شدد مراقبون على ضرورة
مواجهة مؤتمر برلين الذي انطلق قبل قليل في العاصمة الألمانية برلين، على ضرورة
مواجهة الإرهاب ودعم التدخل التركي في ليبيا والعمل على تحقيق الاستقرار في منطقة
المتوسط.
وانطلقت اجتماعات مؤتمر برلين
حول ليبيا بمشاركة دول إقليمية ودولية في مقدمتها مصر، قبل قليل، وذلك لبحث توحيد الموقف
الدولي حول آلية حل الأزمة الليبية ودعم أي حل سياسي تتفق عليه الأطراف السياسية الليبية،
ومن المتوقع أن تتقدم القاهرة بورقة تتضمن كافة العناصر التي تم التوافق عليها لحل
الأزمة، ومنها آلية واضحة الملامح تشمل تسريح الميليشيات وجمع أسلحتها، وإعادة بناء
وتأهيل المسار السياسي والاقتصادي، الدعوة لوقف إطلاق النار، وضرورة أن يتبع ذلك مسار
سياسي شامل يضم كافة الأطراف ويتعامل مع الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية.
واستهل الرئيس عبد الفتاح السيسى،
نشاطه بالعاصمة الألمانية برلين، اليوم، باستقبال مايك بومبيو وزير خارجية الولايات
المتحدة، بمقر إقامته.
وأكد الرئيس حرص مصر على تعميق
الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى من شأنها الحفاظ
على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، طالبًا نقل تحياته إلى الرئيس الأمريكى
دونالد ترامب.
وشهد اللقاء، التباحث حول تطورات
الأوضاع فى ليبيا فى اطار انعقاد مؤتمر برلين بعد ظهر اليوم، حيث أكد الرئيس فى هذا
الصدد أنه لا سبيل لتسوية الأزمة إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من
خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية، وأمنية، واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظى بالتوافق
والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود.
كان السفير بسام راضى، المتحدث
باسم رئاسة الجمهورية، أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصل إلى مدينة برلين الألمانية
للمشاركة فى فعاليات قمة مؤتمر برلين حول ليبيا المقرر عقدها اليوم الأحد، وذلك تلبية
لدعوة المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول
الإقليمية، والدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى، بالإضافة إلى ممثلى المنظمات
الإقليمية والدولية ذات الصلة".
وقبل أيام، تلقى الرئيس السيسى
اتصالًا هاتفيًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وصرح السفير بسام راضى، المتحدث
الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن الوضع فى ليبيا، حيث
أطلعت المستشارة ميركل الرئيس على الجهود والاتصالات الألمانية الأخيرة ذات الصلة بالملف
الليبى سعيًا لبلورة مسار سياسى لتسوية القضية، وفِى هذا السياق تم تبادل وجهات النظر
تجاه المستجدات الأخيرة على الساحة الليبية، وتداعياتها على ليبيا والمنطقة.
التحرك الدبلوماسي
وقال النائبة سامية رفلة، عضو لجنة الشئون الخارجية
بمجلس النواب، إن الرئيس السيسي بدأ تحركاته الرسمية قبل سويعات من انطلاق مؤتمر برلين
بلقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بمقر إقامته بألمانيا، مؤكدة أن الرئيس
يتحرك على المستوى الدولي منذ فترة لوقف التدخلات والانتهاكات التركية في ليبيا بما
يضر بعملية السلام خاصة في ظل دعم المليشيات والعصابات الإرهابية والإجرامية التي تسيطر
على العاصمة طرابلس.
وشددت عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب لـ"الهلال
اليوم" إن مؤتمر برلين عليه دور كبير في التصدي للتمدد الإرهابي والتدخل التركي
في ليبيا حتى يتحقق الاستقرار والأمن هناك، موضحة أن تركيا تحاول الهيمنة على الثروات
الليبية.
وأكدت أن مصر تتحرك بدبلوماسية شديدة لمواجهة الأزمات
والتحديات في المتوسط الأمر الذي أغضب الأتراك وجهل الحكومة التركية تتصرف بجنون، لافتة
أن ليبيا تعد من أهم الحدود الاستراتيجية بالنسبة لمصر، مشددا على ضرورة مواجهة التحديات
ووقف انتشار الإرهاب في ليبيا.
فوضى الإرهاب
وشددت النائبة نوسيلة أبو العمرو، عضو مجلس النواب، على ضرورة وصول مؤتمر برلين إلى اتفاق ينهي التحركات الإرهابية في ليبيا ورفع يد المليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس وتوحيد الجيش ووقف محاولات الانقضاض على الثروات الليبية، مؤكدة أن الرئيس السيسي يقف بالمرصاد للتحركات التركية التي تسعى إلى إفساد منطقة الشرق الأوسط.
ولفتت عضو مجلس النواب لـ"الهلال اليوم" إلى أن انتقال الجماعات المسلحة من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا يعد كارثة كبيرة تعيق العملية السياسية في ليبيا وتساهم في انتشار الإرهاب بشكل واسع في المنطقة، موضحة أن مؤتمر برلين عليه التصدي لذلك ووقف الانتهاكات التركية في منطقة المتوسط وسرقة الثروات الليبية.
وبينت "أبوالعمرو" أن مؤتمر برلين عليه الخروج بمسودة تخدم مصالح الشعب الليبي وتوقف الانتهاكات المنتشرة في العاصمة طرابلس من قبل حكومة الوفاق التي تدعم المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، فضلا عن انتهاكها القانون بتوقيع اتفاقية تسمح لتركيا باحتلال الأراضي الليبية بما يعتبر خيانة كبرى.