كشف التقرير النهائي للجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة لرصد صورة المرأة في أعمال الدراما التليفزيونية لرمضان 2020، عن احتلال قضية العنف ضد المرأة المرتبة الأولى بين أبرز القضايا والموضوعات التي تم تناولها في المسلسلات، تليها المشاكل الأسرية ، ثم تربية الأبناء، فيما ظهرت قضية الطلاق بمعالجات درامية إيجابية في أكثر من مسلسل هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

وأشار التقرير - الذي أصدره المجلس اليوم السبت - إلى تعرض المرأة في المسلسلات للعديد من مظاهر العنف بمعدل (444 مشهدا للعنف) سواء كان مادي تمثل في الضرب والإهانة المباشرة والقتل، أو المعنوي الذي تمثل في القهر والتمييز ضد المرأة – الدونية – والاضطهاد والاحتقار والذل والسخرية أو كلاهما معا، كما جاء تركيز الأعمال الدرامية علي العنف المعنوي بنسبة 69% عنها في العنف المادي و المشاهد التي تجمع بين العنف المعنوي والمادي.

وأوضح أن من أبرز المسلسلات التي ركزت على العنف المعنوي ضد المرأة (اتنين في الصندوق، فلانتينو، سلطانة المعز، لعبة النسيان ، ونحب تاني ليه، فرصة تانية ، جمع سالم ، رجالة البيت ) ، أما عن أكثر المسلسلات التي ظهر فيها العنف المادي بصورة أكبر فهي ( لما كنا صغيرين ، ليالينا ، ونسني ، شاهد عيان )، أما المسلسلات التي جمعت بين العنف المادي والمعنوي كانت ( خيانة عهد ، البرنس ، ب 100 وش ، اللعبة ، الفتوة ).

وأكد أن الرجل يعتبر مصدر العنف الأبرز ضد المرأة وقد ظهر ذلك في (636 مشهدا للعنف)، ومن أبرز المسلسلات التي ظهر فيها ذلك (الفتوة، اتنين في الصندوق، البرنس، ولاد إمبابة، ونحب تاني ليه، فرصة تانية ، لعبة النسيان، في مقابل (330 مشهدا للعنف) مارستها مرأة ضد مرأة أخري مثل مسلسلات ( خيانة عهد ، سكر زيادة ، لما كنا صغيرين ، وكلينها والعة ، حب عمري )، كما يعتبر الزوج أو الخطيب هو المصدر الأول للعنف ضد المرأة وقد ظهر ذلك في (217 مشهدا للعنف).

وكشف التقرير عن إجمالي الصور الإيجابية التي ظهرت بها المرأة في المسلسلات حيث بلغت (1104مشاهد ايجابية) في مقابل ( 755 مشهدا سلبيا ) وهو ما يعد مؤشرا جيدا لتوافق الدراما الرمضانية هذا العام مع ما جاء في الكود الإعلامي الصادر عن لجنة الإعلام بالمجلس حول أهمية الحديث عن الأدوار الإيجابية التي تلعبها المرأة في المجتمع.

ولفت إلى أنه من أكثر المسلسلات تركيزا على الصورة الإيجابية للمرأة ( حب عمري ، ونحب تاني ليه ، ليالينا ، لعبة النسيان، الاختيار ، سكر زيادة ، جمع سالم ، الفتوة ، النهاية).

وأشار التقرير إلى أن إجمالي الأعمال الدرامية للبطولات النسائية كانت 10 مسلسلات، وقد عكس مسلسل(لعبة النسيان، ونحب تاني ليه) صورة المرأة القوية، فيما ظهرت أسوأ صورة للمرأة في مسلسل( ب100 وش) حيث عكس صور سلبية للمرأة من بينها النصابة والمدمنة والمتلونة.

