كتبت : أماني محمد
اعتاد المصريون على الاحتفال بيوم شم النسيم بطقوس موروثة منها الذهاب إلى الحدائق العامة، ولا يمنع ضيق ذات اليد البسطاء والمنتمين إلى الطبقات المتوسطة والفقيرة من التنزه والاستمتاع بهذا اليوم، فكل يحاول حسب قدرته ليدخل البهجة إلى بيته ونفوس عائلته بأبسط الأشياء.
في حين تبقى مزارات بعينها هي مقصدهم في المناسبات والأعياد يتجهون إليها حاملين زاد يومهم ليقضوا وقتهم ويغيروا من روتين حياتهم قليلا، وخاصة أن غلاء الأسعار وضيق المعيشة جعل الكثير من الأسر تغفل بند التنزه باعتباره رفاهية غير ذات أولوية وسط أساسيات أخرى عليهم توفيرها.
وتمثل الحدائق العامة والساحات الخضراء المنتشرة في الميادين الرئيسية "فسحة" لكثير من الأسر، وأبرز تلك الأماكن حديقة عرب المحمدي بالدمرداش والمساحات الخضراء أمام جامعة القاهرة، وميدان حدائق القبة حيث الساحات المزروعة وألعاب الأطفال، وكذلك حديقة الأزبكية والحديقة الدولية في مدينة نصر، والميريلاند قبل أن يطالها الإهمال والتخريب، وابن سندر بمصر الجديدة واليابانية بحلوان.
وكانت حديقة الحيوان ولا تزال ذات مكانة خاصة لدى الأسر والعائلات لقضاء وقت ممتع مع أطفالهم وهي اختيار مفضل لأسرة محمد حسن الرجل الثلاثيني، فيذهب معهم ليس بشكل سنوي إنما بين الحين والآخر، فيقول إن يوم شم النسيم سيقضيه مع عائلته في حديقة الحيوان التي هي مكان آمن نسبيا ورخيص السعر ومقبول لدى أسرته.
ورغم مميزاتها التي تجعله يفضلها فهو يرى أن الحديقة تعاني حاليا من حالة إهمال شديد في النظافة والاهتمام بالحيوانات التي تبدو عجوز مريضة، مضيفا "هي مكان حلو ورخيص ثمن تذكرتها خمسة جنيهات وهذا مقبول، لكن الحيوانات حالتها ورائحتها سيئة، فغياب النظافة مشكلة بها، بالإضافة إلى أن الحيوانات نفسها كبيرة السن وبعضها غير موجود".
وليست حديقة الحيوانات الوحيدة المفضلة لدى بعض الأسر فهناك أيضا حديقة الأورمان التي تتميز برخص تذكرة دخولها وكبر مساحتها، فضلا عن أنها تستضيف خلال تلك الفترة معرض الزهور حيث مجموعة كبيرة من النباتات والأزهار والمنتجات الزراعية وكذلك الحيوانات الأليفة فأصبح وجهة مقبولة لدى كثير من الأسر.
فيما تفضل أسرة جهاد محمد قضاء اليوم بعيدا عن الحدائق وتذهب إلى الملاهي الشعبية، وتوضح ابنة حي المطرية أن الألعاب الموجودة بأرض فضاء في ميدان المسلة أو تلك الواقعة في شارع بورسعيد مكانا ترفيهيا مقبولا ورخيص الثمن مقارنة بغيرها من مدن الملاهي الكبرى.
وتبقى منطقة القناطر الخيرية وجهة لأسرة هاني يونس في شم النسيم لأنها مكان جديد وتغيير بعيدا عن جو العاصمة الخانق حسب رأيه، مضيفا أنه يجمع عائلته في هذا اليوم ويستقلوا سيارتهم لقضاء اليوم أمام الشلالات النيلية.
ورأى أن البعض قد لا يفضلها بسبب بعد مكانها وأن ارتفاع أسعار المراكب النيلية والخدمات داخل المنتزهات قللت من الإقبال، لكنها لا تزال تستقبل الزوار في هذا اليوم فتنشط رحلات المراكب النيلية من مراسي القاهرة والجيزة المتجهة إلى القناطر.
وكانت حديقة الأزهر واحدة من الوجهات المفضلة للأسر بسبب أمنها والنظام والنظافة بها لكنها باتت أعلى من قدرة البعض بسبب ارتفاع ثمن تذكرة دخولها وتحديدا في عطلات نهاية الأسبوع والأجازات الرسمية، فيبلغ سعر تذكرة الكبار بها عشرة جنيهات طوال الأسبوع فيما عدا الجمعة والسبت تكون بـ15 جنيها، أم الأطفال حتى سن 12 سنة تكون بعشرة جنيهات خلالهما وبقية الأسبوع بسبعة جنيهات، وفي العطلات الرسمية تكون 20 جنيها للكبار و15 للأطفال.