الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

الحكومة تحبط مخطط فزاعة «كورونا».. وخبراء: تطبيق القانون الحل لمواجهة قوى الظلام.. وغياب التوعية يجعل المواطن فريسة سهلة لترويج الشائعات

  • 11-3-2020 | 19:58

طباعة

"بين عشية وضحاها".. تحول فيروس كورونا من معضلة علمية يسعى العلماء إلى ابتكار حلول فعالة للتصدي إليها إلى فزاعة فى أيد القنوات المأجورة لبث الذعر والهلع فى قلوب المصريين، وإزاء كل ذلك قامت الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة للتصدي لكل محاولات التخريب وهز الثقة بين المواطن والحكومة.


وكلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية، حيال كل من أذاع أخباراً، أو بيانات كاذبة، أو شائعات، تتعلق بفيروس "كورونا المستجد"، أو غيره، بهدف تكدير الأمن العام، أو إلقاء الرعب بين المواطنين، أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.      


ويأتى هذا التكليف  في إطار الجهود المبذولة من الدولة المصرية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة فيروس "كورونا المستجد"، حيث تلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار الشائعات، وتناقل المعلومات المغلوطة من خلال بعض المواقع الإلكترونية، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعة تداولها من قِبل أفراد المجتمع.


وشدد الحكومة على جميع المواطنين عدم تداول أي بيانات أو معلومات غير صادرة عن الجهات المعنية الرسمية، وضرورة تحري الدقة والحيطة، في تداول أي بيانات أو معلومات، تفادياً للوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية، مؤكداً أنه لن يتم التهاون فى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن.


وأشارت إلى أن وزارة الصحة والسكان تتولى نشر كافة البيانات الرسمية والمعلومات المتعلقة بفيروس "كورونا المستجد"، كما تم عقد العديد من المؤتمرات الصحفية بهدف نشر المعلومات الصحيحة التي تتعلق بالفيروس، أو طرق الوقاية، آخرها اليوم بحضور وزراء: السياحة والآثار والصحة والدولة للإعلام.


الحل فى تطبيق القانون:


قال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن القنوات المأجورة وأصحاب الأجندات الخاصة دائما ما يسعون إلى إعاقة حركة التنمية والنهضة التى تشهدها مصر بكافة الطرق والوسائل، مشيرا إلى أن ذلك تجلى من خلال محاولة بث حالة الرعب والهلع بين المواطنين بسبب ظهور فيروس كورونا، والتركيز على جميع الشائعات التي تسعى إلى ضرب السياحة المصرية، والاقتصاد المصري.


ولفت بدوى في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إلى أن المواطن ينشر الشائعة دون أن يدرى من خلال ترديدها من دون أن يتحقق من مصداقيتها، لينقلها عنه مواطن آخر، إلى أن تصبح كالحقيقة ما لم يتم التصدي لها في وقتها.


وأكد بدوى، أن لجنة الاتصالات بالبرلمان أصدرت بالفعل عدة قوانين  تهدف إلى التصدي لظاهرة نشر الشائعة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، منها قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية، وقانون حماية البيانات الشخصية، مشيدا بقرار رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي بتطبيق القانون على جميع مروجي الشائعات.


وشدد رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان، على أن التمسك بتطبيق القانون يعد الوسيلة الفعالة لدحض الشائعات، والقضاء عليها.



تحسن ملحوظ بالتصدى للأزمات:


قال النائب تامر عبد القادر، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن الأداء الحكومي والتناول الإعلامي لأزمة فيروس كورونا تغير تغيراً جذريا، مقارنة بما كان يحدث في الماضي، حيث شهد تحسنا ملموسا فى طريقة التصدي للأزمات وكيفية معالجتها والرد عليها.


وأضاف عبد القادر في تصريح لـ"الهلال اليوم"، كان هناك تقصير واضح في السابق في معالجة الإعلام للأزمات، والرد على الشائعات التي زادت بشدة، من خلال مخططات واضحة ومدروسة لجماعات تهدف إلى زعزعت أمن واستقرار الوطن .


وتابع عضو مجلس النواب قائلا: "أحب أن أسجل شهادة إنصاف لأداء الحكومة وتناول الإعلام المصري لأزمة كرونا، حيث لعب الإعلام المصري دورا كبيرا في توعية المواطنين، خاصة مع ظهور الكتائب الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي التي جاهدت كالعادة لبث حالة الرعب والفزع بين المواطنين، وخلق حالة من عدم الثقة بين المواطن والحكومة".


وأشاد عبد القادر، بالتناول الإعلامي والصحفي الذي قامت به المؤسسات الإعلامية الوطنية، التي وضعت استراتيجية محددة وواضحة للتصدي لهجمات الإخوان، وإعلام الدول المعادية لمصر، مطالبا في الوقت ذاته بمزيد من التطوير خاصة أن معالجتها لأزمة كورونا أظهر مدى التطور الذي وصلت إليه، والذي لم يكن موجودا خلال معالجتها لأزمات وقضايا السابقة.


وعن ملامح هذا التطور، أشار عبد القادر إلى أنه ظهر من خلال الحرص الدقيق من وسائل الإعلام على المتابعة المكثفة لكل ما يصدر عن الدولة وكذلك رصد جميع الشائعات التي تبث على شبكات التواصل الاجتماعي والرد عليها في الحال، مضيفا إن ذلك تجلى في قيامها بنقل الأخبار الدقيقة عن السلطة التنفيذية سواء مجلس الوزراء، أو وزارة الصحة أو الطيران، ونقل كل ما يصدر عن مركز معلومات مجلس الوزراء أولا بأول، ونشر الكثير من الأخبار التي تحث على توعية المواطن لكيفية التصدي للفيروس.


