يعد محور التوعية أحد المحاور
الأساسية لمواجهة فيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره، وهو ما وجهت به الحكومة،
وما أكده خبراء إعلام وسياسيون، موضحين أن الإعلام والأحزاب السياسية يلعبان دورا
بارزا في مواجهة هذه الأزمة والتوعية بالوقاية من الإصابة، وأن الدولة تعاملت مع
الملف بصدق وشفافية بنسبة كبيرة ومطلوب استمرار توضيح الحقائق ونشر البيانات في
توقيت مناسب للتصدي للشائعات.
وأعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء،
عن تخصيص رقمي واتس آب (01155508688/ 01155508851)، للإبلاغ عن أى شائعات تتعلق بفيروس
كورونا المستجد أو غيره، على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، حيث سيتم اتخاذ كافة
الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تجاه كل من أذاع أخباراً أو بيانات
كاذبة أو شائعات، تتعلق بهذا الأمر، بهدف تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة
العامة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس
الوزراء، اليوم، خلال اجتماع مجلس الوزراء؛ ضرورة اهتمام كافة وسائل الإعلام خلال الفترة
الحالية بإبراز الموقف الحالي لتعامل الدولة مع فيروس كورونا المستجد، وكذا نشر وبث
برامج التوعية المختلفة لمواجهته، مُوجهاً فى هذا الصدد بأن يتولى وزير الدولة للإعلام
التنسيق مع جميع الجهات المعنية لتكثيف نشر وإذاعة برامج التوعية الخاصة بمواجهة هذا
الفيروس.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولى، أنه
بالرغم من أن الدولة وكافة أجهزتها أظهرت مستوى عالياً من الاحترافية في التعامل مع
ملف مواجهة فيروس كورونا المُستجد، منذ لحظة الإعلان عن ظهوره في بعض مناطق العالم،
إلا أنه مع ذلك هناك بعض الفئات اعتمدت للأسف على نشر شائعات وأخبار مغلوطة، وهو ما
أعطى صورة سلبية فى الخارج عن أسلوب تعامل الدولة مع هذا الملف، كما أعطى فى الوقت
ذاته انطباعاً خارجياً مغلوطاً عن انتشار المرض فى مصر بصورة كبيرة، وهو ما نتج عنه
اتخاذ بعض الدول لعددٍ من الإجراءات ضد مصر.
الدولة تعاملت بصدق وشفافية
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد المرسي،
أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن وسائل الإعلام المصرية سواء صحافة أو راديو أو تليفزيون
قدمت بشكل مكثف تغطية إخبارية متميزة لموضوع أزمة فيروس كورونا سواء داخل مصر أو خارجها
واعتمدت بشكل كبير على المعلومات من مصادرها الرسمية وعمدت إلى تحليلها.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أنه على التوازي كان هناك اهتمام كبير بالتوعية بماهية الفيروس وكيفية الوقاية منه
بالإضافة إلى التوعية بمخاطر الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل وتستهدف أمن واستقرار
مصر والتوعية أيضا بأهمية الحصول على المعلومات من مصادرها الأساسية.
وأضاف، على المستوى الرسمي تعاملت مؤسسات
الدولة وخاصة وزارة الصحة بقدر كبير من الشفافية والصدق بكل ما يتعلق بهذه الأزمة ومراحل
تطورها في مصر وهو ما يؤكد الثقة في مؤسسات الدولة المختلفة، مشيرا إلى أهمية الاستمرار
بالتعامل بكل صدق وشفافية في كل ما يتعلق بأخبار وتحليلات وتوعية بكل أبعاد أزمة فيروس
كورونا وفي توقيت مناسب حتى يكون هناك حائط صد قوي أمام الكثير من الشائعات والأخبار
الكاذبة.
الإعلام
والأحزاب
ومن جانبه، قال المهندس حسام الخولي،
نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن التوعية بفيروس كورونا هي مسئولية المجتمع كله وخاصة
الإعلام بالدرجة الأولى وبعده الأحزاب والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن الأحزاب لها دور
مهم في عمل ندوات للتوعية بفيروس كورونا في كل المحافظات للوصول لكافة شرائح وفتاة
المجتمع.
وأوضح الخولي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الندوات التوعوية في كل المحافظات هي أحد أدوار الأحزاب لمواجهة هذه
الأزمة، لأن الإجراءات الوقائية والاحترازية من قبل الحكومة وحدها لن تكتمل إلا بالتوعية
ليعرف المواطن كيفية تجنب الإصابة بالفيروس وتوعية محيطه الاجتماعي.
وأكد أن الإعلام له دور مهم وخاصة الراديو
والتلفزيون لأنه يصل في كل دقيقة للمواطنين، بنشرات توعوية لطرق الحماية من الإصابة
كغسل اليدين والنظافة وتجنب الازدحام والعادات المضرة، مضيفا إن هذه النشرات من شأنها
أيضا طمأنة الناس بدلا من حالة الفزع والشائعات التي تنتشر لتهويل هذه الأزمة.
وأشار إلى أن الفزع له تأثيرات سلبية
ويهدد الدولة وفي الوقت نفسه لا ينبغي التهوين من الأزمة، مشيرا إلى أن وزارة الصحة
تتعامل باحترافية مع الأزمة، برغم الانتقادات التي وجهت لوزيرة الصحة لكنها أدارت الأزمة
بشكل جيد، وتصدر بيانات رسمية بشكل يومي بشأن عدد حالات الإصابة ومستجدات الأزمة وهو
أمر مهم لطمأنة المواطنين وتوضيح الحقائق.