أثارت إصابة عدد من الأطباء والأطقم الطبية العاملين بعدد من
المستشفيات بفيروس كورونا، حالة من القلق لدى جميع أجهزة الدولة والمواطنين، نظرا
لإيمان القيادة بأن المنظومة الطبية في مصر بمثابة خط الدفاع الأول في مواجهة انتشار
الفيروس والقضاء عليه وجه الرئيس السيسي، بسرعة الكشف
الطبي على العاملين والمترددين على المعهد القومي للأورام، واتخاذ كل الإجراءات الوقائية
هناك، وذلك بعد اكتشاف إصابة عدد من العاملين فيه بفيروس كورونا المستجد.
وجدد الرئيس التأكيد على أولوية سلامة وصحة
المواطنين بالمقام الأول، في إطار إدارة الدولة لأزمة مكافحة فيروس كورونا المستجد".
كما أمر الرئيس السيسي بسرعة الكشف الطبي
على الأطباء وأطقم التمريض، بالإضافة إلى المرضى الذين ترددوا على المعهد خلال الأسبوعين
الماضيين، للتأكد من خلوهم من وباء "كورونا".
ووجه بضرورة حصر كافة المخالطين لأي حالات
إيجابية، وإجراء الكشف الطبي عليهم أيضا، مع توفير الرعاية الكاملة لكافة الحالات المصابة،
من إجراءات طبية فورية للعزل والعلاج.
الرهان على المواطن
قال الدكتور محمد العماري رئيس لجنة الشؤون
الصحية بمجلس النواب، إن مصر تسطر ملحمة كبيرة في مواجهة انتشار فيروس كورونا، بتكاتف
جميع أجهزة الدولة، مضيفا "إننا نحتاج فقط إلى قيام المواطن بدوره في الالتزام
بما تطالبه به الدولة حفاظا على حياته، وحياة من حوله".
وشدد العماري في تصريح لـ«الهلال اليوم»،
على ضرورة توفير الحماية اللازمة لجميع أفراد المنظومة الصحية، وخاصة الأطقم الصحية
المتعاملة مع المصابين بفيروس كورونا، والعاملين بمستشفيات العزل من خلال التعقيم والتطهير
المستمر، وتوفير أدوات الحماية للأطباء والأطقم الطبية من كمامات وقفازات، وكافة مستلزمات
الوقاية من العدوى.
ولفت إلى ضرورة وجود رقابة مستمرة لمتابعة
تنفيذ جميع الأطقم لإجراءات الوقاية من الفيروس، وخاصة خلال التعامل مع المصابين بالفيروس
والمخالطين لهم، مطالبين الأطباء بأخذ الحذر خلال التعامل مع الحالات المشتبه بها،
لحين التأكد من سلامتهم.
وأكد العماري أن لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان
حريصة على التواصل مع وزارة الصحة على مدار الساعة، من أجل متابعة كل ما يتعلق بأزمة
انتشار الفيروس، ومتابعة تنفيذ إجراءات الوقاية منه، وكذلك متابعة حالة الأطقم الطبية،
وتنفيذ مطالبهم.
وتابع رئيس لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان:
"كذلك تقوم اللجنة بتلقي طلبات الأعضاء وملاحظاتهم في هذا الشأن، ورفع تقرير بها
إلى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، والذى يقوم بدوره بإرساله إلى السلطة التنفيذية
عن طريق رئيس مجلس الوزراء".
التنسيق بين جميع أجهزة الدولة
وعلق النائب سامى المشد عضو لجنة الشؤون
الصحية بمجلس النواب، على أزمة انتقال عدى انتشار فيروس كورونا إلى عدد من الاطباء،
وبعض الأطقم الطبية في عدد من المستشفيات، مؤكدا أن هذا الأمر يحدث في جميع دول العالم،
بسبب تعرض بعض أفراد الأطقم الطبية للعدوى من أحد المرضى أو المخالطين لحالة مصابة.
وأضاف المشد في تصريح لـ«الهلال اليوم»،
إن الأطباء هم خط الدفاع الأول في مواجهة انتشار الفيروس، مشددا على ضرورة أن يتوفر
لهم جميع وسائل الحماية بأعلى جودة، من إجراء عمليات المسح الطبي للأطقم الطبية من
أطباء وتمريض وعاملين وإداريين، وتوفير الكمامات، والقفازت الطبية، والتعقيم المستمر.
وأكد أن معظم الأخطاء التى تسبب العدوى
ترجع إلى أن بعض العاملين في هذه المستشفيات يعملون في أكثر من مكان في آن واحد، ما
يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بل ونقله إلى المحيطين بهم بطريقة غير مباشرة.
وأشار المشد إلى أن اللجنة تواصلت بالفعل
مع وزارة الصحة التى حرصت على التأكيد على توفير جميع وسائل الحماية للأطباء والأطقم
الطبية العاملة في مستشفيات العزل بدرجة عالية للغاية، كما أكد أن الدولة المصرية وعلى
رأسها الرئيس السيسي تقدر الدور الكبير الذى يقوم به أبطال المنظومة الصحية، والذى
ظهر في القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس السيسي وعلى رأسها قرار زيادة بدل المهن
الطبية الذى طالما نادينا بتطبيقه مرارا وتكرارا.
الوقاية خير من العلاج
وأكد الدكتور خالد سمير عضو مجلس نقابة الأطباء،
أن اتخاذ اجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورونا أفضل كثيرا من العلاج، موضحا أن لذلك
لن يتأتى إلا من خلال توفير جميع وسائل الوقاية المعترف بها عالميا، من أدوات، وتعقيم
مستمر، وتوفير أقنعة مانعة لاستنشاق الجسيمات، وكمامات، وقفازت معقمة، وتقليل عدد المتواجدين
بالغرف، والتطهير الدائم والمستمر للأسطح والغرف والممرات، بجانب النظافة الشخصية الدائمة،
وكذلك إجراء تحاليل مستمرة للأطقم الطبية والمرضى والمخالطين.
وأرجع عضو مجلس نقابة الأطباء في تصريح
لـ«الهلال اليوم»، أزمة انتقال عدوى فيروس كورونا لعدد من الأطقم الطبية في بعض المستشفيات،
إلى عدم تطبيق اشتراطات مكافحة العدوى، بجانب نقص بعض أدوات الوقاية من العدوى في عدد
من المستشفيات العامة، التى يدخلها المريض، ومن ثم يصبح جميع الموجودين بالمستشفى عرضة
للعدوى.
وأضاف سمير إن هناك عدد من الأطباء وأطقم
التمريض يعانون من قلة دخلهم، مما يجعلهم مجبرين على العمل في أكثر من مستشفى، مما
يسبب نقل العدوى من مكان إلى آخر.
وأكد أن نقابة الأطباء على تواصل مستمر
مع وزارة الصحة، للمطالبة بتوفير الامكانيات التي تساعد الأطقم الطبية على تأدية عملها،
وتذليل كافة العقبات التي تعوقهم من منطلق حرصها على سلامة الأطباء وجميع الأطقم الطبية.
كما أكد سمير، أن فرص انحسار الفيروس في
مصر كبيرة للغاية، مشيرا إلى أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، بفضل حزمة القرارات التي
تم اتخاذها منذ ظهور الفيروس في مصر.