الثلاثاء 25 يونيو 2024

ذكرى ميلاده.. عمار الشريعي «غواص بحر النغم»

16-4-2017 | 22:37

كتب : خليل زيدان 

قد يحجب الله عن الإنسان إحدى نعمه، لكنه يعوضه بأشياء لم تكن في حسبانه، عندما يرى اجتهاده وإصراره ليصل إلى قمة المجد، مغردًا في سرب إبداعاته وفنه الراقي.. أنه الموسيقار عمار الشريعي.

في ذكرى ميلاده نغوص قليلاً في مشواره الفني ونظهر بعض المحطات في حياته الشخصية.

ولد عمار الشريعي بمدينة سمالوط في 16 إبريل 1948 في محافظة المنيا، والتحق في فترة الطفولة بمركز لرعاية المكفوفين بالمحافظة، وكان المركز يعد الأطفال آنذاك للالتحاق بالأزهر، لحثهم على حفظ القرآن وفهم علوم الدين أو إعدادهم للالتحاق بمصانع خاصة بالمكفوفين أو إلحاقهم بعد التخرج بمعهد الموسيقى.

حفظ عمار خمسة أجزاء من القرآن، وبدأت أذنه تميل إلى أنغام الآلات الموسيقية بالمركز، مما جعله يهوى العزف على البيانو وأيضاً أصبح ماهراً في السباحة.

والتحق "عمار" بعد ذلك بالمدرسة الثانوية وزاد تعلقه بالموسيقى من خلال برنامج الوزارة الموسيقى، الذي وضعته خصيصاً للمكفوفين، وبعد الثانوية ألتحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وبعد تخرجه بدأ العمل عازفاً على الأوكرديون في أحد الملاهي بشارع الهرم.

وأغضب هذا العمل والدته وبعد فترة ترك عمار العمل، وبدأ في التلحين وكانت أولى المطربات التي لحن لها هي مها صبري، فقد لحن لها أغنية "إمسكوا الخشب"، عام 1975 وبدأ بعدها في وضع الموسيقى التصويرية للمسلسلات والأفلام بعد أن اشتهر لحن مها صبري.

وكان مسلسل الأيام من أوائل المسلسلات التي وضع الشريعي موسيقاه التصويرية عام 1979، وبدأ في تكوين فرقة الأصدقاء عام 1980، وأصبح الشريعي عازفاً للأورج بدلاً من الأوكرديون، وحققت الفرقة نجاحاً باهراً بما قدمته من أغانِ تظهر تناقضات المجتمع، وشاركه في الفرقة منى عبد الغني وعلاء عبد الفتاح وحنان.

لم تقتصر موهبة عمار الشريعي فقط على العزف والتلحين بل قام أيضاً بتجربتين في الغناء، واحدة في فيلم "البرئ" بعنوان "الدم اللي في إيديا" والأخرى بمشاركة هدى عمار وهي "ملعون في كل كتاب".

وقدم الشريعى، برنامجاً آخر يعتمد على استضافة نجوم ورموز الطرب وعمل على إعادة تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ وأمجاد تلك النجوم مع مناقشة روائع أعمالهم، وفي التليفزيون أيضاً قدم برنامج المسحراتي، وفي الإذاعة قدم برنامج على راديو مصر.

وتجاوزت أعمال الشريعى الفنية الـ 220 عملاً، منها ما لحنه كموسيقى تصويرية للأفلام بلغت 50 فيلماً، منها البريء وكراكون في الشارع وقفص الحريم وأيام في الحلال والجريح وحب في الزنزانة وشاطئ الحظ والشك يا حبيبي وآه يا بلد وابنتي والذئاب وأحلام هند وكاميليا وعصفور الشرق والصبر في الملاحات والبداية ورمضان فوق البركان.

أما ألحانه للمسلسلات، فبلغت قرابة الـ 150 مسلسلاً، منها أرابيسك ودموع في عيون وقحة والبراري والحامول وأوبرا عايدة وعودة الروح وأبنائي الأعزاء شكراً وعفاريت السيالة وريا وسكينة وأبو العلا البشري ونصف ربيع الآخر.

ووضع أيضاً الألحان الموسيقية لتسع مسرحيات، منها الواد سيد الشغال ورابعة العدوية وحب في التخشيبة وعلشان خاطر عيونك وإنها حقاً عائلة محترمة.

نال عمار الشريعي العديد من الجوائز، حيث حصلت موسيقاه لفيلم "البرئ" على جائزة مهرجان فالنسيا بأسبانيا، وأيضاً كرم في مهرجان فيفييه بسويسرا.

ونال وسام التكريم من الطبقة الأولى مرتين من السلطان قابوس، وأيضاً وسام التكريم من الطبقة الأولى من ملك الأردن، وجائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لمدة سبعة عشر عاما، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة  ومع الاحتجاجات الأولى، التي بدأت في يناير 2011، نزل عمار الشريعي للتضامن مع المحتجين وأصيب بأزمة قلبية اضطرته للسفر للخارج؛ لإجراء عملية قلب مفتوح ثم تماثل للشفاء، وبعد ذلك واجهته مشكلات أخرى في الرئة اضطر حينها للعلاج بأحد المستشفيات بالقاهرة إلى أن وافته المنية في 7 ديسمير 2012