وأكد أن مسلسلات رمضان التزمت بوجود التصنيف العمري للمشاهدة قبل بداية الأعمال الرمضانية وإن كان معظمها لا يتناسب مع الفئة العمرية المحدد لها ، كما تعالج للمرة الأولى هذا العام قضية الانتهاكات الإلكترونية والجرائم السيبرانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنتهك خصوصيات الأشخاص وما يترتب عليها من المشاكل الأسرية، و تم تناول هذه القضية في مسلسلات( خيانة عهد و ب100 وش و لعبة النسيان) .

ولفت التقرير إلى اهتمام المسلسلات بالمرأة في الحضر وعدم الاهتمام بالمرأة في الريف إلا في مشاهد نادرة ، كما اهتمت دراما هذا العام بالمستوى الاجتماعي المتوسط بنسبة 42 % ثم المستوى الاجتماعي الأعلى 40% وجاءت في المرتبة الأخيرة الدراما التي اهتمت بالأحياء الشعبية بنسبة 18% وهو ما يعكس عدم اهتمام دراما هذا العام بالمشكلات التي تهدد المرأة في المستوى الاجتماعي المنخفض والتي تشكل نسبة لا يستهان بها من قضايا المرأة المصرية .

من جانبها، قالت الدكتورة سوزان القليني رئيس لجنة الإعلام بالمجلس، إن المؤشرات الإيجابية التي ظهرت في تحليل صورة المرأة في الدراما الرمضانية لعام 2020 أكدت الالتزام إلى حد كبير بالكود الأخلاقي لمعالجة قضايا المرأةفي الدراما الذي أصدرته اللجنة معتمد من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وكذلك في الآعلانات و البرامج.

وأشارت إلى أبرز المؤشرات الإيجابية لدراما هذا العام ومنها، ظهور الفئات العمرية المختلفة للمرأة هذا العام، واهتمت معظم المسلسلات بتقديم المرأة في الفئات العمرية المختلفة مثل مسلسل( سكر زيادة) الذي يناقش اهتمامات وقضايا المرأة في الفئة العمرية الكبيرة وهو ما غاب عن المسلسلات طوال السنوات الماضية، كما أظهر مسلسل (ليالينا 80) شكل المراهقات الواعيات، فيما ألقى مسلسل (خيانة عهد ومسلسل لعبة النسيان) الضوء علي دور مراكز الدعم والطب النفسي في دعم المرأة ضد ما تتعرض له من أزمات نفسية.

وأوضحت أن معظم الأعمال الدرامية خاصة ذات البطولات النسائية منها، ناقشت القضايا التي تواجه المرأة والطريقة الأمثل لمعالجتها مثل (مسلسل نحب تاني ليه وخيانة عهد وجمع سالم وسلطانة المعز) و يتوافق ذلك مع الكود الإعلامي الذي شدد على تقديم النماذج الإيجابية للمرأة ومناقشة كافة قضايا المرأة بموضوعية.

ولفتت إلى تراجع نسب ظهور التدخين والمخدرات والملابس الخادشة للحياء إلا في مسلسلات قليلة مقارنة بالأعوام الماضية.

وأوضحت أنه على الرغم من ظهور الإيجابيات إلا أن هناك بعض التجاوزات منها التركيز على تصدير فكرة أن المال هو الهدف من الحياة والمصدر الأساسي للسعادة حتى لو تكلف الأمر التنازل عن القيم والمبادئ من أجل الحصول عليه والانتقام من أقرب الأقربين الأخ أو الأخت او الإبن مثل مسلسلات ( البرنس ، لما كنا صغيرين ، خيانة عهد ، ب 100 وش).

وكشفت عن استخدام الإيحاءات الجنسية بشكل كبير خاصة في المسلسلات الكوميدية في مسلسل ( اللعبة ورجالة البيت واثنين في الصندوق وعمر ودياب) إلى جانب استخدام الألفاظ البذيئة وغير اللائقة من السيدات في بعض المسلسلات مثل مسلسل (100 وش، اتنين في الصندوق).

