وصف برلمانيون مبادرة "أهالينا" التي أطلقتها الحكومة المصرية بأنها خطوة في إطار سلسلة إجراءات الدولة لدعم العمال غير المنتظمة والتي تضررت بسبب أزمة فيروس كورونا، موضحين أن هذه المبادرة تستهدف تعظيم الموارد وتحقيق التكافل الاجتماعي، لأن الوقت الراهن يتطلب التكاتف المجتمعي لرفع الأعباء عن المتضررين.

وأطلق مجلس الوزراء، مُبادرة "أهالينا" التي تدشنها الحكومة المصرية من خلال شراكة مجتمعية تحت شعار "إيد مع إيد تساعد"، لدعم العمالة غير المنتظمة المتأثرة بالأضرار الاقتصادية التي فرضتها أزمة فيروس "كورونا المُستجد" (كوفيد-19) على الاقتصاد المصري، لتعزيز مستوى الحماية الاجتماعية لأهالينا من أفراد وأسر.

وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، بأن هذه المبادرة، تعد واحدة ضمن الجهود الحالية لمساندة الأسر الأقل دخلا والعمالة غير المنتظمة المتضررة من أزمة "كوفيد-19"وتهدف إلى تقديم مساندة مادية مباشرة للفئات المتضررة جراء أزمة كورونا، من خلال إشراك القطاع الخاص والأفراد في التكاتف والتضامن في وقت الأزمة، مشيرا إلى وجود معايير صارمة وقواعد بيانات منقحة بدقة للفئات المستحقة للصرف.

وأوضح أنه سيتم إطلاق البوابة الإلكترونية "أهالينا"، والتى تتيح للجميع ( شركات – أفراد ) إمكانية التبرع من خلال الموقع الإلكتروني  www.Ahalena.gov.eg. مشيرا الى أنه من خلال "أهالينا"، يقوم المُتبرع بتحديد القيمة التي يرغب في تقديمها للمساهمة في التخفيف عن الأسر المتضررة، بأن يقوم بالضغط على زر (تبرع الآن)، لينتقل إلى نافذة أخرى لاستيفاء البيانات الشخصية للمتبرع، والاختيار ما بين تسديد قيمة التبرع في حساب رقم 2030 في بنك مصر، أو من خلال إرسال رسالة نصية قصيرة على رقم 2030 من أى شبكة محمول، أخذًا بعين الاعتبار أن هذا الحساب تابع للمؤسسة العامة للتكافل، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، كما أن هذه التبرعات سوف يتم تخصيصها فقط للعمالة غير المنتظمة المتضررة من أزمة "كوفيد-19"، بعد التأكد من استحقاقها لها.

 

تعظيم الموارد الإضافية

قال محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، إن الدولة المصرية استطاعت توفير الموارد لإدارة أزمة فيروس كورونا وتخفيف تداعياتها على المواطنين وخاصة الفئات الأكثر تضررا وعلى رأسهم العمالة غير المنتظمة عبر المنحة التي قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي صرفها لهم بقيمة 500 جنيها لمدة 3 أشهر.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مبادرة أهالينا التي أطلقتها الحكومة هي استكمال لهذه الإجراءات ولمنحة الرئيس، مضيفا إن احتياجات العمالة المؤقتة بالتأكيد كبيرة لذلك تعمل الدولة على تحريك كل أدواتها حيث ساهمت الموازنة العامة للدولة في توفير المبالغ المالية التي أعلنها الرئيس السيسي وفي الوقت نفسه تحفز مؤسسات المجتمع المدني والأفراد ورجال الأعمال على المساهمة في مساعدة هذه الفئة لتوفير الدعم الأكبر ولفترة زمنية أطول.

 

وأضاف إن الهدف من المبادرة هو تعظيم وتوفير موارد إضافية للمساعدة في دعم العمالة غير المنتظمة بصورة أكبر ولفترة زمنية أطول لأن المدى الزمني لأزمة كورونا لم يتضح هل سيكون 3 أشهر أو أكثر، موضحا أن الدولة والرئيس السيسي يعملون على تحريك المشاركة المجتمعية في موادهة التحديات وهناك العديد من المبادرات كان هذا هو هدفها مثل "حياة كريمة".

 

وأكد أن الهدف هو مساهمة المجتمع كله في مواجهة التحديات وعدم الاعتماد فقط على الموازنة العامة للدولة والتي بالفعل تواجه تحديات عديدة، مضيفا إنه من المهم تعظيم الموارد عبر دور المجتمع سواء من حيث العدد أو القيمة التي يتم منحها للمستهدفين أو حتى من ناحية الفترة الزمنية.

 

وأشار إلى أن المتضررين من أزمة كورونا كلما زاد الوقت زادت أعدادهم، مما يتطلب زيادة عدة المستفيدين وضمان استمرار دعمهم لفترة زمنية أطول، مؤكدا أن المواطنين يدركون أن الجميع في قارب واحد وأن الحفاظ على تماسك المجتمع وسلامته يستدعي التكافل، لأن زيادة معاناة البعض وعدم تلبية احتياجاتهم الأساسية يهدد المجتمع أجمع.

