الجمعة 28 يونيو 2024

وزير الأوقاف: إكرام الشهداء وأسرهم ضرب من الوفاء لهم وللوطن

أخبار13-3-2020 | 17:19

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الشهادة في سبيل الوطن عز وشرف وتاج فخار وإكرام الشهداء وأسرهم ضرب من الوفاء لهم وللوطن، وأن الأخذ بالأسباب واجب شرعي ووطني، وأن الشدائد لا تقابل بالجزع إنما بالتضرع واللجوء إلى الله والتراحم فيما بيننا.

وأشاد وزير الأوقاف -في خطبة الجمعة بمسجد التليفزيون- بعمال الخدمات ورجال الجيش والشرطة الذين لم يتقاعسوا عن العمل في الظروف الراهنة، داعيا إلى أهمية التفرقة بين فقه الأحوال الطبيعية وفقه النوازل "البلايا والمصائب والشدائد" وتصويب العادات الخاطئة، ومؤكدا أن فقه النوازل دليل على سعة الشريعة ومرونتها ولا يجوز تأخير البيان فيه عن وقت الحاجة.

وأوضح أنه مهما كانت الشدائد لا يمكن أن ننسى شهداءنا أبناء الوطن الأوفياء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل وطنهم، مشيرًا إلى تكريم رب العزة سبحانه وتعالى ونبيه عليه الصلاة والسلام، وأن من إكرام الشهداء أن نكرم أباءهم وأمهاتهم وأسرهم.

وقال إن الشدائد تظهر معادن الرجال، مشيدا بكل من يعمل لحماية هذا الوطن في ظل تلك الظروف الجوية من رجال الجيش والشرطة والمطافئ والمياه والصرف الصحي والكهرباء والإسعاف والمخابز، وتابع "لستم وحدكم فكل رجال الدولة جميعهم على قلب رجل واحد إلى جانبكم على مدار الساعة"، وأكد أن الدولة حريصة على أبنائها وأن الأخذ بتوصيات الجهات المختصة في وزارة الصحة يتسق مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى النظافة التي جعلها الإسلام نصف الإيمان.

وأكد الوزير أنه من الأولى في هذه الأيام عدم الإكثار من المصافحة أخذًا بأسباب الوقاية والاحتياط ويتعين مراعاة متطلبات السلامة التي تؤكد عليها الجهات الطبية من المداومة على تنظيف اليدين، أما المعانقة فقد قال الإمام مالك بكراهتها أصلًا، ونسب الطحاوي ذلك أيضا إلى الإمامين أبي حنيفة ومحمد، وتكره عند الشافعية إلا لقادم من سفر، وقال الحنابلة وأبو يوسف بإباحتها، على أن القول بإباحة المعانقة عند من أباحها مقيد بما لم يكن هناك داء يخشى نقله من خلالها أو بسببها.

وأوضح أنه تقرر في قواعد الشرع الحنيف أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وللمسلم في أوقات السعة أن يأخذ بأي الآراء من غير أن ينكر من أخذ برأي على من أخذ برأي آخر، فلا إنكار في مسائل الخلاف، إنما ينكر على من خرج على المتفق عليه عند أهل العلم المعتبرين في ضوء مراعاة ظروف الزمان والمكان والأحوال، وأكد أن للنوازل أحكامها المعتبرة شرعًا وفي قواعد الشريعة التي جاءت برفع الحرج وإزالة الضرر سعة على الجميع وكل ذلك من سماحة الدين التي جعلته رحمة للعالمين، مشيرًا إلى ان الأولى في الظروف التي نحن فيها هو الأخذ برأي من قال بعدم المعانقة لأن الحفاظ على الروح مقدم على أي شئ أخر.

وشدد على أن أي إنسان مصاب بأي داء يتعمد نقله للآخرين فنقله إلى إنسان فمات فهو قاتل عمدًا، فإن كان مهملًا أو غير مبال فنقله إلى شخص فمات فهو آثم وقاتل خطأ، مشيرا إلى أن البعض يربط الأحداث الجارية بالأحاديث التي تتحدث عن قرب قيام الساعة في حين أن علم الساعة عند الله وحده فمن ذا الذي يتجرأ على الله (عز وجل) بالخوض في أمر توقفَ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الحديث فيه والذي ينبغي أن نشغل به هو ماذا أعد كل منا للقاء ربه.

وأكد أن الشدائد لا تقابل بالجزع ولا بالسخط وإنما تقابل بالرضا بقضاء الله وقدره والصبر والتسليم والتضرع إلى الله والتكافل بأن يأخذ القوي بيد الضعيف والغني بيد الفقير، كما تحتاج منا جميعًا إلى روح التراحم والتكافل والتعاون وأن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا وغنينا بيد فقيرنا ونُغيث بعضنا بعضا.