انتقادات كبيرة واجهها "رامز مجنون
رسمى" المذاع منذ بداية رمضان، بسبب فكرته التي تقوم على تهديد الضيوف بشكل
عنيف ما جعل مستشفى الصحة النفسية بالعباسية تطالب في بيان لها بوقف البرنامج، وأحالت
بلاغا إلى المجلس الأعلى للإعلام لوقف البرنامج.
واعتبرت إدارة المستشفى البرنامج بما
يقدمه خطرا كبيرا على الصحة النفسية للأطفال، ويتضمن تنمرا وسخرية شديدة من المريض
النفسى، ويقدم نماذج غير سوية، وأمراضا نفسية بينها السادية والنرجسية والتلذذ بالتعذيب،
فيما طالب برلمانيون بمنع مثل هذه البرامج التى تساهم فى نشر الأفكار العنف فى المجتمع،
وتقدم عدد من الأشخاص والجهات ببلاغات إلى
النائب العام تطالب بوقف بثه ومحاكمة مقدمه.
فيما أكد خبراء علم النفس
والاجتماع أن هذا النوع من البرامج يرسخ للعنف وتؤثر سلبا على الأطفال والمراهقين،
موضحين أن برامج المقالب تخلق جيلا يميل للعدوانية وعدم احترام الكبار، وأن إهانة
الضيوف هو إعلاء لقيمة المال حتى وإن كان على حساب التعرض للخطر والتهديد وهو أمر
ضد كل حقوق الإنسان.
ترسيخ
للعنف
وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز،
أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن برامج المقالب التي تعرض خلال شهر رمضان مثل
"رامز مجنون رسمي" وخلافه، تؤثر على المراهقين وخاصة الشخصيات الحدية والمضطربة
الذي قد يلجأوا لتقليد مثل هذه التصرفات، موضحا أن الأطفال أيضا إما أن يخافوا من هذه
التصرفات أو يقلدونها.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الأطفال قد يقلدون هذه التصرفات في صورة تهديد أو تخويف زملائهم وإثارة الرعب في
نفوسهم، مشيرا إلى أن بعض الأطفال أيضا سيتأثرون سلبا أيضا على المستوى النفسي، من
خلال أحلام وكوابيس ليلا خشية أن يتعرضوا لمثل هذه التهديدات.
وأكد أن هذه البرامج تعطي خلفية ذهنية
أن هذا العنف والتهديد للآخر هو أمر طبيعي، ما يجعل في المستقبل أنه إذا أتيحت الفرصة
للشخص سيقوم بهذه التصرفات، مضيفا إن هذا البرامج وما يشابهه من برامج قوبل باستهجان
ورفض شديد وتراجعت مشاهدته من الكبار لكن يبقى المراهقين هم من يشاهدونه.
وأشار إلى أن فئة معينة محددة هي من
تتابع هذه البرامج، لكن العاقلين والراشدين أدركوا أن هذه البرامج ليست لها أية أهمية
وتتضمن إهانة للضيوف وتلذذ بالتعذيب في خدعة تافهة، مضيفا إن أفضل طريقة للتعامل مع
هذه النوعية من البرامج هي الإنكار وتقليل القيمة بتجاهلها، لأن المتابعين بدءوا ينسحبون
من متابعتها.
تخلق
جيلا يميل للعدوانية
فيما
قال الدكتور عادل مدني، أستاذ الطب النفسي بجامعة الازهر، إن هناك فارقا كبيرا بين
السخرية والضحك وبين المرح، مضيفا إن برامج المقالب هي برامج هدفها السخرية من الضيوف
وتؤدي إلى العدوانية، ومن يقومون بهذه البرامج لديهم حب ممارسة العدوان والعنف، مضيفا
إن برنامج رامز مجنون رسمي هو واحد من هذه البرامج التي ترسخ العنف والعدوانية.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، هذا البرنامج إلى جانب ذلك يتضمن سلبيات عديدة
منها تنمره على الضيوف ووضعهم في مواقف محرجة إلى جانب تهديده لهم، مشيرا إلى أن هذا
يؤدي إلى خلق جيل من الأطفال والمراهقين لديهم ميول للعنف والعدوان وكسر العادات والتقاليد
في المجتمع كاحترام الكبار وتقديرهم والتعامل معهم باحترام وآدمية.
وأكد
أنه لا يمكن التحكم في عرض أو عدم عرض هذه النوعية من البرامج إلا بقرار من الجهات
المعنية، ولذلك من المهم الرقابة الذاتية بعدم تعريض الأطفال لهذه البرامج، وإن كان
ذلك غير ممكن بنسبة 100%، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف الذكية، فمن
المهم التوعية وعدم تعريض الأطفال للأذى.
إعلاء
قيمة المال في سبيل الإهانة والتهديد
ومن جانبها، قالت الدكتورة سهير لطفي،
أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنها ترفض برامج المقالب
كـ"رامز مجنون رسمي" وما يشابهه رفضا تاما شكلا وموضوعا، موضحة أن هناك احتياجات
للوطن العربي يمكن الاستثمار فيها بدلا من الإنفاق الضخم على هذا النوع من البرامج
حتى إن كانت ترفيهية وثقافية لكنها لا تفيد
الوطن العربي.
وأكدت في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هناك نوعية من البرامج الترفيهية تقدم كوميديا راقية ومرحة دون إسفاف إو إخلال بالقيم
أو إضرار الآخرين، موضحة أن هذا البرنامج ضد منظومة حقوق الإنسان ككل فهو لا يحترم
الآخر ويضره وينشر ثقافة العنف والتعذيب بشكل كبير.
وأشارت إلى أن اسم البرنامج ذاته غير
مقبول، كما أنه يشهد حالة تلذذ بتعذيب الضيوف ونظرات الخوف في أعينهم، موضحة أن هناك
مجموعة من أساتذة علم الاجتماع والنفس أعدوا بيانا برفض هذا البرنامج لتأثيراته السلبية
على المجتمع، فهو يضر الفرد قبل المجتمع، كما أنه لا يمكن منع الأطفال من مشاهدة هذه
البرامج بسبب التكنولوجيا الحديثة بما يؤدي إلى فوران حالة الغضب والعنف.
وأضافت إن البرنامج يقوم على إهانة
الضيوف ما يعمل على إعلاء قيمة المال حتى وإن كان ذلك على حساب الخطر والإهانة وعدم
احترام الآخرين.