استعرض الفنان التشكيلي الكبير أحمد مصطفى دور حروف اللغة العربية في استيعاب معاني القرآن الكريم، وقيم اللغة العربية بحروفها وعلاقتها باختيار الله لها لتكون لغة القرآن الكريم.
جاء ذلك في ندوة للفنان الكبير اليوم السبت، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51،التي حضرها عدد من المهتمين بالفن التشكيلي.
وأوضح الفنان التشكيلي أحمد مصطفى، أن العرب كانوا ينظرون إلى الفيلسوف وعالم الرياضيات والفلك الإغريقي فيثاغورس باعتباره عالم حكيم، خاصة بعد أن دلل بنظريات حقيقية على أن خالق هذا الكون هو إله واحد،وهذا ناتج عن فكرة تجانس الحقائق السمعية والبصرية في هذا الكون،والتي تدلل على حقيقة أن خالق هذا الكون هو إله واحد.
ولفت إلى أن اللغة العربية تتكون من 28 حرفا،وهي تواكب تماما منازل القمر في 28 موضعا، وأن من اختار اللغة العربية لتكون لغة القرآن هو أحكم الحاكمين وخالق هذا الكون.
واستعرض أمام الحضور، مجموعة من الصور للكتابات العربية القديمة بالخط العربي،منذ عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام،وقال إن هذه الكتابة تتسم بعدم وجود نظام محدد في الكتابة،اذ لم يكن هناك هوامش أو مراعاة للتنسيق، حتى بدأ الأمر في التطور شيئا فشيئا فأصبحت الكتابة العربية تتمتع بنسق ونظام ترتاح له العين، ثم بدأت تدخل الفواصل بين الكلمات، وليس التشكيل نظرا لأن تشكيل اللغة العربية ظهر بعد عهد نزول القرآن الكريم بما يقرب من 150 عاما.
وأكد أن الفضل في الكتابة العربية بتشكيل ونسق ونظام محدد يعود إلى وزير في عهد الدولة العباسية يدعى محمد بن مقلة، كان له الفضل في عمل نسق ونظام بنسب ثابتة في الكتابة العربية،مما جعل هناك تناسب ونسق في الكتابة العربية لم يكن موجودا من قبل.
ونوه إلى أن هناك ما يعرف بهندسة الحروف،وهو المصطلح الذي أطلقه بن مقلة،فيما يخص كتابة الحروف بنسب متوازنة،لافتا إلى أن دور الهندسة في كتابة الحروف يتمثل في إيجاد نسب متوازنة ومتساوية في كتابة الحروف العربية.
وقال إن القانون الذي يحكم العملية البصرية هو نفس القانون الذي يحكم العملية السمعية وهذا ما دفع فيثاغورس إلى أن يتوصل إلى أن خالق الكون هو إله واحد.
وأشار إلى أن أهم ما يميز اللسان البشرى هو وجود عظمة يقوم عليها اللسان، باختلاف الأمر عند بقية الكائنات الحية التي يقوم فيها اللسان على عضلة فقط،وهذا يجعل الكائنات الحية الأخرى من الممكن أن تصدر أصواتا ولكن لا يمكنها أن تقوم بعملية فكرية أوعقلية عميقة مثل الإنسان،وذلك بسبب اختلاف مقومات اللسان عند الإنسان عنه في الكائنات الحية الأخرى، فاللسان لدى الإنسان يمكنه من إخراج نبرات وانفعالات مختلفة لا يمكن لغير الإنسان أن يخرجها وبالتالي لا يمكن لأي كائن حي أن يفكر مثل الإنسان.
وكانت الصفحة الرسمية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب،قد أعلنت انضمام الفنان التشكيلي العالمي الدكتور أحمد مصطفى، لمبادرة "سفراء معرض الكتاب"، التي أطلقتها الهيئة المصرية العامة للكتاب،لأول مرة في تاريخ المعرض.
ويعد الفنان أحمد مصطفى خامس المنضمين لمبادرة سفراء المعرض، بعد الإعلان عن انضمام كل من الفنانة سميحة أيوب، الدكتور زاهى حواس، المهندس هانى عازر، واللاعب محمود تريزيجيه.
والدكتور أحمد مصطفى مولود في الإسكندرية عام 1943، ويعيش في لندن ويعمل فيها منذ عام 1974 وهو فنان وباحث ذو شهرة عالمية في مجال الفن والتصميم الإسلامى، تعلم في البداية كفنان تصويرى وفقا لتقاليد الكلاسيكية الجديدة الأوروبية، وكان يستمد إلهامه أساسا من فنانى عصر النهضة، ثم كان أن اكتشف جذوره الإسلامية وأصبح يخصص كل أعماله تقريبا لتكوينات مجردة تستند في معظمها إلى آيات القرآن الكريم، واستطاع أن يبدع لغة بصرية غنية رائعة بفضل طريقة مبتكرة في الجمع بين مهاراته كمصور وكخطاط كبير، وفقا لفن الكتابة الإسلامى.