الثلاثاء 28 مايو 2024

قمة مصرية- بيلاروسية في القاهرة.. دبلوماسيون: زيارة "لوكاشينكو" تفتح آفاقا جديدة لتوطين التكنولوجيا.. وتعاون الدولتين يخدم خطط التنمية المستدامة ورؤية 2030

تحقيقات19-2-2020 | 15:31

بدأ رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو زيارة إلى مصر اليوم، وهي الزيارة التي وصفها دبلوماسيون أنها تأكيد للعلاقات التاريخية والمتصاعدة بين الدولتين، مؤكدين أن الزيارة تفتح آفاقا جديدة للتعاون، وخاصة أن التعاون بين البلدين يأتي في مجالات مهمة كالزراعة وتوطين التكنولوجيا بما يخدم خطط التنمية المستدامة ورؤية 2030.


 

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، معربا عن سعادته حفاوة الاستقبال خلال زيارة الرئيس السيسى عام 2019، وقال إن اللقاءات الأخيرة أعطت دفعة قوية للعلاقات وخاصة الإنتاج المشترك وخاصة منتجات التصنيع.


وأكد السيسى، أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة رفيعة المستوى للتشاور السياسى فضلا عن مذكرة تفاهم بين مصر وبيلاروسيا لإنشاء لجنة رفيعة المستوى والبرنامج التنفيذى فى مجال التعليم العالى والتعليم ما بعد الجامعى ومذكرة تفاهم بين البنك المركزى المصرى والبنك الوطنى البيلاروسى واتفاقية للتعاون والدعم المتبادل للجمارك.


كما أعلن الرئيس السيسى عن عقد مجلس الأعمال المشترك غدا بالعاصمة الإدارية الجديدة، ودعا القطاع الخاص فى بيلاروسيا للاستثمار فى مصر، واستعرض الفرص الاستثمارية المتاحة فى المشروعات القومية الكبرى وخاصة قناة السويس ومجال البتروكيماويات وسعى مصر إلى تحول مصر إلى مركز إقليمى للطاقة.


وأكد أنه عقدت جلسة مشاورات بناءة حيث تم التطرق خلالها لسبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكدنا رغبتنا فى تعميق وتطوير آفاق التعاون بين البلدين، مضيفا "اتفقنا على أهمية تعزيز العلاقات، والارتقاء بها إلى مستوى أرحب ووصول إلى مرحلة العلاقة للشراكة الاستراتيجية".

 

آفاق جديدة للتعاون

وفي هذا السياق، قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر وبيلاروسيا تتميز بالنمو المتصاعد وتتطور سريعا، في ظل حرص الجانبين على ذلك، وهو ما تؤكده زيارة رئيس بيلاروسيا إلى مصر اليوم، مضيفا إن حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ نحو 140 مليون دولار العام الماضي يمثل بداية لآفاق كبيرة مستقبلية.

 

وأكد القويسني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أهم ما يميز العلاقات بين الدولتين أنها تشمل مجال مهم وهو نقل وتوطين التكنولوجيا، حيث تتعاون مصر مع بيلاروسيا في توطين تكنولوجيا صناعة الآلات والمعدات الزراعية بشكل أساسي وكذلك وسائل النقل والصناعات التكنولوجيا والتصنيع الحربي.

 

وأضاف إن علاقات الدولتين تاريخية منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق، فكان هناك تعاونا بين البلدين تاريخيا واستمر حتى بعد انهيار هذا الاتحاد، موضحا أن المعاهدات والاتفاقيات الموقعة بين البلدين والتي تقدر بنحو 45 معاهدة تعكس علاقات راسخة ومتطورة وحيوية بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.

 

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سبق وزار بيلاروسيا العام الماضي، وتعكس الزيارات المتبادلة تفاهما بين الرئيسين، موضحا أن بيلاروسيا تهتم أيضا بملفات الأمن الجماعي سواء في آسيا وآسيا الوسطى أو الشرق الأوسط، ويهمها أيضا أن تتواجد في أفريقيا عبر تعزيز التعاون مع دولة بحجم مصر.

 

وأشار إلى أن تعزيز العلاقات مع بيلاروسيا يعكس حيوية السياسة الخارجية المصرية والتي تستهدف الانفتاح على كل القوى في العالم، موضحا أن المشروعات المشتركة بين البلدين في مجالات الإنتاج الحربي وتوطين التكنولوجيا تخدم الأمن القومي المصري، وربما تفتح آفاقا في صناعات إلكترونية.

 

تعاون يخدم التنمية المستدامة

ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، تعد هي اللقاء الرابع بين الرئيسين منذ عام 2015، مضيفا إن زيارة لوكاشينكو القاهرة جاءت بعد زيارة السيسي إلى مينسك في يونيو الماضي.


وأكد هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الزيارة توفر فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات عامة، وبصفة خاصة المجالات الزراعية والتجارية وما يرتبط بها من صناعات كالجرارات الزراعية وآلات الحصاد، مضيفا إن الزيارة تبحث التطورات التي تهم البلدين على الساحة الإقليمية والدولية.


وأضاف إن الزيارة تبحث قضايا مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بشأن الجماعات الإرهابية وأساليبها الجديدة بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، موضحا أن مصر تستهدف أن تطوير قدراتها في مجال الزراعة والجرارات واللودرات الزراعية في إطار خطط الدولة لتحقيق نهضة تنموية شاملة في ظل رؤيتها للتنمية المستدامة 2030.


وأوضح أن التعاون بين البلدين يتفق مع هذه الرؤية ويخدم الأهداف المرجو تحقيقها في خطة مصر للتنمية المستدامة حتى عام 2030.