الخميس 26 سبتمبر 2024

دور الأحزاب في إنهاء حكم الإخوان.. خبراء: القوى السياسية نجحت فى تعريتهم وإظهار دوافعهم الحقيقية لحكم مصر.. ووساهمت في توعية المصريين بخطورة المخطط الإخواني على مصر والمنطقة بأسرها

تحقيقات24-6-2020 | 18:38

لعبت الأحزاب المصرية دورا فاعلا خلال ثورة 30 يونيو، بعدما تواصلت حدة الأحداث، وازداد تعقيد الموقف السياسي فى مصر عقب مواصلة جماعة الإخوان لعنادها، وإصدار الرئيس المعزول محمد مرسي لعدد من القرارات التي تخالف القانون والتي كان على رأسها توقيع مرسي علي الإعلان الدستوري، الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، والتي كانت كفيلة بكتابة كلمة النهاية لفترة حكمه التي لم تتعدى بضعة شهور.

 

وواجهت الأحزاب المصرية قرارات مرسي، برفضها كليا، ودعت المصريين إلى النزول فى الشارع والتعبير عن آرائهم من خلال دعوات سلمية مناهضة لحكم الاخوان، وضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لتصحيح المسار.

 

وفي 24 نوفمبر 2012 أعلنت الأحزاب المصرية والقوي الوطنية والديمقراطية تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنيـ التى تكونت من من 35 حزبا وحركة سياسية وثورية ككيان جامع لكل القوى الرافضة للإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر.

 

وأعلنت الجبهة المعارضة رفضها دعوة محمد مرسي لحوار وطني وصفته بأنه شكلي، معتبرة أن أي حوار من هذا النوع يعتبر مضيِّع للوقت ويزيد من معاناة الشعب المصري، ودعت المصريين للاحتشاد في كافة ميادين التحرير يوم «الجمعة التي تلي إعلان تشكيل الجبهة» للتأكيد على حرمة دماء الشهداء وتحقيق أهداف الثورة.

 

وحمَّلت محمد مرسي المسؤولية الكاملة عن إراقة الدماء المصرية للشهداء والمصابين، مؤكدة على أن إدارته الفاشلة للبلاد هي التي دفعته لهذا التعامل غير المسؤول مع الأزمة، وإلى فرض حالة الطوارئ على مدن القناة الباسلة دون استنفاذ كافة وسائل الحوار والإدارة السياسية للأزمة.

 

وقالت الجبهة إنها ترفض وسائل التهديد والترويع التي هدد بها الرئيس مرسي في خطابه الذي امتد قرابة ساعتين ونصف، معتبرة أنها أساليب أسقط التاريخ أصحابها.

 

كما دعت الجبهة جماهير الشعب المصري إلى النزول إلى كافة ميادين التحرير يوم «الجمعة» المقبل للتأكيد على حرمة دماء الشهداء، وتحقيق أهداف الثورة، مؤكدة علي تمسكها بضرورة إسقاط الدستور المشوه، والشروع الفوري في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في حال عدم استجابة الرئيس لمقترحاتها.

 

وفي 26 أبريل 2013 دعت حملة تمرد لسحب الثقة من محمد مرسي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، حيث قامت الحركة بدعوة المواطنين إلى التوقيع على وثيقة تحمل نفس اسم الحركة.

 

وأعلنت الحملة عن جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسي، وهو ما شجع الأحزاب السياسية وقوى المعارضة على تأييدها، والانضمام إليها، وفتح مقراتها للمواطنين على مستوى الجمهورية لتلقي الاستمارات الموقعة على عزل محمد مرسي، وإنهاء فترة حكم الإخوان لمصر.

 

وفى 3 يوليو نجحت الأحزاب المصرية وحملة تمرد بالتكاتف مع جميع قوى الشعب المصري في تحقيق هدفها بإسقاط محمد مرسى، وتعطيل العمل مؤقتا بالدستور، وتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد، وإجراء انتخابات رئاسية بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وذلك بعد اجتماع للقوات المسلحة ومؤسسات الدولة برئاسة عبد الفتاح السيسي.

 

كشف مخطط الإخوان:

قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن الأحزاب المصرية، وقوى المعارضة لعبت دورا بارزا في توعية الشعب بخطورة حكم الإخوان لمصر، مشيرا إلى أنها ساهمت بنجاح في تعبئة المصريين ضد هذه الجماعة، وقدمت حيثيات فشل حكم جماعة الإخوان، وهو ما أدى لقيام ثورة 30 يونيو التي شارك بها 33 مليون مواطن نزلوا إلى الشوارع والميادين رفضا لحكم جماعة الإخوان.

 

وأضاف الشهابي فى تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الأحزاب المصرية تمكنت من إظهار رغبة جماعة الإخوان في السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، والتى ظهرت مع إعلان محمد مرسي للإعلان الدستوري الذى أدى لظهور جبهة الإنقاذ التى تكونت من تحالف عدد من الأحزاب والائتلافات والجبهات المصرية كردة فعل لقرارات الإخوان الخاطئة.

