بعد ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك .. صحة المواطن فى خطر

إعداد الملف : نجلاء أبوزيد - سمر عيد - منار السيد - شيماء أبوالنصر

منذ تحرير سعر الجنيه والارتفاع الصارخ فى سعر الدولار والمواطن يعيش مأساة يومية متجددة، حيث يفاجأ كل يوم بارتفاع سعر سلعة غذائية ضرورية، فبعد أن جن جنون أسعار اللحوم ضربت حمى الغلاء الدواجن التى كانت بديلا يلجأ إليه المواطن هروبا من غلاء اللحوم، لكن سرعان ما سرى ارتفاع الأسعار كالنار فى الهشيم ليصل إلى الأسماك »لحمة الغلابة » دون أن يقابل ذلك أي تحرك برلمانى ملموس أو دور فاعل من قبل الحكومة لمواجهة موجة الغلاء التى باتت تهدد صحة المواطن.

فماذا يأكل المواطن الغلبان؟ سؤال طرحناه على نواب الشعب وأحد خبراء الاقتصاد وأحد أساتذة التغذية فكان هذا التحقيق.

فى البداية يقول النائب محمد فؤاد، عضو لجنة الخطة والموازنة، والخبير الاقتصادي: للأسف نعيش مسلسلاً يومياً من ارتفاع أسعار السلع الغذائية دون مواجهة حقيقية من قبل الحكومة، وعندما بدأ الأمر بأزمة الثروة الحيوانية بحثنا في الأمر وتوصلنا إلى أن الممارسات الخاطئة وانعدام الرقابة على المجازر كانا سببا تلك الأزمة فتقدمنا بالعديد من طلبات الإحاطة مع تحذيرات من الدور السلبي للحكومة في الرقابة، لكن تعرضنا بعدها مباشرة لأزمة الدواجن والارتفاع الجنوني فى أسعارها والذي كان من ضمن أسبابها ارتفاع أسعار الأعلاف وغيرها، كل ذلك دون أى تحرك ملموس من قبل الحكومة، وأخيرا يعاني المواطن ارتفاع سعر الأسماك.

ويرجع النائب محمد فؤاد أسباب المشكلة إلى الممارسات الخاطئة وعدم التعامل الجدي من قبل الحكومة لمواجهة الأزمة ، مشيرا إلى أن الحكومة تصدر الأسماك للخارج في ظل احتياج السوق المحلي لها، لافتا إلى وجود خلل هيكلي في الموازنة ما بين ميزان المدفوعات والإيرادات، داعيا الحكومة لوضع خطة اقتصادية للخروج من الأزمة، وتفعيل الخطوات الإيجابية لمعالجة التضخم وزيادة الاستثمار الذى يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

التسعيرة الجبرية

أما النائبة ثريا الشيخ، عضوة لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب فترى أن غياب الرقابة الدورية على الأسواق السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية، مشيرة إلى أن البرلمان بصدد إعداد مشروع قانون «التسعيرة الجبرية » الذي سيعاقب التاجر الذى لا يلتزم بالتسعيرة بالحبس والغرامة كحل للأزمة، لأن كل تاجر عندما يعرف أنه سيتعرض للعقاب إذا ثبت تلاعبه سيلتزم بالأسعار المحددة، داعية ربات البيوت إلى تدبير أمور منازلهن وأسرهن بأقل التكاليف لمواجهة هذا الغلاء والتخلي عن السلع غير الضرورية وشراء السلع من المنافذ الاستهلاكية ومنافذ بيع القوات المسلحة، والإبلاغ عن أى تاجر يحتكر سلعة ما أو يتلاعب بأسعارها.

سمك الغلابة

من جانبه وصف النائب هشام الشعيني، رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان مسلسل ارتفاع الأسعار الذي بدأ باللحوم الحمراء ثم البيضاء فالأسماك بالأمر غير المقبول،

مطالبا الحكومة بضرورة التحقق مما تناقلته وسائل الإعلام حول اتباع وسائل خاطئة ومخالفة في الصيد واستخدام معدات متهالكة، لأن ذلك يهدد الثروة السمكية، لافتا إلى اعتزام لجنة الزراعة بالبرلمان استدعاء الحكومة ونقيب الصيادين وجميع المسئولين عن الأزمة لوضع حلول سريعة للتخفيف من أعباء المواطن ومواجهة الغلاء الذى تشهده السلع الغذائية.

البروتين

ويقول د. سعيد متولي إخصائي التغذية: تعد الكربوهيدارت والبروتين والدهون عناصر طاقة رئيسية لجسم الإنسان، فالبروتين مركب يحتوي على الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين وهذه العناصر تساعد الجسم على النمو وتجديد خلاياه وخاصة النيتروجين، فهو مركب مهم للنمو العقلي، والبروتين ينقسم إلى شقين أحدهما نباتي والآخر حيواني، ويتمثل النباتي في البقوليات، بينما يمكن الحصول على البروتين الحيواني من اللحوم والأسماك والبيض والألبان، ويجب أن يتوافر الشقين في الوجبة الغذائية التي يتناولها الإنسان، كما يجب ألا تقل نسبته فى الوجبة عن 20 أو 30 %، لكننا لا نستطيع حاليا أن نطالب المواطن بتناول وجبة متكاملة، وإذا فكرنا في بدائل وليكن البروتين النباتي وجدنا أن هناك بعض العناصر التي يتم تصنيعها من بقايا البروتين الحيواني والنباتي تؤثر سلبا على الصحة العامة للإنسان.

ويتنبأ د. متولى بظهور حالات عديدة من الأنيميا والضعف العام وقلة النمو للأطفال وارتفاع نسب الإجهاض وتشوهات الأجنة والمزاج السيئ وعدم القدرة الجنسية والخمول، وقلة مستوى الذكاء بين أطياف المجتمع نتيجة قلة نسب البروتينات فى الوجبات اليومية، والتى يجب أن تكون بمعدل 8 إلى 1 جم يوميا لكل كيلو جرام من وزن الإنسان وتزداد إلى 2.5 جم تقريبا فى الأطفال والحوامل، مؤكدا أن البروتينات تعمل على تكوين الهرمونات والنواقل العصبية والأنزيمات التى تتحكم فى كفاءة أداء أعضاء الجسم المحتلفة خاصة الجهاز الهضمى والعصبى، وأن توافر كميات البروتينات الدهنية الضرورية للجسم والغذاء المحتوى عليها يعطى نشاطا عاما للإنسان، مشيرا إلى أنه فى حالة الافتقار إليها يحدث العكس وتتأثر العضلات وتتكاسل الأعضاء ويصاب الإنسان بالعديد من الأمراض.