قالت ضحى طليق الكاتبة والصحفية التونسية إنه للأسف لم تتمكن
كتلة الدستوري الحر من تجميع عدد الأصوات الكافي، أولا لإصدار لائحة عن مجلس نواب الشعب
التونسي ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا وكذلك استغلال الأراضي التونسية للقيام بعمليات
عدوانية ضد الأشقاء.
وأضافت طليق في تصريح خاص لــ"الهلال اليوم" كما
كانت الكتلة وراء مساءلة رئيس المجلس ورئيس حركة النهضة الإسلامية حول التجاوزات الكبيرة
تحركاته " الدبلوماسية" التي تتعارض ومواقف تونس الخارجية وثوابتها في يتعلق
بالقضايا الإقليمية والدولية القائمة علة الحياد وعدم الاصطفاف وكذلك تغليب لغة الحوار
والحل السلمي ورفض التدخل الأجنبي، مشيرة إلى أنه رغم عدم حصول الكتلة على عدد الأصوات
الكافية فإن ارتدادات ذلك على رئيس حركة النهضة وعلى حركته وحتى على المشهد السياسي
العام في تونس ستكون واضحة.
وأوضحت طليق، أنه لأول مرة يوضع رئيس الحركة في موضع المتهم
أمام ملايين المشاهدين والمراقبين سواء داخل تونس أو خارجها، مضيفة أنه ستكون له انعكاسات
سلبية على شخصيته التي حاول أن يحافظ على إبرازها كمثال للدهاء السياسي على مدى عقود
مت الزمن.
وأشارت طليق، إلى أنه من جهة أخرى فإن النقاشات والسجالات
التي عرفتها الجلسة كشفت الوجه الحقيقي لحركة النهضة التي لطالما حاولت إيهام الناس
بانها أصبحت حزبا مدنيا تونسيا فك ارتباطه بحركة الإخوان الإرهابية، ولكنها في
مسائلة الغنوشي تأكد أنها ما زالت نفس الحركة المدافعة على الإخوان ممثلين في كل من
تركيا وقطر.
وأكدت الكاتبة الصحفية التونسية أن الارتدادات السلبية على
رئيس الحركة والحركة نفسها يتوقع أن تكون في المستقبل سيما وأن عدد من قيادات النهضة
قد استقال مؤخرا وعدد آخر طالب الغنوشي بالاستقالة متهما إياه للاستحواذ على مقدرات
الحركة المالية والسياسية، مشددة أن ما حدث في البرلمان التونسي أكد إمكانية وجود تكتل
مناهض للنهضة في المشهد السياسي قد ينضج مستقبلا
ويصبح في شكل تحالف بين الدستوري الحر وحركة الشعب وكالة الإصلاح وتحيا تونس.
ولفتت أنها كتل مناهضة للمشروع الإخواني ومؤمنة بالدولة المدنية
وقيم الجمهورية فلأول مرة تواجه النهضة بهذا الحجم من الأصوات الرافضة (89 صوتا)
وبالنسبة للانتفاضة ضد التدخل التركي والفكري كشفت طليق أن
هذا يبقى رهين مدى قدرة الأصوات السياسية الرافضة لهذا التدخل على العمل في العمق لدى
الرأي العام وتوضيح مدى خطورة هذا التدخل على الأمن القومي الوطني، مشيرة إلى أن القوى
السياسية التقدمية أمامها عمل كبير لكسب المعركة وإبراز ان لا مصلحة لتونس في العدوان
على الاخوة الاجوار بل العكس
وشددت طليق على تضرر تونس كثيرا من ذلك تحركات الغنوشي
وتدخل تركيا وقطر في الازمة الليبية، مشيرة إلى أنه قد تنتقل المعركة على أراضيها ويصبح
ابناءها وقودا لها
بينت طليق أنه بالنسبة لاصطفاف راشد الغنوشي إلى جانب تركيا
وقطر كان في صميم مهامه، مشيرة إلى أنه يدافع على المشروع الاخواني في المنطقة والمتمثل
في كل قطر وتركيا