الأربعاء 15 مايو 2024

أبناء يتحدثون عن آبائهم الأدباء

18-4-2017 | 15:04

إعداد الكاتب : عادل عبد الصمد

تضم كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول بين طلبتها كثيرا من أولاد الأدباء المشهورين حيث يدرسون أصول النقد وأساليبه وأعمال الأدباء ومؤلفاتهم فى مختلف العصور وقد رأت الاثنين أن تستطلع آراء هؤلاء الأبناء في آبائهم الأدباء ونسجل هنا هذه الآراء مع صور أصحابها وصاحباتها وصور آبائهم.

الآنسة زينب ـ كريمة الأديب الكبير المرحوم مصطفى صادق الرافعى ــ وقد وقفت على باب كلية الآداب حيث تدرس حاملة حقيبتها وتدلى برأيها فى والدها

مع الآنسة زينب الرافعي

قالت الآنسة زينب الرافعي:

كان أبى ملهما لا فى أدبه فقط بل فى كل نواحى حياته الأخرى ولقد تنبأ بدنو أجله وهو سليم معافى فصحت نبوءته!

وكثيرا ما كان يشترك فى أحاديثنا العائلية كأنما يسمعها برغم الصمم الذى كان يشكو منه فقد حدث يوما ونحن نتناول الطعام فى منزلنا بطنطا أن دار الحديث حول اختيار المصيف الذى نصطاف فيه في ذلك العام وراح كل منا يدلى برأيه وإذا بوالدنا يقترح علينا قائلا: خير لكم أن تصطافوا فى الإسكندرية.

أما أدبه فهو ثمرة الموهبة النادرة مع البحث المنظم المتواصل والاطلاع الغزير وعنه ورثت الصبر والجلد والشغف بالأدب القديم الرصين وما تزال نصيحته لي باجتناب المظاهر والعمل لذات العمل تزن في سمعي فأعمل بها مطمئنة راضية البال.

مع نجلى الدكتور طه حسين

تلقيا دروسهما الثانوية بمدارس (الليسيه فرانسيه) فأتقنا اللغة الفرنسية إتقانا يسر لهما سبيل التفوق فى قسم اللغات القديمة بالجامعة ـ حيث يدرسان ويعنى والدهما عناية كبيرة بتلقينهما دروس اللغة العربية وآدابها وقد بلغت الآنسة أمينة فى ذلك شأوا بعيدا وسألناها عن رأيها في والدها، فقالت:

لست أخفى إننى لم اقرأ كتب والدي كلها، فما كنت لأستطيع مع اشتغالى بالدرس فى قسم اللغات القديمة الذى هو أصعب أقسام كلية الآداب لكنى أستطيع أن أزعم أن كتابه (الأيام) من أحسن الكتب وأمتعها وإن كان الجزء الثانى منه لم ينل من إعجابى إلا بمقدار جزء يسير جدا من إعجابى بالجزء الأول بل تستطيع أن تذكر ـ بصراحة ـ أن هذا الجزء الثانى من الأيام لم يعجبني.

وقد تعجب لهذا الرأي تبديه فتاة في كتاب لوالدها نال حظا عظيما من الرواج، لكنه رأيي الصريح وما كنت لأكتمه مهما تكن الدواعي إلى الكتمان أما الأديب مؤنس طه حسين فقد اكتفى من إبداء رأيه فى مؤلفات والده بأن قال:

إن كتب البيه كلها ثمينة جدا ولا شك ولكنى لم أقرأها كما أحب لانصرافى إلى دراسة آداب اللغات الأخرى غير العربية، وسيأتى قريبا ذالك اليوم الذى أستطيع فيه إرضاء رغبتى الشديدة في قراءتها ودرسها وحينئذ أحكم عليها حكما يطمئن إليه ضميري.

مع نجلى المرحوم المنفلوطى

قالت الآنسة زينب المنفلوطى مبدية رأيها فى والدها الأديب:

كانت المقالة أعم صور الأدب فى حياة المرحوم والدي، وفي مقالاته (النظرات) طلاوة وبهاء وجمال أسلوب قلما تتوافر في مقالات غيره من الكتاب ولا عجب، فقد كان يتوخى الصدق فى التعبير ويتأنق فى اختيار ألفاظه ومعانيه فى غير تكلف جامعا بين رصانة القديم ورقة الحديث فضلا عما يجده قراؤه فى كتاباته من موسيقى عذبة ترتاح لها الأسماع والنفوس.

وقد تجلت قوة أسلوبه فى كتابه (الفضيلة) وهو آخر ما كتب إذ كان قد وصل إلى أقصى نضوجه الأدبى كما قد بدأ يصل إلى نضوجه الذهني وهذا ملحوظ فى مقالاته الأخيرة (النظرات) ولكن لم يسمح له الوقت بأكثر مما سمح فانتقل مبكرا إلى رحمة الله.

أما الأديب حسن لطفى المنفلوطى فقال:

إن الأثر الذى تركه أبى باعتباره مفكرا أو لغويا فهو لم يكن يعنى بالتعمق فى دراسة النفس ولا بأن يكون تفكيره منطقيا كتفكير العلماء ولكنه كان أديبا موهوبا لا يكتب إلا متى يشاء متأثرا بإحساسه القاهري الرقيق وإجلاله للتقاليد الإسلامية وتمكنه من اللغة العربية وما نقل إليها من آداب اللغة الفرنسية القديمة وقد عرف كيف يعبر عن هذا المزيج أصدق تعبير.

الاثنين 18 نوفمبر 1940

    Dr.Radwa
    Egypt Air