الأحد 19 مايو 2024

هوس الشهرة والفراغ العاطفي يدفعان الشباب لـ"تيك توك".. ومراقبون: نحتاج إلى قواعد صارمة.. ودراسة الشباب والمراهقين خطوة لمنعها.. وعلينا سد احتياجاتهم المطلوبة

تحقيقات25-4-2020 | 17:13

ذهب خبراء نفسيون وعلماء اجتماع، إلى أن هوس الشهرة ولفت الانتباه والحرمان العاطفي أكبر الأسباب لاندفاع الشباب والمراهقين إلى تطبيق الـ"تيك توك" الذي أصبح بابا لملئ أوقات الفراغ الذي يسبب انهيارا كبيرا في القيم المجتمع ويدمر الأسرة ويستغل من قبل بعض الجهات باعتباره آداة لتدمير الشباب.

وشغلت حنين حسام، الطالبة بكلية الآثار في جامعة القاهرة الشارع المصري بعد بثها الكثير من الفيديوهات عبر تطبيق "تيك توك"، إلا أن فيديو واحدا من بين هذه الفيديوهات أثار مؤخرا جدلا في الشارع المصري، فطالب البعض باتخاذ إجراءات قانونية ضدها.

وألقت الشرطة المصرية القبض عليها بتهمة "التحريض على الفسق والفجور"، بعد أن بثت فيديو عبر تطبيق "تيك توك" دعت فيه الفتيات إلى بث فيديوهات لأنفسهن من المنازل مقابل أموال.

وقرر قاضي المعارضات تجديد حبس "حنين"، 15 يوما احتياطياً على ذمة التحقيقات؛ لاتهامها بالاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، وإنشائها وإدارتها واستخدامها مواقع وحسابات خاصة عبر تطبيقات للتواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب وتسهيل ارتكاب تلك الجريمة.

عاملان للانهيار

وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن انتشار تطبيق الـ"تيك توك" بين الشباب والفتيات وخاصة صغار السن، يرجع إلى عاملين يتعلقان بالحالة النفسية لرواد تلك الآليات الجديدة وهما الحرمان العاطفي والرغبة في لفت الانتباه.

وشدد  استشاري الطب النفسي لـ"الهلال اليوم" على ضرورة تأهيل الشباب والفتيات وخاصة الذي يمرون بمراحل عمرية خطيرة مثل سن المرهقة، لافتا إلى أن الأسرة عليها دور كبير في مراقبة وتوعية الشباب والأطفال في تلك الفترة وسد الحرمان العاطفي لديهم فضلا عن توعيتهم بخطورة الشهرة وعناصر لفت الانتباه.

وأوضح "فرويز" أن ذلك التطبيق أصبح آداة يلجأ إليها المحرومون عاطفيا ووسيلة قوية للفت الانتباه أكثر منها وسيلة للشهرة وكسب المال، محذرا من خطورة العالم الافتراضي على مستقبل الشباب في تلك المراحل العمرية الخطرة، موضحا أهمية مواجهة ذلك التحدي الصعب والكبير الذي هدد ترابط المجتمع ومثل أداة لانهياره وتفكيكه.

الهوس والقواعد

ومن جانبها، قالت الدكتورة شيماء سلامة، خبيرة علم النفس السياسي، إن هوس الشهرة وجمع المال وانحدار الثقافة ووقت الفراغ أسباب رئيسية لانتشار تطبيق «تيك توك» الذي يستهدف فئات عمرية معينة سبقته عدة تطبيقات أخرى مثل برامج بيجو لايف وغيره.

وأشارت لـ"الهلال اليوم" إلى أن تلك التطبيقات موجهة وتستهدف فئات عمرية حرجة والتي تتركز على المراهقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية ووقت فراغ أكبر، مشددة على ضرورة دراسة تلك التطبيقات بعناية وتوعية الشباب منها ومواجهتها لأن تبدأ بملئ الفراغ ثم تجذب الشباب بتقديم تنازلات للحصول على المال من أجل جذب الشباب وتحقيق مشاهدات أكبر.

ولفتت إلى أن استهداف صغار السن الذي يحاولون الهروب للعالم الافتراضي كارثة حقيقية، بعد أن بدأت تنتشر بشكل كبير، وانضم إليها فئات عمرية مختلفة دون التقيد بشروط معينة مثل موقع "يوتيوب" الذي يرفض اشتراك الفئات صغيرة السن رغم وجود قواعد تقييد حقيقية.