مصر وهي في خضم معركتها الفاصلة الحالية ضد فيروس كورونا المستجد، لا تنسى الأيام الخالدة في تاريخها حيث ضرب التاريخ لسيناء موعدا خالدا مع يوم ٢٥ أبريل من كل عام ، موعد يذكر أبناء الشعب المصري باسترداد كامل أرضه في سيناء من المحتل الاسرائيلي بعد انسحاب أخر جندي إسرائيلي منها، تنفيذا لمعاهدة السلام التي أبرمت في مارس عام 1979 بين مصر وإسرائيل، باستثناء مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس عام 1989.
واليوم السبت تحل الذكرى الـ٣٨ لتحرير سيناء وعودة أخر شبر من أرضها لمصر، ويحل عيد تحرير سيناء هذا العام حاملا معه افتتاحات جديدة تؤكد من جديد اهتمام القيادة السياسية بملف تنمية سيناء، وعزمها على المضى قدما في تنفيذ المشروعات القومية التي تعزز هذا الهدف، رغم كل الظروف التي تمر بها مصر والعالم في الأونة الراهنة.
وافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أيام قليلة عددا من المشروعات القومية والتنموية بشرق قناة السويس، وأبرزها نفق الشهيد أحمد حمدي "2" أسفل قناة السويس، ومحطة معالجة مياه مصرف المحسمة بسرابيوم شرق قناة السويس، جاء بالتزامن مع تلك الذكرى العزيزة على نفس كل مصري، مؤكدا أنه إذا كان هناك يد تكافح هذا الوباء اللعين، فإن اليد الثانية تبني حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج والتنمية التي تسير وفق رؤية مدروسة محددة الملامح والتوقيتات.
والتوازن بين التنمية ومكافحة كورونا، ظهر جليا في حرص الرئيس ومعاونيه على اتباع الإجراءات الاحترازية بارتداء الكمامات وترك مسافة للتباعد الاجتماعي بين الحضور خلال مراسم الأفتتاح، فضلا عن توجيهه نحو حماية العاملين فى المشروعات القومية والالتزام بتوفير أعلى درجات الوقاية الاحترازية مع استمرار عملهم لضمان عدم توقف عجلة الإنتاج فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها العالم حاليا بسبب تفشى جائحة كورونا.
وكشف هذا التوازن عن جدية القيادة السياسية في تنفيذ كافة الخطط التنموية لشرق السويس وسيناء، وأن تلك المشروعات ستساهم بشكل كبير في توفير فرص عمل لشباب سيناء، ووضعها على خارطة التنمية.
رسائل التحدي الذي كتبها المصريون بجيشهم العظيم ودبلوماسيتهم بدأت بإصرارهم على تحرير أرض سيناء منذ ٣٨ عاما ، واستمر الخيط على استقامته إلى أن وصل هذا العام بالتأكيد على أن مصر لن تتوقف عن المضى قدما في مسيرتها نحو بلوغ أهدافها، تستكمل بطولاتها في ميدان تنفيذ المشروعات القومية العملاقة، رغم قرار تأجيل افتتاحها للعام المقبل حيث لم تمنعها أزمة كورونا ومطالب الحكومة بتقليل أعداد العاملين واتباع كل ما من شأنه الحفاظ على العمالة من مواصلة العمل في شكل ورديات من استمرار رحلة العمل مع توخي الإجراءات الوقائية التي تنفذها إدارات تلك المشروعات.
واليوم تحل الذكرى الـ٣٨ لتحرير سيناء ، ذكرى حققت فيها مصر نصرا عسكريا ودبلوماسيا، أثمرت نتائجه عن استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة الأراضي المصرية في سيناء، وعودة خيرات سيناء وكنوزها لمصر، ومناسبة تحرير سيناء تستحق بجدارة أن يرفع المصريين روؤسهم عاليا، وأن يتذكروا شهداء الوطن وتضحياتهم ، وأن يعلموا أبنائهم معنى التضحية والفداء وأن الذود عن الوطن مسئولية الجميع ٠
وتحكي ذكرى تحرير سيناء ، وعودة طابا للسيادة المصرية للأجيال مدى إصرار وتمسك أبناء الوطن المصري بحدوده السياسية وعدم التفريط في شبر واحد من تراب الوطن النفيس، وتؤكد أن حماية الأوطان واجب ديني وجزءا من عقيدة المصريين ، حيث يقف رجال القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل بأقدام راسخة كالجبال الشامخة في جميع أنحاء سيناء، لرسم ملحمة الوطنية والفداء سيسطرها التاريخ في سجلاته المشرفة بحروف من نور، ملحمة تؤكد أن المصريين خلف قيادتهم السياسية وقواتهم المسلحة على قلب رجل واحد.
ولسيناء أهمية عسكرية واقتصادية و دينية اكسبتها أهميتها على مر التاريخ ،فسيناء " أرض الفيروز " كتب لها عبر التاريخ أن تشهد أرضها حكايات الكثير من الأنبياء ( موسى ويوسف وعيسى ومحمد)، وأن تكون دوما مسرحا للمعارك الحربية منذ القدم، حيث مرت بالعديد من المحطات الفاصلة في تاريخ مصر القديم والحديث.
وفي عام ١٩٧٣ كان الموعد مع واحدة من تلك المحطات البارزة فى التاريخ ، مع " حرب أكتوبر المجيدة " التي نجحت فيها القوات المسلحة المصرية في عبور قناة السويس إلى سيناء وهدم خط بارليف، واجتمع مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل ووافقت مصر على هذا القرار بعد 17 يوما من القتال واستعادت مصر سيطرتها على سيناء إلى أن تمت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.