الأربعاء 29 مايو 2024

«ماكينة الإعلام المعادي.. وأزمة سد إثيوبيا».. برلمانيون: مصر تتعرض لمؤامرة إعلامية ممولة لمحاولة حصارها.. وخبراء: الإعلام المعادي ينشط وقت الأزمات.. واستمرار الرد علي الأكاذيب يفضح مخططاتهم

تحقيقات16-7-2020 | 19:09

كعادته.. لم يدع التنظيم الدولي للإخوان وأبواقه الإعلامية في تركيا وقطر فرصة إعلان إثيوبيا بدء الملأ الأحادي لسد النهضة، حيث واصل الإعلام المعادي محاولات إحداث الوقيعة وشق الصف المصري، من خلال نشر الأكاذيب والشائعات حول الازمة، وتحميل الدولة مسئولية ما آلت إليه الامور، رغم تأكيدات القيادة السياسية أن قضية المياء تعتبر مسألة حياة أو موت، وأن مصر لن تفرط فى حقوقها المائية مهما كلفها الأمر.


وأكد برلمانيون، وخبراء إعلام أن ما يقوم به إعلام الإخوان ليس جديدا على الجماعة، مشددين علي ضرورة التصدي بقوة لكل ما ينشر ويبث من أكاذيب من خلال خلق منظومة إعلامية قادرة على كشف فضائح وأكاذيب أعداء مصر.


وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد أكدت أن مصر طلبت من الحكومة الإثيوبية، تقديم إيضاح عاجل، حول صحة ما جرى تداوله بشأن الشروع في ملء سد النهضة.


وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، أن مصر تواصل متابعة تطورات ما يُثار في الإعلام حول البدء في ملء سد النهضة.


ويأتي الطلب المصري بعدما أعلن وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، يوم الأربعاء، البدء في عملية تعبئة سد النهضة، رغم تعثر الاتفاق مع كل من مصر والسودان حول المشروع المثير للجدل، بسبب مخاوف من تأثيره على حصة البلدين من مياه نهر النيل.


ويأتي إعلان إثيوبيا عن البدء في ملء سد النهضة، في ظل تعثر أكثر من جولة مباحثات مع مصر والسودان، حول عدد من الجوانب الفنية والقانونية المرتبطة بالمشروع.



«إعلام الإخوان».. تصدير الأزمات

قال النائب أسامة شرشر عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن مصر تتعرض لمؤامرة إعلامية دولية ممولة تقودها تركيا وقطر والإخوان، لحصار مصر من خلال سد النهضة، وما يدور في سيناء، وما يجري في الحدود الغربية مع ليبيا.


وأضاف شرشر في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن القوى المعادية لمصر أدركت أن الآلة الإعلامية أصبحت أكثر تأثيرا من الآلة العسكرية، ومن ثم لجأت إلى الكذب وخلط الحقائق وبث الشائعات التي تهدف لإثاره البلبلة بين المواطنين.


وأشار شرشر إلى أن ما قامت به إثيوبيا بالأمس، من محاولة إرسال رسائل حول البدء في ملء سد النهضة، وما أعقبها من اعتذار لوزير الري الإثيوبي يعد ضمن الخطة الممنهجة لفرض مؤامرة على مصر .


وأكد أن توقيت إثارة قضية سد النهضة مع ما يجري من أحداث في حدودنا الغربية مع ليبيا، مع ما يجري في سيناء ليس من فراغ، ولكنه يتم بدقة وتخطيط من قبل أجهزة استخبارات عالمية هدفها حصار وتفتيت مصر وإسقاط الدولة المصرية، من خلال بث الشائعات والأكاذيب، مرجعا ذلك إلى أن الرئيس السيسي أصبح بمثابة "عقدة" لقوى الشر، عقب نجاحه في إسقاط المشروع التركي القطري الإخواني.


وألمح شرشر، إلي أن قطر تعد أكبر ممول وداعم لسد النهضة في إثيوبيا، بهدف ضرب مصر وتضيق الخناق عليها لتحقيق مصالح وأهداف وأجندات مشبوهة، مشيرا إلى أن تركيا وقطر وجميع المنظمات والدول المعادية لمصر تجهل شفرات الجيش المصري الذي يمتلك عقيدة لا توجد لدى أي جيش في العالم، حيث يضع دائما أمامه خيارين لا ثالث لهما ،وهما إما تحقيق النصر، أو الشهادة .


ولفت عضو لجنة الثقافة والاعلام والآثار بمجلس النواب، إلى أن مواجهة حملات الإعلام المضللة أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن القومي المصري، مشددا علي أهمية دور وسائل الإعلام في الرد أولا بأول، على كل ما ينشر من جانب الإعلام المعادي من شائعات وأكاذيب لنشر البلبلة والإحباط بين صفوف الشعب.


وطالب شرشر، بضرورة وجود محطة فضائية قوية بدعم من رجال الأعمال المصريين، تكون موجهة بعدة لغات إلى العالم لتوضيح الرؤية المصرية، ونقل الموقف المصري بصدق وأمانة واقتدار، بجانب ضرورة وجود حملات إعلامية مدفوعة الأجر، في عدد من القنوات في الخارج لمواجهه الحملات الدول المضادة والكارهة لمصر من جانب تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان.



بث الشائعات .. ومحاولة إسقاط مصر

فيما يرى قال الدكتور محمود حسن إسماعيل أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، أن الإعلام المعادي لمصر ينشط دائما وقت الأزمات، ويزداد نشاطا عندما يضعف الإعلام المصري، وعندما يتباطأ في تناول الأحداث التي تهم الشأن الداخلي، ما يمنح الفرصة للإعلام المضاد لنشر وترويج الأخبار التي يكون له السبق فيها خاصة بما لديه من شبكة مراسلين قوية.


وأضاف إسماعيل في تصريح لـ«الهلال اليوم»، لابد أن يكون هناك دور أكثر فاعلية وخاصة بالنسبة للقضايا الدائرة في الوقت الحالي، سواء المتعلقة بما يجري على حدودنا الغربية مع ليبيا، أو أزمة سد النهضة، من خلال الرد أولا بأول على ما ينشر وما يبث حول أزمة السد، وعدم ترك الساحة خالية أمام الإعلام المعادي لبث سمومه وتحقيق أجنداته، وحتى لا يصبح المشاهد المصري فريسة الفضائيات المعادية، أو شبكات التواصل الاجتماعي، بحيث يسير وراء ما يبث عليها من شائعات وأكاذيب، متابعا : "وهذا للأسف ما يحدث في معظم الأزمات" .


ووضع أستاذ الإعلام "روشتة" لمواجهة حملات التهويل وبث الشائعات المثارة من جانب الإعلام المعادي لمصر، سواء من تركيا أو قطر أو التنظيم الدولي للإخوان حول الازمة؛ قائلا: "يجب على وسائل الإعلام المصرية تناول الحدث فور وقوعه، بجانب اللجوء الي المصادر الرسمية الموثوق بها، والحرص على التغطية الحيادية لجوانب الحدث، مع الاستعانة بالمتخصصين في تحليل الحدث وليس الاعتماد على مجموعة معينة مما يسمون أنفسهم بالخبراء فقدوا مصداقيتهم لدى الجمهور".


وتابع إسماعيل: " كذلك أيضا يجب دعم شبكة المراسلين وتدريبهم على كيفية التعاطي مع الأزمات ومعالجتها إعلاميا، والبُعد عن النمطية في تناول مثل هذه الأحداث".