الثلاثاء 7 مايو 2024

المناورة الإستراتيجية "حسم 2020" ورسائل الأمن القومي.. طارق فهمي: رسالة لكافة الأطراف العابثة بأمن الاقليم.. كرم سعيد: رسالة لردع أي خطر يهدد الأمن القومي المصري

تحقيقات10-7-2020 | 21:34

رأى خبراء سياسيون في الشأن التركي، أن المناورة العسكرية "حسم 2020"، رسالة إلى الخصوم باستعراض القوى العسكرية المصرية وأنها قادرة على ردع اي خطر يهدد الأمن القومي المصري، كما أنها رسالة التاكيد على أنه لا يمكن فرض أمر واقع وأن قدرات العسكرية المصرية قادرة على مواجهة تحديات ولا يمكن لأي كائن أن يفرض أمرًا واقعًا.


ففي الوقت الذي تستعد فيه تركيا لتنفيذ مناورة بحرية قبالة سواحل ليبيا "نافتيكس"، نفذت القوات المسلحة المصرية، أمس الخميس 9 يوليو 2020، مناورة عسكرية غرب البلاد، "حسم 2020"، وذلك في إطار خطة التدريب القتالى لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.


وشملت المرحلة الرئيسية من حسم 2020 قيام طائرات متعددة المهام بتأمين أعمال قتال القوات وتقديم المعاونة الجوية بغرض القضاء على عناصر المرتزقة من الجيوش غير النظامية، وتنفيذ رماية لإستهداف مناطق تجمع تلك العناصر ومراكز القيادة ومناطق التكديسات والدعم اللوجيستية.



بالإضافة إلى قيام عدد من الطائرات الهليكوبتر بإبرار سرية صاعقة لتنفيذ إغارة على مركز قيادة مكتشف لعناصر المرتزقة وتدميره، كما قامت عدد من طائرات الهليكوبتر بإبرار عناصر من قوات المظلات للقيام بمهمة إحتلال خط حيوى في العمق وتأمينه لحين وصول القوة الرئيسية.

وتحت ستر نيران المدفعية تم تطوير أعمال القتال في العمق وتنفيذ رماية تكتيكية بالذخيرة الحية لكتيبة دبابات مدعمة، في ظل الوقاية المباشرة المضادة للطائرات عن التجميع الرئيسى للقوات بتنفيذ رماية دفاع جوى أظهرت مدى الدقة في إصابة الأهداف وظهر خلال هذه المرحلة التعاون الوثيق بين كافة عناصر تشكيل المعركة والقدرة العالية على المناورة وإستغلال طبيعة الأرض لتحقيق المهام في التوقيتات المحددة.


التدخل العسكري وارد:


ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الحديث خلال الفترة الحالية عن التدخل العسكري المصري في ليبيا حال التصعيد التركي، مبكر للغاية، وذلك لأن الحدود والخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أسبوعين، ما زال الجانب التركي ملتزما بها ولم يدخل سرت والجفرة.


وأضاف فهمي في حوار خاص لـ"الهلال اليوم"، أن كل الخيارات واردة، ونسبق الخيارات العسكرية أي خيارات سياسية في هذا التوقيت في الملف الليبي، وبالتالي فالحديث عن الاتجاه الى الخيار العسكري حيث لا يوجد خيار سياسي مطروح لتقريب وجهات النظر، ويجب أن نلتفت أنه لم يعد يتحدث أحد عن الخيار السياسي، وبالتالي فإن مصر تتحسب لكل سيناريوهات الفترة المقبلة.


وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن توقيت الإعلان عن المناورة حسم 2020، جاء بهدف إرسال عدة رسائل، أولها الرسالة السياسية والاستراتيجية القائمة على فكرة الردع، وبذلك تنقل القاهرة رسالة لكافة الأطراف العابثة بأمن الاقليم، بأنها على استعداد لأي مواجهات.


رسالة للخصوم:

وقال المتخصص في الشأن التركي، كرم سعيد، إن التدخل العسكري في ليبيا حال التصعيد التركي، هو أحد الخيارات المطروحة أمام القيادة المصرية، فهناك خط أحمر، وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي حال اقتراب التدخلات الاجنبية "تركيا" من سرت والجفرة.

 

وأضاف سعيد في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن هناك أدوات أخرى تسعى من خلالها القاهرة إلى حل الأزمة في ليبيا ومن بينها عملية الحشد والتعبئة الدولية والإقليمية لمصلحة التسوية السياسية في إطار محاولة جمع الفرقاء الليبيين، لقطع الطريق على التدخلات التركية في ليبيا، بالإضافة إلى القيام بعمليات نوعية، ففي الفترة الماضية تم قصف قاعدة الوطية، وتم تدمير أجهزة دفاع جوي كانت وضعتها تركيا في ليبيا.

 

وتابع: انقرة لم تعلن عن الجهة التي قامت بهذه العملية، ولكن الجهة التي قصفت هذه القاعدة سوا القاهرة أو فرنسا أو غيرها، أرادت توصيل رسالة إلى تركيا بأنه لا يمكن فرض الأمر الواقع وربما رسالة أخرى بأننا قادرون على إزعاج الوجود التركي في غرب ليبيا.

 

وأشار الباحث في الشأن التركي إلى أن رغم أن فكرة التدخل العسكري مطروحة إلا أنه يرى أن هناك عدة عقبات أولها أن مصر تعلن دائما رفض فكرة التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للدول، والثانية وهو أن الخطاب المصري يرتكز أساسا على رفض هذه التدخلات، أما ثالثا فإنه في حالة تدخلت تركيا أكثر من ذلك في الشأن الليبي فإن مصر ستلجا الى الخيار العسكري.

 

وعن دلائل مناورة حسم 2020، أوضح أنها رسالة إلى الخصوم باستعراض القوى العسكرية المصرية وأنها قادرة على ردع أي خطر يهدد الأمن القومي المصري، كما أنها رسالة التاكيد على أنه لا يمكن فرض أمر واقع وأن قدرات العسكرية المصرية قادرة على مواجهة تحديات ولا يمكن لأي دولة أن تفرض أمرًا واقعًا عليها.

 

    Egypt Air