ترى المملكة المتحدة في مصر واحدة من الأسواق الرئيسية في قارة إفريقيا، وهذا ما أكدت عليه إيما وايد سميث مفوضة ملكة بريطانيا للتجارة مع أفريقيا، ووصفتها بأنها الأكثر جذبا للاستثمار المباشر بالنسبة إلى المملكة المتحدة.
كما تعد مصر من أهم أعضاء دول الكوميسا، والتي بدورها عقدت العديد من الاتفاقات الاستثمارية، ومنذ توليها رئاسة الإتحاد الإفريقي استضافت العديد من المنتديات الاقتصادية التي ساهمت في زيادة الاستثمارات.
وبحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات فإن بريطانيا تعد خامس أكبر اقتصاد في العالم، حيث وصلت قيمة الاستثمارات البريطانية في إفريقيا إلى أكثر من 8 مليار جنيه إسترليني عام ۲۰۱۸. وزادت نسبة التجارة بين بريطانيا وأفريقيا ۷% عام ۲۰۱۹.
ووصف فيليب لرهام المبعوث الخاص لقمة الاستثمار البريطانية الأفريقية ، بأنها ستمثل خطوة نحو تغيير وتركيز وفعالية الشراكة البريطانية الأفريقية والتي تأتي بعنوان "شراكة تبني مستقبلا أفضل للجميع".
وتناول رئيس الوزراء البريطاني بوربس حونسون في كلمته الافتتاحية خلال أعمال القمة. أهمية القارة الإفريقية للمملكة المتحدة وعليه ستتغير السياسات في التعامل مع ملفات الهجرة من خلال وضع برنامج سيسهم في القضاء عليها من خلال تطبيق اطر العدالة والمساواة وفتح الباب أمام أبناء القارة للسفر والاستثمار والشراكة البريطانية الأفريقية والاستثمار في الطاقة النظيفة، مؤكدا على اعتبار القارة الإفريقية شريك أساسي في مجالات التجارة والتعليم والتكنولوجيا.
وأضاف برهام إلى أن القارة السمراء تعد سوقا صخما فبحلول عام 2050 سيعيش أكتر من مليارى شخص في إفريقيا وسيكون واحد من كل ٤ مستهلكين عالميين من إفربقيا والتالي ستعمل الفئة على تسخير إمكانات القارة وقامة شراكات جديدة دائمة توفر مزيد من الاستثمار والوظائف والنهوض وتفيد الشركات في جميع أنحاء إفريقيا والمملكة المتحدة.
وأشار أن المملكة المتحدة بالفعل مستثمر رائد في أفريقيا، ففي عام 2018 قامت مؤسسة تمويل التنمية في المملكة المتحدة COC باستثمارات تدعم أكتر من 370 ألف وظيفة في جميع أنحاء إفريقيا ومنذ عام ٣٠٠٣ استترت مجموعة تطوير البنية التحتية الخاصة بالمملكة المتحدة أكتر من 195 مليار جنيه إسترليني في ١٤٦ مشروقا للبنية التحتية في جميع أنحاء إفريقيا. وتبلغ قيمة استثمارات المملكة المتحدة في أفريقيا 39 مليار جيه إسترليدي في عام 2018.
وتتمثل الاستثمارات البريطانية في إفريقيا في خلق فرص عمل مستدامة. وتعزيز الوصول إلى التعليم وتحسين الخدمات العامة ومنح الشبات الفرصة لتشكيل مستقبلهم إلى جانب ادعم في مجال التكنولوجيا والاشكار إلى جانب توافر الخبرات من المملكة المتحدة لتمكين البلدان الأفريقية من جمع
الأموال من الأسواق الدولية لعملاتها الخاصة، مما يعني إمكانية جذب استتمارات طويلة الأجل قيمة مع حمايتهم من تقلبات أسعار الصرف مرة أخرى.
وقال جون لولتون مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب إن أفريقيا ستكون موطنا لمرحلة جديدة من التدافس بين القوى العظمى - حيث تتمافس الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا على فرص الاستثمار في القارة فطبقا المجموعة السياسة الخارجية البريطانية قام كبار المسؤولين في الصين بـ 79 زيارة إلى أفريقيا في السنوات الثماني الأولى من العقد الماضي وحده.
وقام إبمانوبل ماكرون بزيارة القارة تسع مرات منذ فوزه في الانتخابات عام 2017، وقام فلاديمير بوتين في العام الماضي بافتتاح قمة الاستثمار بين روسيا وإفربقيا. وجاء الدخول الغربي من خلال خطة مواحهة الإرهاب تحت مظلة الإسلام السياسي ردا على الفراغ الذى خلفته الولايات المتحدة عقب إعلان الولايات المتحدة تخفيض تواجدها الأمني في القارة ففي نهاية عام 2018 علمت الولايات المتحدة عن خطط لخفض ١٠ من وجودها الأمني في القارة.
ومن الواضح أن قمة الاستثمار الأفريقية البريطانية ستكون بداية جديدة للملكة المتحدة عقب خروجها من الإتحاد الأوروبي وكما كانت تروج اليابان لنفسها بأنها تقدم "الجودة" لإفريقيا.
ورسمت بريطانيا لنفسها صورة "الاستثمار النظيف" في إطار مسئوليتها لمواجهة قضايا التغير المناخي والاعتماد على الطاقة النظيفة مما سيخلق فرصا واعدة أمام القارة في فتح أفاق استثمارات جديدة مستدامة تتفق وأجندة إفريقيا، والتي عملت مصر على لحقيقها خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي بالاعتماد على مبدا الشراكة القائمة على المصلحة المشتركة.