أكد برلمانيون ليبيون أن مصر تمتلك الشرعية الدولية للتدخل المباشر في ليبيا، لأنها امتداد طبيعي للأمن القومي المصري، لافتين إلى أن التدخل التركي ودعم الإرهاب في ليبيا سوف يؤثر على مصر.
وأكد أعضاء البرلمان الليبي أن مصر لم تناد بالحرب بل نادت بوقف إطلاق النار ودعت إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات حسب مقررات مؤتمر برلين.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي (مجلس النواب الليبي).
وأوضح الرئيس، في كلمته، بعد تفقده المنطقة الغربية العسكرية في سيدي براني، يوم أمس السبت، أن هذا التدخل ستكون أهدافه، حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي من تهديدات المليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي شرقا وغربا لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار ومنع أي من الأطراف تجاوز الأوضاع الحالية، ووقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق مفاوضات عملية التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وتطبيقا عمليا لمبادرة إعلان القاهرة.
وقال "إن ما شاهدته اليوم من جاهزية واستعداد قتالي عال للقوات المسلحة يعد فخرا واعتزازا مني ومن شعب مصر العظيم لما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تأهيل وإعداد وامتلاك لمنظومة متطورة تجعلها قادرة على الوفاء بتنفيذ أي مهام تُكلف بها".
وأشاد الرئيس السيسي، بالجهود المشتركة والمتسمرة للقوات المسلحة في حماية البوابة الغربية لأمننا القومي الذي هو امتداد وجزء لا يتجزأ من أمن أمتنا العربية وأشقائنا في دول الجوار المباشرة.
تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك:
ومن جانبه، قال علي التكبالي عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي إن ما قاله الرئيس السيسي لا يخرج عن إطار الشرعية الدولية والمحلية والأدبية ولا يمكن اعتباره خارجا على القانون من أي وجه.
وأوضح التكبالي في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن الآن توفر الشرعية الدولية للتدخل المباشر من مصر في أزمة ليبيا واعتبار تجاوز سرت والجفرة خط أحمر، وأي دخول إلى ليبيا يجب أن يتم تحت راية القبائل وتدريبها وتسليحها، مشيرا إلى أن ليبيا جارة مصر تتعرض لغزو خارجي يهدد أمن مصر لقومي.
وتابع أن ليبيا ترى مصر جارة عربية كما أن أهلها وبرلمانها الشرعي وقبائلها التي تمثل سكانها ترحب بالدعم المصري وتدعوه مصر إلى أن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
ولفت التكبالي إلى أن الاتفاقية تحتم على مصر وكل الدول العربية التكتل ضد هذا العدو الدخيل، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس المصري جاءت بعد أن نفذ صبر مصر من تردد الاتحاد الأوروبي ومماطلة الناتو واللامبلاة العالمية، الأمر الذي لم يردع الأتراك ويوقف توريدهم للسلاح ويلجم عدوانه حتى بعد المبادرة التي عززتها إرادة مصر وجعلت معظم دول العالم تقبل بها.
وأكد التكبالي أن مصر لم تناد بالحرب بل نادت بوقف إطلاق النار ودعت إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات حسب مقررات مؤتمر برلين.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي طلال الميهوب، دعمه لما جاء في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ليبيا بحضور وفد القبائل الليبية، مشيرا إلى أن ذلك جاء من منطلق العروبة والأمن القومي العربي.
وشدد الميهوب على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك مع مصر وكذلك الدول العربية الشقيقة التي تقف اليوم في مواجهة الغزو التركي والأطماع الدولية في ليبيا وغيرها من الدول العربية.
وأعرب عن تقديره للدول العربية المساندة لخطاب الرئيس السيسي والتي أكدت تأييدها للخطوات المصرية الرامية لصون الاستقرار والأمن وإحلال السلام في لييبيا.
وأكد الميهوب أن كل أبناء وقوات ليبيا العسكرية والأمنية وقبائلها يعبرون عن فخرهم بموقف مصر والأشقاء العرب المساند لإقامة دولة ذات سيادة وأمن واستقرار.
ووجه الميهوب رسالة للداخل الليبي بأن الموقف المصري واضح وصريح وهو مساعدة الليبيين في إقامة دولتهم المدنية ومحاربة التنظيمات والجماعات الإرهابية التي يتم نقلها من سوريا إلى الداخل الليبي.
وأكد أن مصر ليس لها أطماع في ليبيا، وأنها طوال السنوات الماضية تساند الحل السياسي برغم ما عانته من انتقال الجماعات الإرهابية إلى أراضيها عبر الحدود الليبية بدعم قطري وتركي، إلا أنها لم تفكر كما تركيا التي تدخلت في العراق وسوريا بمزاعم الأمن القومي، وأن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحا، وهو إحلال السلام والاستقرار والخروج بسلام، ليقطع الطريق على كل من يحاول تشويه الحقائق التي تؤكد أن مصر وليبيا شعب ووطن واحد ولا تنازل عن جزء منه
أمن ليبيا من أمن مصر:
أكد المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب الليبي فتحي المريمي أن أي تدخل مباشر من مصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية مشددا على وجوب حل الميليشيات المسلحة في ليبيا التي لن يدافع عنها إلا أهلها.
وأضاف المريمي في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم " أن كلمة الرئيس السيسي اتسمت بالوضوح ووجهت رسائل محددة لحل الأزمة الليبية مؤكدا أن أمن ليبيا من أمن مصر باعتبار الدولتين جارتين ومصيرهما مشترك، مشيرا إلى أن مصر ستقوم بتدريب وتسليح القبائل الليبية ولن تكون غازية لأنه ليس لها أطماع في ليبيا.
وأوضح المريمي أن الرئيس السيسي أكد أن مجلس النواب هو الجسم المنتخب من الشعب الليبي والذي تتعامل مع الحكومة المصرية، مؤكدا دعمه للشعب الليبي في حل أزمته من خلال الحوار وإعلان القاهرة الذي أيدته معظم دول العالم.
وشدد المريمي أن ليبيا تحتاج للحوار من خلال إعلان القاهرة كما تحتاج للجيش المصري للمساعدة في دحر الإرهاب والقوات الغازية على رأسها تركيا.