ولفت عبد القادر إلى أن لجنة الإعلام بالبرلمان، كانت قد تقدمت بمقترح نوقش في مجلس النواب، خاص بإنشاء "فيس بوك" مصري، مواز لـ"الفيس بوك" الموجود حاليا، بحيث يحصل على انتشار أوسع داخل مصر وخارجها، ويكون كيانا موازيا يلجأ إليه المواطن كما يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، متابعا: "لا أعلم ماذا فعلت وزارة الاتصالات تجاه المقترح ؟".


وشدد عبد القادر على أن جمهور مواقع التواصل الاجتماع يعتبر جمهورا عريضا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نستهين به، مضيفا أن هذا الجمهور للأسف بعيد عن المواقع الإخبارية والتليفزيون، ودائما ينتقى معلومته من مواقع التواصل الاجتماعي.


وحذر من خطورة الدور الذي يلعبه الإعلام المضاد والقنوات المأجورة، معولاً على الدور الكبير الذي يجب أن يلعبه أصحاب القنوات الفضائية الخاصة، وأصحاب رؤؤس الأموال من خلال تشكيل كيان موحد، وانتهاج سياسة موحدة للرد على الشائعات ومواجهتها، وكذلك تخصيص عدد من البرامج بالقنوات للرد على كل ما يصدر من قنوات الإخوان والقنوات المعادية لمصر أولا بأول، مطالبا إياهم بأن يحذو حذو الإعلام الحكومي فى إدارته للأزمات من مطلق الحس الوطني.


حروب الجيل الرابع:


قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الشائعات من أهم أسلحة حروب الجيل الرابع التي ظهرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض كلاما مرسلا لا يعرف مصدره، ويحمل معلومات غالبا ما تكون مغلوطة.



وأوضحت منصور فى تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن غياب الثقافة لدى غالبية رواد مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلبا في تشكيل أفكار المواطن ومعتقداته، وهى النقطة التى تلعب عليها دائما الجماعات التخريبية، وأصحاب الأجندات الخاصة لبث أفكار مغلوطة ومشوشة.



ولفتت إلى أنه مع تشديد القبضة الأمنية في التصدي للجماعات التخريبية، لجأت تلك الجماعات إلى التخفي خلف أجهزة الحاسب الآلى، لنقل المعركة مع الوطن إلى منطقة أخرى، بغرض شن حروب غير مباشرة من خلال بث أفكار مسمومة وتخريبية، وهز الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة، لخلق حالة من اليأس لدى المواطنين،وهذا ما لمسناه خلال الأزمة الأخيرة لفيروس كورونا، حيث لا تكاد تمر ساعة إلا ونجد معلومات مغلوطة هدفها بث الذعر والخوف في قلوب المواطنين، لمحاولة إظهار أن الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها.



وأشارت إلى أن عدم وجود ضوابط تحكم مواقع التواصل الاجتماعي، ساعد على انتشار الشائعات من خلال توفير المناخ الذي يعمل على اتساعها، وتحقيق أهداف مروجيها بكل سهولة، وذلك من خلال توجيه عقول المواطنين إلى أفكار محددة تسهم فى تشكيل الوعي بطريقة تحقق الأهداف المنشودة من إطلاق الشائعات.


الشائعة أخطر أدوات الحروب النفسية:


قال الدكتور محمد عمارة، الخبير الإعلامي، إن الشائعات تعتبر أحد أدوات الحرب النفسية التي نشأت مع مطلع التاريخ، حيث يتم تصنيفها على أنه أخطر الحروب النفسية، التي طالما تسببت في هزيمة جيوش وضياع دول قبل أن تخوض حروبها.



وأضاف "عمارة" في تصريح لـ" الهلال اليوم"، أن أخطر أنواع الشائعات هى التي تتعرض للمزاج العام للمواطن، حيث تخاطب عواطفه، وتلعب على حاسة الخوف والترهيب لديه، ومن ثم يصبح المواطن بسببها فريسة سهلة يتم تشكيلها وفق أهداف مطلقي الشائعة.



ولفت عمارة إلى أن الجماعات التخريبية حريصة على تدشين جيوش من الكتائب الإلكترونية من خلال حروب الجيل الرابع، التي قامت بهدف على إسقاط دول، وذلك من خلال مخططات مدروسة، ينفق عليها أموال طائلة، مشيرا إلى ان هذا النوع من الحروب يعتمد على سياسة النفس الطويل، من خلال العمل على بث الشائعة تلو الأخرى، بهدف خلق حالة من عدم الثقة بين المواطن والحكومة، وإحداث حالة من البلبلة، كما ظهر مؤخرا عقب الإعلان عن ظهور فيروس كورونا.



وأكد الخبير الإعلامي، أن الشائعة غالبا ما تحقق أهدافها ما لم تقابلها خطط مدروسة من خبراء ومتخصصين للتوعية بخطورتها، مشيدا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال أزمة فيروس كورونا، حيث حرصت الحكومة من خلال مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة، وجميع الجهات المعنية بالأزمة على الظهور في الإعلام باستمرار، والرد على كل ما يتعلق بالفيروس، والرد على الشائعة من خلال التوعية والتحذير، وهو ما لم نعهده خلال أوقات سابقة، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة استفادت من أخطاء الماضي، ولم تترك الساحة للقنوات والجهات المأجورة لتعيث في الأرض تخريبا وإفسادا.


    الاكثر قراءة