الإثنين 20 مايو 2024

مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» تنتصر علي الإرهاب

17-4-2017 | 11:04

كتب : محمد جمال كساب

محاولة جادة لمحاربة الأفكار المتشددة للجماعات المتطرفة الإرهابية الوهابية الإخوانية الداعشية التي تحرم الفن والإبداع باسم الدين وهو منها براء.. تقدم لنا مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» رؤية معارضة لهذه الأفكار وتنتصر للحب والفن والجمال والحياة في إطار غنائي استعراضي علي مسرح الطليعة تأليف محمود جمال إخراج تامر كرم الحائز علي جائزة، الإخراج الأول للمهرجان القومي للمسرح الأخير بطولة د. علاء قوقة وياسر صادق وهند عبدالحليم وميرنا الأمين ومحمد ناصر وأحمد الجوهري وأحمد الجندي ديكور محمد سعد ملابس مروة منير، دراما حركية عمرو ماتريك، موسيقي أحمد نبيل.

يقول المخرج تامر كرم: شغلتني قضية تحريم الفن من قبل التيارات المتشددة التي تقول إنه حرام رغم أن الله جميل يحب الجمال وخلق المواهب الفنية لكي يستمتع بها الناس لذلك فكرت في تقديم هذه الفكرة مع المؤلف الشاب محمود جمال فقدمنا مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» التي يدور فيها الصراع بين شقيقين أحدهما «د. علاء قوقة» المتشدد بأفكاره الذي يمنع الفن والغناء وكل ما هو جميل في الحياة ويقتل ويعذب الناس والآخر ياسر صادق الذي يمثل الجانب المتسامح الذي يؤمن بأهمية الفن ولديه أمل وينتصر بأفكاره علي شقيقه.

مشيرا إلي أن المسرحية استغرقت وقتاً طويلاً في البروفات أكثر من شهرين ونصف الشهر وبذلنا مجهوداً شاقاً في التدريبات لأكثر من 60 ممثلا وراقصا وموسيقيا وكان هناك صعوبة في تجميع هذا العدد الضخم في وقت واحد.

موضحا أن هدفي تقديم فن هادف بإبداع مرتكز علي نظريات ستانسلافسكي وارسطو بتقديم عرض يتوحد معه المتلقي.

ويضيف: والحمد لله ردود الفعل جيدة واتمني أن يعود الجمهور من جديد للمسرح وتقديم ما يلامس قضايانا وأن تفتتح المسارح المغلقة التي أثرت سلبا علي الحركة الفنية.

يقول الفنان د.علاء قوقة الحاصل ثلاث مرات علي جائزة أفضل ممثل بالمهرجان القومي للمسرح آخرها العام الماضي عن دور «كريون» في مسرحية من إخراج تامر كرم.

أنا سعيد جدا لمشاركتي بطولة مسرحية «يوم أن قتلوا الغناء» مع مجموعة من الشباب الواعد إخراج تلميذي تامر كرم وأجسد «شخصية الحاكم الديكتاتور الذي يبني فكرة في ذهنه المريض ويتبناها وتنمو معه ويستخدم سلطته لكي ينفيذها ويأمر الناس بالالتزام بها حيث اختراع إلهاً صنماً يقوم بعبادته ويدعي أنه يأمره بمنع الحب والعلاقات الإنسانية ومن يعارضه يتم إعدامه في النهاية يعترف بخطئه وهزيمته أمام إرادة الشعب لكن بعد فوات الأوان ويقتل نفسه.

يتخلل الشخصية بعض الملامح الكوميدية مضيفاً: الصعوبة التي قابلتني هو تناول الجانب الاسطوري وكيفية إيصاله للجمهور وهذا استغرق مني وقتا طويلا في التحضير لأن هذه الأدوار تحتاج الدقة والبساطة في تمثيلها حتي تصل فكرتها للمتلقي.

والحمدلله استطعت تحقيق هذه المعادلة الصعبة وتقديم دور مميز أشاد به الجمهور والنقاد خاصة مع المخرج الواعد تامر كرم بامتلاكه لأدواته ووعيه بهدف المسرحية.

وتضيف الممثلة هند عبدالحليم أجسد شخصية كورمن الفتاة الحالمة الرومانسية بمشاعرها الرقيقة التي تقوم مع حبيبها «ايريوس» طارق صبري بتحدي الملك الديكتاتور والذي يحاول قتلهما لكنهما يتمردان وينتصران عليه في النهاية ويقومان مع الشعب ببناء السفينة للنجاة بها قبل الطوفان.

مشيرة إلي أن الدور ممتع جدا وجديد من حيث توصيل الأداء المختلف بسهولة للجمهور والتصدي لكل المتطرفين الذين يريدون قتل الحب حيث أقوم بالتمثيل والغناء بالمسرحية وبشير الممثل محمد ناصر أقدم دور «فراط» رمز الحب في المسرحية ويقتل مع حبيبته «لوسلا» ميرنا الأمين بأوامر الملك الظالم لانهما يحبان الغناء والحياة ومع ذلك فهو يموت، ولديهما الحلم والأمل في التخلص من هذا الظلم وبالفعل يحدث ما كانا يؤمنان به ويظهران كأشباح مع من قتلوا من الشعب ويشاهدان الحلم يتحقق أمامهما ببناء السفينة وموت الحاكم الظالم.