 

وأوضح رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن توقيع محمد مرسي على الإعلان الدستوري كان أكبر "غلطة" ارتكبتها جماعة الإخوان، والتى أظهرت عدم احترام هذه الجماعة للدستور والقانون، وكشف مدى استعدادهم لفعل أي شيء من أجل تنفيذ أجندتهم ومخططاتهم التي جاءوا من أجلها.

 

وأكد أن المواقف الواضحة للأحزاب المصرية، واجتماعاتها المستمرة، وإعلان قراراتها وتوصياتها كانت بوصلة الرأي العام في ذلك الوقت، مؤكد أن الدور الذي لعبته جبهة الإنقاذ ساهم في تعرية جماعة الإخوان، وإظهار دوافعها الحقيقية لحكم مصر، مضيفًا أنها كشفت أيضا نواياهم الخبيثة من خلال التحالف مع الغرب لإلحاق الضرر بمصر، وجميع المنطقة.

 

وأشار إلى أنه بالرغم من أن الاحزاب المصرية لم تكن تملك الأغلبية في المجالس التشريعية، إلا أنها ناضلت من أجل الوقوف كعقبة أمام إصدار التشريعات التى تمكنهم من تنفيذ أجنداتهم.

 

كما أكد الشهابي أنه لم يكن أحد يتوقع أن تنتصر الأحزاب المصرية في هذه المعركة أمام تنظيم دولى يمتد عمره لأكثر من 80 عام، ومتحالف مع أكبر دول العالم، لولا تكاتف قوى المعارضة مع جميع أطياف الشعب، واستجابة قواتنا المسلحة لتنفيذ مطالب المصريين وحمايتهم للتعبير عن مطالبهم بحرية.

 

دور شباب الأحزاب عقب الثورة:

قال الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي، ونائب رئيس جامعة عين شمس الأسبق، إن الأحزب السياسية في مصر يغلب عليها الجانب الخدمي أكثر من الجانب السياسي، حيث يعتقدون أن العمل السياسي هو خدمة المواطن في الحصول على متطلبات حياته الأساسية.

 

وأضاف الشرقاوي فى تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن هذه الخدمات غير معنية تمام بالأحزاب السياسية، وإنما هى دور وزارات معنية في الحكومة مثل التموين، والتضامن الاجتماعي، مؤكدا على أن الدور الرئيسي "المفتقد"، هو زيادة وعى المواطن وقدرته على تحدي ومواجهة الصعاب على أرض الواقع، ومنها ما يتعلق بالأمن القومي، وزيادة حدة الانتماء إلى الارض، وتبنى القضايا التى تمس الأمن القومي للوطن.

 

وأشار أستاذ علم النفس السياسي، إلى غياب الدور التنوير والثقافي للأحزاب السياسية، مؤكدا أنها تفتقد تمام لهذا الدور، الذي لا يوجد له أي مردود علي أرض الواقع.

 

وأكد أن تنمية هذا الدور يحتاج إلى وجود كوادر حزبية مثقفة، يتم تنشئتها وتثقيفها سياسيا، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يتم إنشاء حزب كل مؤهلات صاحبه أنه يملك المال، في حين أنه يفتقد للدور السياسي والتثقيفي لوجود الحزب.

 

وألمح الشرقاوي إلى تجربة قيام حزب الطلائع التي تمت فى ستينيات القرن الماضي، والتي تمت على أيدى مجموعة من الشباب وقتها منهم حسين كامل بهاء الدين، ومفيد شهاب، وعلى الدين هلال، والذين اصبحوا فيما بعد من أهم القيادات السياسية فى مصر.

 

وأشاد الشرقاوي، بالمشروع الثقافي السياسي لتنشئة وتدريب مجموعة من الشباب فى البرنامج الرئاسي، مؤكدا أن هذا المشروع من شأنه خلق جيل جديد قادر على قيادة مصر فى السنوات المقبلة .

 

وطالب الشرقاوي بضرورة تدريب الكوادر الحزبية علي كيفية التعامل مع الشباب علي وجه التحديد وفقا لخصائصهم وسماتهم السياسية.

 

كما طالب بضرورة تقليص العدد الكبير للأحزاب المصرية، مشيرا إلى أنهم كـ"غثاء السيل"، متابعا : " هل يعقل أن كل مقر بها ثلاث أو أربع أفراد يصبح حزبا، لا بد ان يكون هناك معيار حقيقي لتقليص مثل هذه الأحزاب، وهو ما دور الحزب فى التأثير الإيجابي على أعضاء وعلى المشاركين فيه".

 

وأكد الشرقاوي أن كثرة الأحزاب المصرية لا يعنى زيادة مساحة الفاعلية السياسية على أرض الواقع، مضيفا أنه ربما يكون خمسة أو ستة أحزاب ذوي فاعلية أكثر من هذا العدد الكبير، وهو ما نراه فى نماذج كثيرة من الدول المتقدمة.