نعى الكاتب الصحفي حمدي رزق، الفنانة رجاء الجداوي التي وافتها المنية صباح اليوم بعد صراع كام لمدة 43 يوما مع فيروس كورونا في مستشفى العزل بالإسماعيلية.
وقال رزق في مقال له: «وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غادرتنا إلى السماء الفسيحة الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى، يرحمها الله، إن العين تدمع وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا رجاء لمحزونون».
وأضاف: "غادرتنا، وتركت لكم سريرا باردا فى مستشفى العزل، حسدتموها يوما عليه، وسلقتموها بألسنة حداد، كانت فى طريقها إلى الموت، وأنتم تناولونها بما فى صدوركم من سخام، وتتخابثون وتغردون وتتغوطون على حوائطكم الإلكترونية السوداء، اشمعنى رجاء، لا حول الله، حتى المرض فيه اشمعنى، معلوم الغرض مرض، ومرضى القلوب لا يشفون أبدا"
وتابع: "وهن العظم منها، كافحت الكبيرة الوباء أربعين ليلة ونيفا، لحظة ألم من ساعات طوال مرت عليها كدهر، لا تساويها أموال الدنيا، قضت أيامها صابرة محتسبة، تطهرها وتزكيها عند عزيز مقتدر، «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ»، سبحانه وتعالى".
وأوضح، أن وفاة الكبيرة بكورونا درس لمن يجهلون حقيقة الموت، «وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا» حكمة ربك وسنته فى الكون، لو تتعظون، وتترفقون، وتطبطبون على القلوب فى محنة المرض.
وأردف: "مالكم، غفرانك يا ربنا قست قلوبنا، كالحجارة أو أشد قسوة «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِى كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون».. صدقت ربنا وتعاليت وتَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".
وشدد على أن سرير رجاء فارغ فى مستشفى العزل، تركته لكم، فاغتنموه، معلوم قساوة اللفظ من غلظة القلب، غلاظ، وقال قائل منهم مفجوع فى غلظة أهله «يُبْكَى عَلَيْنَا وَلَا نَبْكِى عَلَى أَحَدٍ.. لنَحْنُ أَغْلَظُ أَكْبَادًا مِنَ الْإِبِل».
وطالب رزق بالترحم عليها قائلا: "بالله عليكم، ترحموا عليها، وصلوا، وتراحموا بينكم، من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، ارحموا أنفسكم، فالراحِمونَ يرحمهم الرحمنُ، ارْحموا مَنْ فى الأرض يرحمكم من فى السماء، وفى الرواية الأخرى لهذا الحديث: «ارحموا أهل الأرض يرحمْكُم أهلُ السّماءِ»".
وانتقد رزق الشامتين: "رزقنا ببشر صفر الوجوه سود القلوب، وعلى طريقة طيب الذكر، فريد الأطرش: «لا بيرحم ولا ناره بترحم»، الواحد منهم كمن فى قلبه نار موقدة من كل ناجح أو موهوب أو شهير أو حتى مستور، يحسده على ماله وأهله واسمه، وحتى على الجلابية تستر بدنه، وأربع حيطان تضلل على ولاده، ما هذا السخام الذى نتترى فيه؟!".