السبت 11 مايو 2024

فرحة الأقباط بعيد القيامة أقوى من الدموع

19-4-2017 | 15:37

 

تقرير إخبارى يكتبه: خالد ناجح

امتلأت قاعة الكنيسة بالمصلين مرسوم على وجوههم فرحة العيد الممزوجة بالحزن الدفين في أعماقهم يشعر بهم كل من ينظر في هذه الوجوه المصرية الخالصة، تشارك كل من يرتدى أغلى الحلات وأفخم الماركات مع من يرتدي الجلباب الصعيدى أو الفلاحى فها هى إحداهن ترفع يدها للسماء تكاد تعانق سقف المطرانية بالدعاء وهذا طفل يضحك مهللا بالعيد وهذا شيخ يرفع عيناه للسماء.

نعم الكل ترتسم على وجوههم فرحة وقلوبهم مليئة بالحزن ظهرت الفرحة عند دخول البابا تواضروس إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بالعباسية وسط موكب من كبار الأساقفة والكهنة والشمامسة ليرأس القداس فرسم دخول البابا عليهم أول ابتسامة قطعت حالة «السرحان» أو الدعاء التى كان عليها أغلب الحضور.

وخلال المراسم نزل البابا تواضروس مرتين حاملا المبخرة وفي كل مرة يسلك فيها الطرقة تتحول أنظار كل القاعة تجاه البابا ومرسومة على وجهه ابتسامة الرضا.

وخلال القداس قام البابا تواضروس وكبار الأساقفة بتنفيذ محاكاة تمثيلية لقيامة السيد المسيح حيث أطفأت القاعة أنوارها ودخل البابا والأساقفة إلى هيكل الكنيسة وأغلقوه عليهم لتبدأ التمثيلية فرسمت التمثيلية البسمة عليهم .

لكن ظهر الحزن جليًا على ملامح البابا تواضروس طوال الصلاة، حتى إنه كان يجر ساقيه بصعوبة خاصة وهو يعانى من آلام الظهر التى سافر على أثرها للعلاج بالنمسا أكثر من مرة.

لكن المسيحيين المصريين هذه المرة كما قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية – في عظة قداس عيد القيامة المجيد – « نحتفل هذا العام بعيد القيامة وسط مرارة بسبب أحداث الأسبوع الماضي، وهى أحداث لم تشهدها مصر من قبل ونتألم بسببها كثيرا».

وأضاف البابا «نتألم ونحتفل بالعيد، ونشكر كل من شاركونا العزاء والاحتفال، هكذا كل أهل مصر اعتدنا أن نتشارك في الأفراح والأحزان، نرحب بكم وبمشاركتكم معنا ونشكر التعزيات من كل أهل مصر وفي مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت زيارته مواساة كبيرة لنا ننقلها لكل أبنائنا».

وقال البابا تواضروس نعلم أن حضوركم للتعزية والتهنئة، واعتدنا أن تكون هذه المشاركة بيننا جميعا في كل الأحوال.

وأضاف نتذكر كل شهداء حادثي طنطا والإسكندرية، ونذكر أيضا الشهداء من رجال الشرطة وشهداء حادث البطرسية.

البابا كعادته يجعل مصر أولا وقبل كل شىء فقال نصلي من أجل بلادنا ومن أجل أهل مصر كلهم، ونصلي من أجل أن يحفظ هذه البلاد والعباد، فمصرنا الغالية التي نتربى ونعيش على أرضها هى وطن غال، وهى أغلى الأوطان، فالسيد المسيح لم يجد ملاذا آمنا غير مصر، وعاش فيها لثلاث سنوات وتجول في ربوعها بأمان، وعاشت مصر دائما بلاد الأمان والسلام والناس الطيبين، وعندما تحدث هذه الشوائب تعكر كل المصريين، فكل المصريين تأثروا من ما حدث لأنه خارج عن نطاق الإنسانية، نصلي من أجل كل المسئولين ورجال الجيش والشرطة لأنهم أبطال في هذه الظروف، البابا ضرب مثلًا فى الوطنية حين أكد للمصلين فى القداس أن مصر أكبر من مجرد وطن، فهى البلد الوحيد الذى احتضن المسيح حين جاءها هاربًا من الاضطهاد الرومانى مع أمه العذراء، وعاشت مصر بلاد الحضارة والأمان وبلاد الوسطية فى كل شىء، موضحا:»عندما تحدث هذه الشوائب التى تعكر حياتنا المصرية، كل المصريين تأثروا بما حدث لأنه خارج الحدود الإنسانية تماما لكن هذا قدرنا»، وهو ينظر بعيون يملؤها الصبر والسكينة.

وأضاف نصلي من أجل كل قطاعات التنمية لتنهض بلادنا، ونصلي من أجل أن يحل السلام في كل مناطق الحروب والعنف في العالم، فما يحدث في سوريا مثلا يثير علامات استفهام كثيرة، ونصلي من أجل أن يحل السلام عليها.

في كل البيوت وكل الكانئس المصرية ظهرت الروح المصرية والتى لم يغلب عليها الطابع الطائفي هذه المرة فتجد من يقول إننا واحد وعدونا واحد... نعم غلبت فرحة عيد القيامة الأحزان.

    Dr.Radwa
    Egypt Air