السبت 23 نوفمبر 2024

انتخابات حاكم جاكرتا.. اختبار للديمقراطية العلمانية بإندونيسيا

  • 15-4-2017 | 11:30

طباعة

 وكالات:

يواجه باسوكي تجاهاجا بورناما، حاكم مدينة جاكرتا الإندونيسية الحالي - وهو مسيحي من العرقية الصينية - مرشحا يؤيده المسلمون المحافظون في انتخابات الإعادة لقيادة العاصمة الإندونيسية، وذلك بعد حملة انتخابية شابتها توترات عرقية وطائفية.


ويتعين على سكان جاكرتا الاختيار بين بورناما، المسيحي المحاصر بالمشاكل ومنافسه أنيس باسويدان، وزير التعليم السابق المدعوم من قبل المحافظين المسلمين في انتخابات تخيم عليها الطائفية الدينية يوم الأربعاء القادم.


ويعتبر بعض المحللين ان الانتخابات بين باسوكي أو "أهوك"، وباسويدان بمثابة اختبار للديمقراطية العلمانية في اكبر دولة تضم سكانا مسلمين في العالم.


وتواجه محاولة بورناما للفوز بفترة ثانية صعوبات بسبب تورطه في قضية تجديف بشأن تعليقات أدلى بها عن القرآن اعتبرت مهينة للإسلام.


وفاز بورناما في الجولة الاولى من الانتخابات في 15 فبراير التي شارك فيها ثلاثة متنافسين، حيث حصل على 43 في المائة من الاصوات. وجاء باسويدان في المركز الثاني بنسبة 40 في المائة.


وأشار استطلاع للرأي أجري مؤخرا إلى أن السباق في جولة الإعادة محتدم، حيث يأتي باسودان في الصدارة بفارق نقطة مئوية واحدة محققا نسبة 47.9%. 


وقال توبياس باسوكي، المحلل السياسي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إن "هزيمة أهوك يمكن أن تكون سابقة سيئة لأنه سيسود اعتقاد لدى الأحزاب السياسية بأن تسييس الدين أتى اؤكله".


وأثارت تصريحات بورناما بأن هناك أشخاصا خدعوا الناخبين المسلمين بدفعهم إلى الاعتقاد بأن القرآن يأمرهم بعدم التصويت لليهود والمسيحيين، احتجاجات واسعة النطاق من قبل المحافظين في شهري نوفمبر و ديسمبر الماضيين.


واتهم بورناما بالتجديف، ويواجه عقوبة بالسجن لمدة أقصاها خمس سنوات، اذا ثبتت ادانته. وهو لا يزال مطلق السراح حيث من المتوقع صدور الحكم بعد الانتخابات.


واعتذر بورناما عن هذه التصريحات، وقال إنه كان يشير إلى أولئك الذين يسيئون استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية.


وحذرت حملته من أن فوز خصمه المدعوم من الإسلاميين قد يهدد عملية التنوع والتعددية.


ولكن في بعض المساجد المجاورة، وضع المتدينون لافتات تدعو المسلمين إلى عدم التصويت لصالح "الكفار"، في إشارة إلى بورناما. وحذرت لافتات من أن من يفعلون ذلك لن تقام عليهم صلاة الجنازة الاسلامية عند وفاتهم.


وأشارت استطلاعات الرأي إلى تناقص أعداد مؤيدي بورناما، الذي كان المرشح المفضل من قبل، بعد اتهامات التجديف، حيث يعتقد كثير من المسلمين المحافظين حقا أنه أهان الإسلام.


من ناحية أخرى، ارتفع الدعم لباسويدان، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، بعد أن التقى أحد قادة الاحتجاجات ضد بورناما، رجل الدين المثير للقلاقل محمد رزق شهاب.


وأثبت بورناما، وهو أول مسيحي يحكم جاكرتا منذ 50 عاما، أنه مسؤول كفء يعمل وسط بيروقراطية تعاني من الفساد وعدم الكفاءة منذ زمن طويل.


ونال بورناما الثناء لتنظيفه الأنهار المسدودة بالقمامة، وبالتالي حد من الفيضانات، وهي مشكلة دائمة في مدينة يبلغ قوام سكانها 10 مليون نسمة. كما قامت إدارته ببناء المزيد من المتنزهات وملاعب الأطفال.


ولكنه تسبب في حالة من الاستياء لقراره بطرد السكان الفقراء من منازلهم على ضفاف الأنهار ونقله بعضهم إلى شقق ضيقة ومنخفضة التكلفة، حيث يتعين عليهم تدبير أموال الإيجار رغم أنهم انفصلوا عن مصدر دخلهم.


وواجه بورناما انتقادات لمضيه قدما في استصلاح خليج جاكرتا لإنشاء 17 جزيرة اصطناعية لأغراض تجارية وترفيهية.


واستفاد باسويدان، وهو أكاديمي محترم، من حالة السخط هذه.


وتعهد باسويدان بتطوير المنازل القائمة بدلا من إخلاء سكانها ، وإلغاء عملية استصلاح الخليج، قائلا إن المشروع يهدد البيئة ومعيشة الصيادين.


ونفى باسويدان الاتهامات بتورطه في إثارة النعرة الطائفية، قائلا ان الظلم والانقسام الاجتماعي المتزايدين هما من المشاكل الكامنة.


واضاف "من اجل تحقيق الوحدة، نحتاج الى معالجة مسألة الفوارق، والتفاوت بين من يملكون ومن لايملكون... و بين المتعلمين وغير المتعلمين".

    الاكثر قراءة