حصد وباء فيروس كورنا أرواح ما يقرب من 500 شخص في أرجاء القارة حتى نهاية الأسبوع الأول من أبريل الجاري، وفق الأرقام الرسمية المعلنة من حكومات القارة، ولم تستثن الجائحة العالمية فئة عمرية بعينها، فرغم أن معظم الضحايا كانوا من كبار السن فإنها امتدت لتقطف عمر صبي لم يتجاوز السادسة من عمره وأزهقت أيضاً أرواح شباب في عمر الزهور.
وشملت قائمة ضحايا كورونا في قارة أفريقيا سياسيين ووزراء وإعلاميين وفنانين ورياضيين ومشرعين وشخصيات بارزة من بينهم:
رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمد جبريل، الذي تولى رئاسة الحكومة في أعقاب إطاحة الرئيس السابق معمر القذافي في عام 2011. وتوفي جبريل عن عمر يناهز الـ68 عاماً متأثراً بمرض كورونا في إحدى المستشفيات المصرية، وقد أكد حزبه الذي تأسس على يديه في عام 2012 الخبر في الخامس من أبريل الجاري، ويقول أمين حزب "تحالف القوى الوطنية"، خالد المريمي، إن جبريل كان يعالج لمدة اسبوعين في إحدى مستسفيات القاهرة بعد تعرضه لأزمة قلبية، وتبين إصابته بالفيروس وتم عزله في الحجر الصحي.
ومن الضحايا رئيس الوزراء الصومالي الأسبق نور حسن حسين، المعروف باسم نور عدي، الذي توفي عن عمر يناهز 82 عاما متأثراً بتداعيات فيروس كورونا، وامتلأ موقع تويتر بتغريدات تعزية للفقيد الصومالي، الذي مات متأثراً بمرض كورونا في العاصمة البريطانية لندن.
وكان نوي عدي تولى رئاسة الحكومة الصومالية منذ نوفمبر 2007 وحتى فبراير 2009، وتولى منصب النائب العام إبان حكم الرئيس الصومالي السابق سياد بري الذي أطيح به في عام 1991.
كما رحل الصحفي السنغالي والرياضي بابي ضيوف، وقد نعا السنغاليون أول ضحاياهم من فيروس كورونا بمزيد من الألم، وكان بوبي ضيوف، الذي توفي عن عمر 68 عاما، صحفياً وعمل مديراً رياضياً لنادي مارسيل الفرنسي خلال الفترة من 2005 إلى 2009.
وكتب الرئيس السنغالي ماكي سال على موقعه الرسمي على تويتر بأنه يتابع عن كثب الحالة الصحية لضيوف بعد خضوعه للعلاج في غرفة رعاية فائقة في إحدى مستشفيات داكار، وقد وافته المنية متأثراً بأعراض فيروس كورونا، وحظي ضيوف بود واحترام شديدين من جمهوره ومحبيه بوصفه صاحب شخصية قيادية محبوبة في السنغال وفرنسا والعديد من البلدان الأفريقية.
ونعاه الرئيس السنغالي قائلاً "أعزيكم في شخصية رياضية عظيمة"، ووكتب نادي مارسليا الفرنسي على موقعه الإلكتروني "بابي... سبتقى على الدوام في قلوب محبيك من أهالي مارسيليا كأحد البناءين العظام في هذا النادي."
وتوفى أيضا الفنان أرلوس مابيلي، والذي يسميه جمهوره في فرنسا والقارة الأفريقية "ملك السوكوس"، وهو رائد لتلك الموسيقي التي تحاكي موسيقى ورقصات الرومبا العالمية ولكن بنكهة أفريقية خالصة، وينحدر مابيلي من الكونغو- برازافيل وانتقل في الثمانينيات للعيش في فرنسا، وتوفى في إحدى مستشفيات باريس متأثراً بمرض كورونا في منتصف مارس الماضي.
