الخميس 23 مايو 2024

في ذكرى رحيل أسمهان.. أحمد سالم أكد: كانت حاملا عند مصرعها!!

14-7-2020 | 19:38

خلال تواجدها في مصر بزغ نجم الفنانة أسمهان بعد رحلة معاناة لأسرتها، فما إن بدأت سنوات شبابها وأخيها فريد إلا وتبدلت حياتهما نحو الشهرة والثراء بعد اتجاههما للعمل في الفن، وكانت أسمهان تهوى التقرب إلى كبار الشخصيات، سواء من الساسة أو رجال الفن والثقافة، ربما لمساندتها وحمايتها، رغم أن فنها وحده كان جديرا بوضعها في مكانة عالية لا تحتاج بعدها سندا .. في ذكرى رحيلها نكشف جوانب خفية من حياتها عن لسان زوجها الأخير الفنان والطيار أحمد سالم، وأيضا الفنان يوسف وهبي، فقد سارع محرر مجلة الإثنين والدنيا الصادرة عن دار الهلال فور مصرع أسمهان ليجري حوارين مع وهبي وسالم نشرا  بالمجلة في عدد 24 يوليو 1944 بعد رحيلها بعشرة أيام.  

 

اللحظات الأخيرة في استوديو مصر

في آخر يوم لها في استوديو مصر أثناء تصوير فيلمها الأخير "غرام وانتقام" لاحقت أسمهان الفنان يوسف وهبي بأسئلة متلهفة لمعرفة هل انتهى الفيلم .. يا ترى حاشوف حفل الافتتاح ولا حاكون خرجت من مصر قبلها؟ أكد يوسف وهبي أن أسمهان كانت تشعر بأنها ستودع ذلك العالم الفاني.. ففي نفس اليوم أصرت أن يؤخذ لها صورة تذكارية مع كل من في الأستوديو .. عرف يوسف وهبي بأنها ستذهب إلى رأس البر، وطلب منها العدول عن السفر فقالت : من يدري .. ربما لا أراها مرة أخرى!

 

هل كانت أسمهان مقامرة؟

أكد يوسف وهبي أن أسمهان عند عملها في فيلمها الأخير كانت تعمل كأصغر ممثلة، فلم يسمعها تعصي أمرا أو تعارض ملاحظة، وكانت أول الملبين لنداء المخرج، فقد كانت تجالس الكبير والصغير وتمازح العامل والفني والكومبارس، وكانت تساعد الممثلات الصغيرات في تصفيف شعورهن وضبط المكياج وإصلاح الثياب.. وتساءل وهبي: ماتت أسمهان ولم تخلف وراءها ثروة، فأين ذهبت تلك الألوف التي وصلت إلى يديها .. هل كانت مقامرة .. أو مضاربة في البورصة؟! ويجيب وهبي عن تساؤله: لا .. لكن هناك المطاعم الشعبية التي أقامتها والأسواق الخيرية في سوريا ولبنان، فقد كانت أسمهان ترعاها وتنفق عليها.

 

غرام وانتقام

انتقل محرر مجلة الإثنين إلى مستشفى قصر العيني حيث يرقد الفنان أحمد سالم للإستشفاء بعد معركته القريبة قبل مصرع أسمهان، وكان الزوج الأخير لها ، فقد عادت أسمهان من الخارج وسألها أين كانت، فأجابت بأنها كانت عند أحمد حسنين باشا، وقالت له إن سبب زيارتها له هو الاطلاع على رأيه في أغاني فيلمها الأخير، واستشاط سالم غضبا من تصرفها فأشهر مسدسه وأطلق عيارا في الهواء لم يصبها، وهرعت أسمهان لطلب البوليس الذي أوفد البكباشي محمد إبراهيم إمام الضابط بالقسم السياسي الذي حاول تهدئة سالم الثائر ضد تصرف أسمهان، وأثناء عراكه ومشاحناته انطلقت من مسدسه رصاصة لتصيب الضابط وانطلقت رصاصة أخرى استقرت في رئة سالم نفسه، ونقل إلى مستشفى قصر العيني ووجهت إليه تهمة محاولة قتل أسمهان ومقاومة الضابط محمد إبراهيم والشروع في قتله.. وظل سالم عدة أيام يصارع الموت .

 

هل قتلها أحمد سالم؟

جلس أحمد سالم على سريره في المستشفى واضعا رأسه بين كفيه والدموع تسيل من عينيه، وكان محرر الإثنين قد عرف من طاقم التمريض أن أحمد سالم لم يره أحد حزينا عند القبض عليه ولم يكن متألما عندما استقرت الرصاصة في صدره ولكن الحزن اعتلاه بعد سماعه خبر رحيل أسمهان، وأكد سالم أنه لم يصدق الخبر وقت أن علم به وصرخ بأن هذه دعاية سخيفة يقومون بها من أجل فيلمها الجديد، وما لبث أن تأكد له الخبر من جهات عديدة، واستطرد سالم بأن أسمهان كانت حبه الوحيد وكانا يستعدان للبدء في عدة مشروعات فنية منها السفر لأمريكا كي تمثل في هوليود، وهنا باغته المحرر بسؤال: هل حاولت قتلها؟ فقال سالم : أنا أقتلها؟ أنا لا يمكن أن أقتل أي إنسان، فما بالك بالمرأة التي أحببتها؟ هل تعرف المجوهرات التي أعلنت الصحف عن وجودها في حقيبة أسمهان ما هي؟ إنها الخاتم المكتوب عليه "أحمد سالم" والذي لم تخلعه من أصبعها رغم حادث إطلاق النار عليها .. لقد أرسلت إلي منذ عدة أيام رسولا يخبرني بأنها مازالت تحبني وأن الرصاص لم يقتل حبها لي بل زاده اشتعالا .. أسمهان كانت ضحية ، وهناك من تدخل لإفساد حياتنا.

 

أسمهان كانت حاملا !!

أكد أحمد سالم في حواره أن أسمهان كانت تريد أن تقضي كل عمرها في مصر ولا تغادرها أبدا، وكانت تتوجس خيفة بأن هناك شيئا سيحدث، ولم يكن ذلك الشئ هو الموت، بل كان قرار إبعادها عن مصر، وليس أدل على حبها للحياة من أنها كانت ... وسكت أحمد سالم والدموع تنهمر من عينيه ، وسأله المحرر كانت ماذا؟ فانفجر سالم باكيا : كنا ننتظر حادثا سعيدا .. فأنا الآن أبكيها .. وأبكي إبني الذي مات معها.