 

لا تأخر عن مساعدة أبناء الوطن

ومن جانبها، قالت مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن مبادرة أهالينا التي أطلقتها الحكومة لدعم العمالة غير المنتظمة جاءت بعد المنحة التي قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي صرفها لهم لمدة 3 أشهر بقيمة 500 جنيه ، والتي تعد قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى وتؤكد إدراك الرئيس معاناة كافة الأطياف وسعيه لرفع الأعباء عن المتضررين من أزمة فيروس كورونا.

 

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الشعب المصري تحمل الكثير من الأعباء منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادي وبدأ يجني ثمار هذا التحمل، مشيرة إلى أن الأزمة الراهنة بسبب وباء فيروس كورونا تدار بشكل جيد للغاية، وقد تكون مصر من أفضل الدول في إدارة هذه الأزمة.

 

وأضافت إن مبادرة أهالينا هي خطوة لتحقيق التكافل الاجتماعي، خاصة وأن هذا التكافل جزء من تكوين الشعب المصري وهو أمر يتجلى بوضوح في شهر رمضان وكافة المواسم، موضحة أن الأفراد من الطبقة المتوسطة من الفئات الأكثر مشاركة في مثل هذه المبادرات ويظهر هذا التكاتف في وقت الأزمات.

 

وأكدت أن هذه المبادرة ستنجح في تحقيق هدفها بتوفير مظلة لحماية العمالة المتضررة من أزمة كورونا، مضيفة إن كل فئات المجتمع تحاول أن تقوم بالتوعية لتحقيق المشاركة المجتمعية في هذه الأزمة ولن يتأخر أحد عن المشاركة في هذه المبادرة الوطنية لمساعدة أبناء وطنه.

 

«اتحاد العمال» يدعو رجال الأعمال للمشاركة

وقال محمد وهب الله، عضو مجلس النواب والأمين العام لاتحاد عمال مصر، إن مبادرة أهالينا التي أطلقتها الحكومة لدعم العمالة غير المنتظمة جاءت في توقيت مهم؛ لرفع الأعباء عن هذه الفئة التي تضررت بسبب انتشار جائحة كورونا، مؤكدا أنه يجب على جميع القادرين المشاركة في هذه المبادرة.

 

وأكد وهب الله فى تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العمالة غير المنتظمة هم أولى الفئات بالرعاية في مثل هذه الظروف، مضيفا "أهيب بكل المجتمع المدني ورجال الأعمال وكل الأفراد أن يساهموا في هذه المبادرة لتخفيف عبء وضرر على كل الأبناء الذي يعملون بشكل غير منتظم دون مصدر دخل ثابت".

 

وأوضح أن اتحاد العمال يشجع كل الفئات أن تشارك في هذه المبادرة وسيتواصل مع رجال الأعمال والأفراد للاشتراك في هذه المبادرة الطيبة، والتي ستساهم في رفع عبء كبير وضرر عن العمالة غير المنتظمة، مؤكدا أن الدولة تولي هذه الفئة اهتماما كبيرا، وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم منحة مالية لهم بقدر 500 جنيها لمدة 3 أشهر، وقد بدأ صرفها بالفعل قبل ثلاثة أيام.

 

تكاتف المجتمع لرفع الأعباء عن المتضررين

فيما قال فايز أبو خضرة، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن مبادرة أهالينا هي واحدة من سلسلة إجراءات ومبادرات مستمرة تتخذها الدولة لدعم العمالة غير المنتظمة لأنهم هم الفئة الجديرة بالاهتمام من كل أطياف المجتمع سواء الجمعيات الأهلية أو الدولة نظرا لأنهم تضرروا بشكل بالغ بسبب أزمة فيروس كورونا وتداعياته.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مثل هذه المبادرات هي السبيل للخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة، مؤكدا أن الوقت الحالي يتطلب تكافل الجميع لمساعدة هذه الشريحة لأنهم قطاع كبير، ويجب أن يتكاتف الكل لعبور هذه المحنة والتي يأمل الجميع أن تنتهي في القريب العاجل وتنجو مصر والعالم أجمع من هذا الخطر.

 

ودعا أبو خضرة رجال الأعمال وأصحاب الأعمال والمجتمع المدني والقادرين على المساهمة في هذه المبادرة، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على حماية العمال ولذلك دعا رجال الأعمال إلى عدم تسريح أي موظف بسبب تداعيات هذه الأزمة والحفاظ على رواتب العمال، كما قرر منح العمالة غير المنتظمة مساعدات مالية بقيمة 500 جنيه لمدة 3 أشهر.

 

وأكد أبو خضرة أن الوقت الراهن يتطلب تكاتف جميع فئات المجتمع مع الدولة وتقديم المساعدات اللازمة للعمالة غير المنتظمة لأن أعدادهم كبيرة، فهناك تقديرات تشير إلى وجود 10 مليون عامل باليومية وعمالة غير منتظمة، مضيفا إن تكاتف المصريين من الحكومة والمجتمع المدني ورجال الأعمال سيمكننا من عبور هذه الأزمة بأقل الخسائر.