كمل رحل الرئيس الأسبق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، يومبي أوبانجو، الذي توفي في أواخر مارس الماضي بإحدى مستشفيات باريس عن عمر يناهز الـ81 عاماً، وتولى رئاسة الكونغو في أبريل 1977 وأطيح به في فبراير 1979، وحكم عليه بالسجن حتى عام 1991، وتولى رئاسة الورزاء تحت قيادة الرئيس باسكال ليسوبا في عام 1992 حتى اندلاع الحرب الأهلية في 1997، ونفي إلى فرنسا ولم يُسمح له بالعودة إلى البلاد إلا في عام 2007.
ومن بين ضحايا كورونا الموسيقار الأفريقي الكاميروني الشهير مانو ديبانجو، الذي يعد رائداً لموسيقى الجاز الأفريقية، توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، وقد كشفت عائلته نبأ وفاة المغني وعازف الساكسفون الشهير متأثراً بفيروس كوفيد- 19.
ولد ديبانجو في بلدة دوالا الكاميرونية وتشرب مهاراته الموسيقي من مشاركته في التراتيل الدينية بكنائس البلدة، واشتهر بالمزج بين موسيقى الجاز والفانك والموسيقى الشعبية التقليدية الكاميرونية.
وتأثر ديبانجو بموسيقات الفرق العالمية في السبعينينات من التسعينيات من القرن الماضي، وتولى إدارة فرقة الكاميرون الموسيقية، وتعد معزوفة "روح ماكوسا" أشهر مقطوعاته الموسيقية، واختارته اليونيسكو فناناً للسلام في عام 2004، وقام برفع قضايا ضد مايكل جاكسون وريهانا في عام 2007 متهما كليهما باستغلال وسرقة ألحانه بصورة غير قانونية.
وفي الكونغو الديمقراطية أيضاً، فقد الرئيس فليكس تشيسكيدي أبرز معاونيه القانونين جراء فيروس كورونا، فقد توفي جين- جوزيف موكيندي وا مولومبا، الذي تولى منصب القائم بأعمال المجلس الاستشاري القانوني الرئاسي، ويعتقد أنه مات متأثراً بفيروس كورونا الذي أصيب أثناء قيامه بفحوص روتينية في فرنسا أخيراً.
وبصفته محامياً شهيراً في مجال حقوق الإنسان، تصدى مولومبا للعديد من القضايا الحقوقية في البلاد، وقد عمل مساعداً لوالد الرئيس الراحل إيتينا تشيكيدي، كما مثل المعارض السياسي مويسي كاتومبي وغيره من السياسيين في صراعهم مع الرئيس الأسبق جوزيف كابيلا أثناء محاولته تمديد فترة رئاسته في الحكم.
وقد اعتبر كثيرون من الكونغوليين موت مولومبا خسارة كبيرة، ونعاه الناشط الحقوقي الشهير أنيكي فان ووندينبرج على تويتر قائلاً "لقد كان من الشخصيات العظيمة، سوف تفتقده بلاده وحركات حقوق الإنسان".
البرلمانية روز ماري كومباوري في دولة بوركينا فاسو، كانت أولى ضحايا فيروس كورونا التي أعلنتها البلاد في 17 مارس الماضي، وكانت هي أول سيدة أيضاً تتولى نائبة رئيس البرلمان في بوركينا فاسو، وتوفيت عن عمر 62 عاماً وكانت تعاني أخيراً مرض السكري وبعض الاضطرابات الصحية.
وشارك العديد من الشخصيات البارزة في نعيها على صفحات المواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم رئيس البلاد،مارك روش كابوري، ورئيس المجلس الوطني (البرلمان)، ألاساني بالا ساكاندي، ويعلق منسق "لجنة الاستجابة لأزمة كورونا"، مارشيال أوديراوجو، قائلاً "تدعونا تلك المأساة جميعاً إلى إدراك مدى المشكلة التي تواجهنا وفداحتها. فالمرض معدٍ للغاية، وقد يكون مميتاً، ولا يوجد حتى الآن علاج يقينا منه."