبارات توسعية أيديولوجية في ظل المطامع التركية
في الثروة الليبية سواء البحرية أو الداخلية كالغاز والبترول، من أجل
المصالح الذاتية وليس لصالح الشعب الليبي، موضحا أن الليبيين يرفضون هذه
التدخلات، وكذلك الداخل التركي فالأحزاب المعارضة ترفض أيضا هذا التدخل.
وأضاف إن
الدور المصري في الأزمة الليبية يستهدف مواجهة التدخلات الخارجية وحفظ أمن
واستقرار ووحدة ليبيا، فهي دولة جوار وتدخل في نطاق الأمن القومي المصري، فهناك
حدود تتجاوز ألف كيلومتر بين البلدين، وهناك منظمات إرهابية تتخذ مواقفا تجاه مصر
تهدد الأمن في المنطقة الحدودية، ومصر تسعى لوأد هذه التحركات وتدعم الجيش الليبي
لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.
وتابع إن
اجتماع الجامعة العربية الطارئ اليوم منتظر أن يتخذ موقفا يرفض تماما التدخلات
التركية في ليبيا واتفاقات السراج وأردوغان بشأن ترسيم الحدود والتعاون العسكري،
باعتبار أن حكومة السراج فاقدة الشرعية، وهذه الاتفاقات تمثل انتهاكا للسيادة
الليبية وتهدد أمن ليبيا واستقرارها وتؤدي لاشتعال الأوضاع في المنطقة عبر عناصر
موالية لتركيا أو مرتزقة من دول أخرى.