الأربعاء 26 يونيو 2024

العليا للأخوة الإنسانية: الأفكار الملوثة والكراهية أشد خطرا على المجتمعات من الفيروسات

9-3-2020 | 16:37

دعت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية شعوب العالم إلى التضامن في مواجهة فيروس كورونا وكافة الأمراض وألا يؤثر الخوف وخشية انتشار المرض على إنسانية البشر، مؤكدة أن الاختبار الحقيقي الذي يقف أمامه العالم اليوم ليس لمدى جاهزية الأنظمة الصحية أو البنى التحتية بقدر ما هو اختبار للإنسانية ومنظومة الأخلاق التي تحكمها.


وأوضح الأزهر - في بيان اليوم الاثنين- أن اللجنة أعربت عن تخوفها من أن حالات الذعر والهلع التي انتشرت خلال الأسابيع الماضية في بعض دول العالم، وبالنظر إلى الآراء الطبية والبيانات الصحية التي تواظب منظمة الصحة الدولية على نشرها، ومعها كل الهيئات الصحية الأخرى، من أن يمتد الذعر تمتد ليصبح أخلاقيا وقيميا ، نحتاج جميعا لنتوقف عنده و نمنع انتشاره و نصححه بقوة، أكثر ربما من قوتنا في محاربة الفيروس.


وقال الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية محمد عبد السلام، إن الفيروس كغيره من الأزمات الصحية التي شهدها العالم سينحسر في النهاية، لكن علينا أن نتأكد من أن آثاره على الإنسانية تتم معالجتها والوقاية منها في المرات المقبلة.. فلا يمكن أن نقبل مثلا بالعنصرية وكره الأجانب وتوظيف المرض في إنتاج أفكار أكثر مرضا، ولغة كريهة في سياق تبرير غضبنا وخوفنا من الآخر.


ولفت إلى أن الوباء الحقيقي هو الكراهية، وينبغي علينا أن نقلق على صحة أبنائنا من الأفكار الملوثة، والإصابات الخطيرة للقيم والمجتمعات، تلك التي تستعصي على المضادات واللقاحات، والتي هي أشد فتكا من الجراثيم والفيروسات.


وأضاف أنه مع انتشار فيروس "كوفيد ١٩" تبدو الإنسانية في أمس الحاجة اليوم لتتحد في وجه هذه الأزمة، التي تتصدى لها الهيئات الصحية الدولية والمحلية، وتمتد آثارها لتطال الاقتصادات حول العالم، لكن ضريبتها على المجتمعات والإنسان أكثر وطأة.


ونوه بأنه في وقت يقول فيه العلماء إن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، إلا أن الإصابة الحقيقية التي نخشاها جميعا، هي تلك العدوى التي تصيب إنسانيتنا في صميمها عندما نغمض أعينا عن معاناة إخوتنا، وننطلق في حملة التنميط العنصري التي لن تنقذ أحدا من العدوى، بل على العكس تماما، ستؤدي إلى شلل لا ينفع معه بعدها دواء.


الجدير بالذكر أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تشكلت العام الماضي لمتابعة تحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في فبراير من عام ٢٠١٩ ، وتتولى مهام وضع إطار عمل لضمان تحقيق أهداف الوثيقة، والعمل على إعداد الخطط والبرامج والمبادرات اللازمة لتفعيل بنودها ومتابعة تنفيذها على المستويات الإقليمية والدولية كافة وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية لرعاية ودعم ونشر الفكرة التي ولدت من أجلها هذه الوثيقة التاريخية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.