ولفتت إلى ظهور قضية الخيانة الزوجية من قبل الرجل أو المرأة على حد سواء بشكل أقل هذا العام كما ظهر في مسلسل ( شاهد عيان ، ليالينا 80 ، البرنس ، لعبة النسيان ، فلانتينو وخيانة عهد ونحب تاني ليه).

ونوهت إلى ظهور الكثير من أشكال التنمر هذا العام في بعض المسلسلات مثل مسلسل (ولاد إمبابة ، البرنس ، اتنين في الصندوق ، رجالة البيت ، سكر زيادة ، حب عمري ، عمر و دياب ، ويانا ياجدو).

وأكدت الدكتورة سوزان القليني، أن كثافة الإعلانات المرعبة في هذا الوقت المحمل بالضغوط النفسية نتيجة جائحة ( ءزمة كورونا ) غير موفق على الإطلاق من جانب المنتجين، مشيرة إلى أن معظم الإعلانات جاءت بشكل مقبول ولم تتناول المرأة المصرية بشكل غير لائق إلا إعلان (قطونيل) الذي تم وقفه.

وأوضحت أن إعلان (بنك مصر) كان من الإعلانات الإيجابية لتناول صورة المرأة ومساندتها في المجتمع الذي ظهرت فيه المرأة الطبيبة والممرضة والأم المراعية لأبنائها وكذلك المرأة الرحيمة بالحيوانات وكذلك المرأة المريضة بالبهاق.

وقالت القليني إن أسوأ المواد الإعلامية التي عرضت في رمضان هو برنامج " رامز مجنون رسمي" لنشر محتوى به شكل من أشكال العنف والقسوة والاستمتاع بذل الآخر مما يؤثر علي أذهان الأطفال ووعيهم ويؤدي إلي حدوث مشكلات في حياتهم المستقبلية، كما يحتوي البرنامج على ألفاظ وإيحاءات خادشة للحياء ويحمل الكثير من أشكال التنمر للشخصيات التي يستضيفها مذيع البرنامج وخاصة الشخصيات النسائية.

وأضافت أن برنامج "خلي بالك من فيفي" يحتوي على كم من الاستهزاء والعنصرية والتنمر للسيدات، بالإضافة إلى نشر أفكار للسحر و الشعوذة و التشجيع على استخدامها، وهذا تعدي صريح وتنمر مباشر ضد حقوق المرأة، إلى جانب الاستهزاء بمرضي الصرع وإظهارهم بصورة غير لائقة.

وبالنسبة لصورة المرأة المعاقة في مسلسلات رمضان، أكدت الدكتورة هبة هجرس رئيسة لجنة الإعاقة بالمجلس استمرار تجاهل صناع الدراما لقضايا النساء والفتيات ذوات الإعاقة رغم تنويه تقرير العام الماضي عن ذلك ومطالبته لصناع الدراما بالأخذ في الاعتبار لقضايا الإعاقة كونها تهم وتشغل نصف المجتمع المصري تقريبا.

وأشارت إلى وجود 9 شخصيات فقط هي لنساء ذات إعاقة من بين 1200 شخصية نسائية تقريبا في 24 مسلسلا قامت لجنة الإعاقة برصدهم في 520 ساعة دراما وأكثر من 150 إعلانا مختلفا وأكثر من 42 برنامجا حواريا وكوميديا ، في دراما وبرامج وإعلانات رمضان 2020 .

وأوضحت ارتباط وجود شخصية المرأة ذات الإعاقة في الدراما والإعلانات والبرامج بكونها معاقة وليس كونها إنسانة تتقاطع في كثير من المشكلات الحياتية مع باقي شرائح المرأة ، ولا وجود لدور بطولة واحدة لسيدة ذات إعاقة في كل دراما رمضان 2020.

ولفتت إلى عدم إتاحة أي من القنوات الفضائية عرض عمل درامي أو مادة إعلانية أو برامج حوارية أو كوميدية للأشخاص ذوي الإعاقة مترجمة إلى لغة الإشارة ومصحوبة بنص مكتوب.